وزارة خاصة بالشباب

السبت، 09 سبتمبر 2023 01:07 م
وزارة خاصة بالشباب
عصام الشريف

 
 
تابعت خلال الأسبوع الماضي الجلسات التي خصصها الحوار الوطني، ضمن المحور المجتمعي، للحديث عن قضايا الشباب وتمكينهم. 
 
وللحق فقد أسعدني جدا الحديث هذه المرة، من حيث تنوع الآراء إلى حد بعيد بين المتحاورين، وذلك تبعا لاختلافهم، فمنهم الفنان والمخرج والسياسي والمثقف والمنتج، وغيرهم، كما شهدت الجلسات ارتفاع سقف الحرية كثيرا جدا، ليتيح المجال لكل صاحب فكرة للتعبير عن رأيه بمنتهى الحرية، حتى أن البعض من المشاركين طالبوا صراحة برفع الرقابة عن الأعمال الفنية، وتم الاستماع بمنتهى الهدوء لصاحب هذا الرأي بل وإدراجه ضمن التوصيات.
 
وخلال متابعتي للجلسات شاهدت أطرافا كثيرة تتداخل في الحديث عن أي قضية تخص الشباب، وهو ما جعل فكرة تقفز إلى ذهني، وهي لماذا ارتبطت وزارة الشباب بالرياضة فقط، لتصبح اسمها وزارة "الشباب والرياضة"؟ ولماذا لا تكون على سبيل المثال وزارة "الشباب والثقافة" أو "الشباب والفن"؟ ثم وجدتني أتخيلها وزارة "الشباب" فقط دون دمج أي مجال ثانٍ معها، سواء رياضي أو اقتصادي أو ثقافي أو اجتماعي، ببساطة لأن ملف الشباب يشمل كل المجالات المختلفة، حتى المجال السياسي إضافة للمجالات السابق ذكرها.
 
بالطبع هذه الأسئلة وإجاباتها ظلت تعبث بذهني لأيام، بسبب أهمية الوزارة الوحيدة التي تحمل اسم الشباب، الثروة القومية الحقيقية لأي دولة، بل الأغلى من كل أنواع الثروات حتى ثروة الذهب نفسه الذي تحتاط الدول بتخزين كميات كبيرة منه في احتياطياتها النقدية، لكن هل فعلا الخلط بين الشباب والرياضة، أو أي مجال آخر، هل هو حقا في صالح الشباب؟
 
وبعد التحاور مع عدد من الأصدقاء، وجدت كثيرون يهتمون للفكرة، لكن بعضهم قال إن وزارة الشباب دون رياضة كانت موجودة بالفعل في أحد الحقب السياسية القديمة نسبيا، ولم تحدث تغييرا جوهريا في ملف الشباب، حتى وإن حملت الوزارة اسم الشباب وحده، لكني وجدت نفسي أجيب على صاحب هذا الرأي بأن مقصد حديثي هو إيجاد ثورة حقيقية في هذه الوزارة، تتغير على إثرها اهتمامات الوزارة "الجديدة" التي أتصور أن تشمل إدارات داخلية تعبر عن كل المجالات والعلوم المرتبطة بالشباب، ومنها الجانب الرياضي طبعا، لكن كتوجيه وتثقيف وليس كتنظيم للفعاليات الرياضية المختلفة، فهذا قد يكون دور وزارة جديدة باسم الرياضة فقط، أو مجلس قومي كما كان في أحد الحقب الزمنية السابقة، ومع هذا الفصل، يمكن لوزارة الشباب أن تكون أكثر قدرة وتفرغا لإدارة هذا الملف المتشعب جدا.
 
استمر حوارنا لنحو ساعتين دون أن نصل إلى شكل ملائم يمكن أن يستوعب أفكاري تلك، فاقترح أحدهم أن أخاطب جلسات الحوار الوطني الخاصة بمعالجة قضايا الشباب، فوجدتها بالفعل فرصة، وقررت كتابة كل ما حدث، علَها تكون رسالة للزملاء الأفاضل في الحوار الوطني، ليضيفوا هذا المقترح لأجندة الجلسات أو حتى دعوتي للحديث عن وجهة نظري كاملة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة