الصراع العربي الإسرائيلي.. «وعد بلفور» البريطاني فجر حروبا انتهت بـ«طوفان الأقصى»

الأربعاء، 11 أكتوبر 2023 06:07 م
الصراع العربي الإسرائيلي.. «وعد بلفور» البريطاني فجر حروبا انتهت بـ«طوفان الأقصى»
كتب - عنتر عبد اللطيف

الصراع العربي الإسرائيلي ليس وليد اليوم فد بدأت فصوله منذ صدور «وعد بلفور» في 2 نوفمبر 1917 بعدما منحت بريطانيا  بموجبه حقًا لليهود في تأسيس وطن قومي لهم في فلسطين، لليندلع الصراع بين الجانبين ويخوضا مواجهات لا حصر لها كان أخر فصولها عملية طوفان الأقصى.
 
بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية، في الحرب العالمية الأولى، سيطرت بريطانيا على فلسطين وكانت تسكنها أقلية يهودية وغالبية عربية، وتصاعدت التوترات بين كلا الجانبين بعدما منح  المجتمع الدولي لبريطانيا مهمة تأسيس «وطن قومي» للشعب اليهودي في فلسطين.
 
وتزايد عدد اليهود القادمين من الخارج إلى فلسطين، ما بين عشرينيات وأربعينيات القرن الماضي، وارتفعت وتيرة العنف بين اليهود والعرب أو ضد الحكم البريطاني في المنطقة.
 
106 أعوام منذ وعد وزير الخارجية البريطاني، بإنشاء وطن لليهود فى فلسطين، والذى سمى وعد بلفور، حيث أطلق الوعد في رسالة فى 2 نوفمبر عام 1917، موجه لـ اللورد ليونيل وولتر دى روتشيلد، رئيس الطائفة اليهودية فى إنجلترا، يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية على إنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين.
 
وقال بلفور في خطابه آنذاك: إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومى فى فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التى تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة فى فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسى الذى يتمتع به اليهود في أي بلد آخر.
 
ارتبط الوعد بذلك الاسم نسبة إلى من وجه الرسالة وهو وزير الخارجية البريطانى فى ذلك الوقت آرثر جيمس بلفور، وكانت فلسطين فى ذلك الوقت واقعة تحت حكم الدولة العثمانية، ووقعت تحت الاحتلال البريطانى بعد الوعد بشهر واحد، وأعلن الانتداب البريطانى على فلسطين عام 1920، حيث تقررت الحدود الجديدة لفلسطين على أساس وعد بلفور، وذلك بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى.
 
ندد العرب بالوعد، وكانت هناك حالة سخط وغضب كبيرة، بدأ اليهود على الفور الهجرة إلى الأراضى الفلسطينية فى دفعات كبيرة، وحاولوا الاستيلاء على أراضى فى المناطق المعروفة بـ"فلسطين التاريخية"، و كانت من الآثار التى ترتبت على الوعد إعلان الانتداب البريطانى عام 1920 على فلسطين، والتمهيد للدولة العبرية التى أعلنت رسميا فى 14 مايو 1948، وبدء حرب 48 والتى عرفت فيما بعد بالنكبة العربية.
 
صوتت الأمم المتحدة على قرار لتقسيم فلسطين إلى دولتين منفصلتين، في عام 1947، إحداهما يهودية والثانية عربية على أن تصبح القدس مدينة دولية، ووافق الزعماء اليهود على هذه الخطة فيما رفضها الجانب العربي.
 
وغادر البريطانيون الذين كانوا يحكمون المنطقة في 1948، دون أن يتمكنوا من حل المشكلة، فأعلن الزعماء اليهود تأسيس دولة إسرائيل، واعترض العديد من الفلسطينيين على ذلك
 
واندلعت الحرب العربية الإسرائيلية الأولى، انتهت عام 1949 بانتصار إسرائيل، مع تهجير 750 ألف فلسطيني، وبعدها تم تقسيم المنطقة إلى 3 أجزاء: إسرائيل، والضفة الغربية (نهر الأردن)، وقطاع غزة.
 
وتصاعدت التوترات في المنطقة، خلال اسنوات الللحقة خاصة بين إسرائيل ومصر والأردن وسوريا ولبنان، أبرزها أزمة السويس أو العدوان الثلاثي، وهي الحرب التي شنتها كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر عام 1956، بعد أن قرر الرئيس جمال عبدالناصر تأميم قناة السويس، وهي ثاني الحروب العربية الإسرائيلية بعد حرب 1948.
 
في يونيو 1967، في أعقاب سلسلة من المناورات التي قام بها الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، قامت إسرائيل بهجوم استباقي على القوات الجوية المصرية والسورية، لتبدأ حرب الأيام الستة.
 
حصلت إسرائيل بعد الحرب على سيطرة إقليمية على شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة من مصر؛ والضفة الغربية والقدس الشرقية من الأردن؛ ومرتفعات الجولان من سوريا.
 
جاء يوم 6 أكتوبر، بعد 6 سنوات لتبدأ حربا شنتها مصر وسوريا في هجوم مفاجئ على الجبهتين ضد إسرائيل لاستعادة الأراضي المغتصبة.
 
في عام 1979، وفي أعقاب سلسلة من وقف إطلاق النار ومفاوضات السلام، وقع ممثلون من مصر وإسرائيل على اتفاقيات كامب ديفيد، وهي معاهدة السلام التي أنهت صراع ظل 30 عامًا بين مصر وإسرائيل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق