القضية الفلسطينية.. أجيال بتسلم أجيال

السبت، 21 أكتوبر 2023 05:39 م
القضية الفلسطينية.. أجيال بتسلم أجيال
عصام الشريف

 
غريبة هي القضية الفلسطينية، مهما طال الزمن، ومهما تبدلت الأجيال أو الحكومات، تظل في قلب ووجدان الأمة العربية، مكتسية بروح المقاومة ورفض الاحتلال الإسرائيلي، لتؤكد أنها قضية لا تموت مهما طال الزمن عليها ومهما بلغ حجم المؤامرة لتصفية القضية.
 
في مصر، قلب العروبة النابض، بدا المشهد رائعا بتلاحم الشعب المصري مع الدولة ليسجلان موقفا واحدا لم يتغير منذ انتفاضة الحجارة الأولى، رغم تغير الأجيال والحكومات، لكن الدعم واحد والموقف واحد. اختفت كل الانتماءات والاتجاهات لصالح القضية الفلسطينية فقط والدفاع عن المسجد الأقصى.
 
هذه الأجيال التي خرجت في وقفات احتجاجية أمس الجمعة لدعم أهالينا في فلسطين، لم تكن قد ولدت بعد عندما شاركنا للمرة الأولى في انتفاضة الأقصى في التسعينيات، لكن أكاد أجزم أن الهتافات هي نفسها والعاطفة والغيرة على المقدسات وكراهية العدوان الإسرائيلي واحد لم يتغير البتة، وهي رسالة لدولة الاحتلال بأنها ستظل منبوذة في المنطقة مهما طال الزمن.
 
أما الذين سافروا إلى معبر رفح لإيصال المساعدات الإنسانية وظلوا معتصمين لحين دخولها إلى قطاع غزة، فقد سجلوا بدورهم ملحمة مصرية خالدة، إذ يقفون في العراء لا يفصلهم عن المعبر سوى أمتار قليلة، بينما يشاهدون الجانب الآخر من المعبر من ناحية غزة الذي تسيطر عليه قوات الاحتلال، ويرون بأعينهم آثار القصف الإسرائيلي، ورغم ذلك لم يرهبهم أن تضل قذيفة طريقها وتقضي عليهم، فالجميع قبل أن يأتي إلى رفح رفع شعار كلنا فداء الأقصى وفلسطين.
 
كل هذا إنما يؤكد ارتباط مصير القضية الفلسطينية بمصر قيادة وشعبا، ارتباط يؤكده عمق التاريخ والديموجرافيا ومحددات الأمن القومي، ارتباط يتعلق بالعاطفة الشعبية والمواقف الرسمية للدولة، لتظل القضية حية للأبد في العقل والوعي الجمعي للمصريين، وتظل الأجيال تتداولها حتى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة