عاش صمود الشعب الفلسطيني

السبت، 14 أكتوبر 2023 01:05 م
عاش صمود الشعب الفلسطيني
عصام الشريف

 
لم تكن المرة الأولى التي تتعرض فيها غزة لهجوم إسرائيلي غاشم لا يفرق بين طفل وشاب أو شيخ وامرأة أو أخضر ويابس، لكن رغم هذا يبدو الأمر مختلفا كثيرا هذه المرة عن كل عدوان سابق، حتى بالنسبة للطرف الذي بادر بإشعال الحرب هذه المرة.
 
جاءت عملية "طوفان الأقصى" ردا على فقدان الفلسطينيين أي بوادر أمل في إقامة دولتهم التي وعدوهم بها منذ عقود طويلة دون أي تقدم في هذا المسار رغم أنه جاء ضمن قرارات الشرعية الدولية، كما شهدت الفترة الأخيرة توحش المستوطنين الإسرائيليين، وبناء المستوطنات، ومحاولة تهويد كل ما هو عربي في فلسطين، وبالتالي كانت عملية "طوفان الأقصى" التي تعد الأبرز في تاريخ المقاومة الفلسطينية، إذ نجد أنفسنا أمام عملية منظمة أشبه بعمليات الجيوش النظامية، وليس فصائل المقاومة التي لا تقارن أسلحتها البتة بترسانة الأسلحة الإسرائيلية، لتقتل المئات وتأسر مثلهم تقريبا في تطور غير مسبوق في أسلوب هجوم المقاومة، وهو ما رد عليه جيش الاحتلال الإسرائيلي بجنون، ليتحدث الجميع عن حرب إبادة وليس عملية عسكرية تقليدية، فيكفي أن دولة الاحتلال استدعت الجيش الاحتياطي وهو أمر لم تفعله منذ حرب أكتوبر المجيدة.
 
الأمر الآخر الجدير بالذكر هو الروح المعنوية العالية لكل الشعب الفلسطيني الذي يستمر في النضال حتى آخر نفس وآخر شهيد، رغم اشتداد الهجمة الصهيونية هذه المرة إلا أنه مع المقاومة لا يزالون يكبدون العدو خسائر في الأرواح.
 
لكن الأمر الذي يجب أن نأخذه في الاعتبار، هو محاولة تهجير سكان غزة سواء إلى سيناء أو الأردن، وتسعى الولايات المتحدة لإتمام هذا الأمر في ظل تغير الظروف والمعطيات، إذ أصبح واضحا للجميع أن إسرائيل لن يمكنها العيش وفصائل المقاومة ما تزال موجودة سواء في غزة أو في الضفة الغربية، وبالتالي أصبح الحديث عن وطن بديل للفلسطينيين أكثر جدية من كل مرة.
 
ورغم أن البعض أبدى تخوفه من تنفيذ هذا المخطط إلا أن الردود الرسمية والشعبية من الفلسطينيين قطعت المجال تماما أمام هذا الطرح، حتى لو كان الثمن استشهاد آخر مواطن فلسطيني، لكن كل هذا يضفي مزيدا من الغموض والتعقيد على مستقبل الصراع العربي الإسرائيلي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة