العبور الآمن من الفوضى إلى الاستقرار في 10 سنوات: جبهة داخلية قوية (1)

السبت، 30 سبتمبر 2023 07:00 م
العبور الآمن من الفوضى إلى الاستقرار في 10 سنوات: جبهة داخلية قوية (1)
أمل غريب

- الحوار الوطني تأكيد على قوة وترابط المصريين واتحادهم في صناعة المستقبل ومواجهة التحديات المحيطة.. وفتح الباب أمام الشباب والمرأة
 
 
سنوات طويلة عاشتها الدولة المصرية، مفككة من الداخل، وتعرضت الجبهة الداخلية لاختراقات عديدة، نتج عنها حالة الوهن التي عاشتها مصر، خلال الفترة اللاحقة لأحداث 25 يناير 2011، وسابقة لثورة 30 يونيو، لذلك كان التحدى الأكبر أمام القيادة السياسية، هو إعادة بناء الجبهة الداخلية، وتقويتها، لأنها حائط الصد الوحيد أمام كافة التحديات.
 
وخلال عشر سنوات، نجح الرئيس السيسى، في هذا التحدى، بعدما استطاع أن يوفر البيئة الآمنة للعمل السياسى، بعيداً عن أية تعصبات، فضلاً عن فتح الباب لأول مرة أمام الشباب، ليكونوا في صدارة المشهد السياسى، ويتبؤأوا المناصب التي يستحقونها، والتي حرموا منها لعقود، وهو نفس ما حدث مع المرأة المصرية.
 
وكان إطلاق الحوار الوطنى، في السادس والعشرين من إبريل 2022، هو أحد العوامل الرئيسية في تقوية الجبهة الداخلية، بعدما أكد الرئيس السيسى، بالفعل أن مصر للمصريين، وأن الخلاف فى الرأي لا يفسد للوطن قضية، فتحت مظلة الحوار الوطنى، التئم كل المصريين والتقوا باختلافاتهم السياسية والأيدلوجية، واضعين بافكارهم ومقترحاتهم أسس الجمهورية الجديدة، التي دشنها الرئيس السيسى، وطلب من المصريين أن يشاركوا في بنائها.
 
عبد الله عرمش، رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة، أكد أن التعداد السكانى في مصر، تتكون مقوماته من 60% شباب، وهي ميزة كبيرة جدا تخدم الدولة المصرية وتجعلها دائما دولة شابة، وهو ما شجع القيادة السياسية على الاستفادة القصوى من هذا العدد الهائل، الذي قد لا تزخر به دولا عدة، سواء في الإقليم أو على المستوى دول أوروبا، فكان توجه الدولة إلى الاستعانة بهؤلاء الشباب والجلوس معهم على طاولة واحدة، والاستماع لهم ولأرائهم ومقترحاتهم مادامت على أرضية وطنية مشتركة، ومشاركتهم في صنع واتخاذ القرارات الهامة، مؤخرا، لتحديد مستقبل الدولة، إيمانا من الرئيس السيسي، بطاقات الشباب المصري، وحسن استغلال وتوظيف امكانياتهم حماسهم، للعبور إلى الجمهورية الجديدة.
 
ولفت عرمش، لـ"صوت الأمة" أن الدولة ممثلة في الرئيس السيسي، عندما تدعو الشباب للحديث عن مشكلاتهم، وعرض قضاياهم والاستماع إلى أرائهم وانتقاضاتهم، ورؤياهم للتحديات وحلولها، هذا دليل واضح وجلي للجميع، بأن هناك تغير جذري لدى الدولة، حول رؤيتها بالنسبة للشباب، وضرورة إشراكهم في القضايا الملحة التي تهم مصر، موضحاً أن الحوار الوطني والقائمين عليه، دائما ما يشددون على الشباب المشاركين والمتحدثين بضرورة وضع حلولا قابلة للتنفيذ في أي من الموضوعات المطروحة داخل المحاول الثلاث، ولجانها المتعددة والمتنوعة، حتى نستطيع أن نفيد الدولة المصرية، والعبور إلى مستقبل الجمهورية الجديدة، تأكيدا على تعهد الرئيس السيسي، ووعده بتنفيذ توصيات ومخرجات الحوار الوطني، في أي من القضايا والتحديات التي تتم مناقشتها.
 
من جهته قال أحمد نصار، أمين عام الشباب بحزب إرادة جيل، إن دعوة الرئيس السيسى للحوار الوطنى بمشاركة جميع القوى السياسية دون تمييز أو إقصاء لأحد، إلا من تورط فى عنف أو إرهاب، هو أفضل الأليات التي اتبعتها الدولة المصرية، خاصة أن القضايا المطروحة على أجندة عمل جلسات الحوار الوطني، هامة ومتشابكة، وهذه الدعوة تؤكد تماسك وترابط الجبهة الداخلية المصرية أمام التحديات المحيطة على المستويين الإقليمي والدولي، وهو هدف استراتيجي أستطاعت القيادة السياسية تحقيقه، وكذلك فأن دعوة الرئيس السيسي، ذهبت بمصر من ممارسة الديمقراطية غير المباشرة إلى الديمقراطية المباشرة، والتى يتم فيها دعوة الجميع على طاولة واحدة للحوار حول المستقبل والحاضر، وفي المقدمة منهم شباب مصر، المهموم بقضايا وتحديات وطنه، ويضعها نصب عينيه.
 
وأشار نصار لـ"صوت الأمة" إلى أن الحوار الوطني فتح باب المناقشات الجادة والمفيدة أمام الشباب المصري بجميع الأيدلوجيات المختلفة، لخلق فرص عدة أمام سعي الدولة نحو تطبيق استراتيجيتها لتمكين الشباب المصري، على المستوى الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، مما جعل طريق الشباب نحو الجمهورية الجديد مفروش بالأمل والعمل، مؤكداً أن فتح المجال العام أمام الأيدلوجيات المختلفة من خلال الحوار الوطني، والاستماع إلى رأي ورؤى ومقترحات الشباب المشاركين في جلسات عمل الحوار، لهو أهم أدوات الدولة نحو تجفيف منابع الإرهاب الفكري، وتوجيه سواعد وأفكار شباب مصر صوب البناء والتطوير، من أجل الوصول إلى أهداف الجمهورية الجديدة انطلاقاً من ضرورة دعم ملف الشباب، حيث اتجهت الدولة إلى تدشين تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، التي باتت القبلة الأولى لتعليم وتخريج شباب ذو خبرة سياسية أكاديمية وعملية من الدرجة الأولى، وقادر على تولي المسؤوليات السياسية في الدولة، كذلك من قبلها كانت الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، والتي تعتبر هي اللبنة الأولى التي وضعتها الدولة المصرية الحديثة، لتعليم الشباب وتدريبهم ليتولوا المناصب الإدارية والتنفيذية في الجهاز الإداري للدولي، ومن ثم، فإن لجنة الشباب التي تم تفعيلها داخل المحور المجتمعي في الحوار الوطني، متشعّبة ولها اتصالات بجميع اللجان فى الحوار، مما أتاح للشباب النصيب الأكبر، سواء كان بالمشاركة في النقاشات أو إدارة الجلسات أو التحدث لعرض الرؤى المختلفة والأراء والاقتراحات والحلول للقضايا المطروحة.
 
ولفت نصار إلى أن الجميع ذهب إلى الحوار الوطنى، ليس للبحث عن مصلحة شخصية أو حزبية، إنما لنتقاسم المسئولية، خاصة أنه بوابتنا للجمهورية الجديدة، فالجميع أتى حاملا هموم مسئولية مستقبلنا وصياغته بأنفسنا في الجمهورية الجديدة، بعدما باتت مصر، دولة مستقرة، وآن الأوان للبناء فيها للمستقبل، وهذا كان سر دعوة الرئيس السيسي، الذي حرص منذ اللحظة الأولى التي تولى فيها المسؤولية أن يمنح الشباب حرية بناء مستقبلهم، ويحملهم مسئولية تعميره وحمايته والمحافظة عليه، موضحاً أن فكرة الحوار الوطني، لهي من أهم العوامل التي استكملت عملية حماية الجبهة الداخلية للدولة المصرية، كما أنه في حد ذاته هدف كبير، بعد سنوات الصخب والضجيج والاختلاف والتحريض وأيضاً التوجيه والاستقطاب، مؤكداً أن الوصول بعد كل ذلك إلى حوار مشترك يعتبر هدفاً، مشيراً إلى أن الهدف الآخر هو أن بؤرة هذا الحوار الوطنى هى الحوار المجتمعى أو المحور المجتمعى، رغم أن البعض يتصور أن الحوار الوطنى هو مجرد الإفراج عن مجموعة من السجناء السياسيين، وتعزيز دور الأحزاب السياسية.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق