مصر دولة سلام لكنها لن تتهاون في الدفاع عن أمنها القومي

السبت، 21 أكتوبر 2023 06:34 م
مصر دولة سلام لكنها لن تتهاون في الدفاع عن أمنها القومي
أمل غريب

سعت الدولة المصرية نحو تحقيق السلام في المنطقة العربية، وإرثاء قواعد عدد من الأهداف السامية، بنبذ العنف والإرهاب وقتل النفس بغير حق، داعية إلى وقف الحرب الدائرة التى راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء علي الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، من خلال الدعوة إلى عقد قمة القاهرة للسلام التى عقدت اليوم بالعاصمة الإدارية الجديدة بحضور قادة وزعماء 31 دولة من دول العالم، وكذلك عدد من المنظمات الدولية والأقليمية، فى مقدمتهم  أنطونيو جوتيريش، السكرتير العام للأمم المتحدة، لبحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية، ومناقشة جذور الصراع التاريخى بين الجانب الفبسطيني والإسرائيلي، علاوة على الدفع نحو تفعيل عملية السلام فى الِشرق الأوسط، من أجل الشروع فى تسوية عاجلة وشاملة للصراع الممتد لعقود، من خلال مبدأ حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، والتى تبنتها قمة بيروت في عام 2002.
 
 
مصر تدعو إلى قمة القاهرة للسلام
 
وعلى أرض مصر، اجتمع قادة ورؤساء حكومات ومبعوثي عدد من الدول الإقليمية والدولية، تلبية لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للتشاور والنظر فى سبل الدفع بجهود احتواء الأزمة المتفاقمة في قطاع غزة، وخفض التصعيد العسكرى بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، الذى راح ضحيته آلاف القتلى من المدنيين الأبرياء، منذ اندلاع المواجهات المسلحة في 7 أكتوبر الجاري.
 
بناء توافق دولى عابر للثقافات والأجناس والأديان
 
وسعت مصر من خلال دعوتها لهذه القمة، إلى بناء توافق دولى عابر للثقافات والأجناس والأديان والمواقف السياسية، محوره قيم الإنسانية وضميرها الجمعى ينبذ العنف والإرهاب وقتل النفس بغير حق، ويدعو إلى وقف الحرب الدائرة التى راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء علي الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، ويطالب باحترام قواعد القانون الدولى والقانون الدولى الإنساني، ويؤكد الأهمية القصوى لحماية المدنيين وعدم تعريضهم للمخاطر والتهديدات، ويعطى أولوية خاصة لنفاذ وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية، وإيصالها إلى مستحقيها من أبناء قطاع غزة، ويحذر من مخاطر امتداد رقعة الصراع الحالى إلى مناطق أخرى فى الإقليم.
 
مصر تطلق نداءً عالمياً للسلام
 
وأكدت مصر وفق بيان صدر عن رئاسة الجمهورية، تطلعها إلى أن يطلق المشاركون نداءً عالمياً للسلام، يتوافقون فيه على أهمية إعادة تقييم نمط التعامل الدولى مع القضية الفلسطينية على مدار العقود الماضية، بحيث يتم الخروج من رحم الأزمة الراهنة بروح وإرادة سياسية جديدة، تمهد الطريق لإطلاق عملية سلام حقيقية وجادة، تُفضى خلال أمد قريب ومنظور إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
 
قصور جسيم فى إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية
 
وأكدت مصر أن المشهد الدولى عبر العقود الماضية، كشف عن قصور جسيم فى إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، لكونه سعى لإدارة الصراع، وليس إنهائه بشكل دائم، واكتفى بطرح حلول مؤقتة ومُسكنات لا ترقى لأدنى تطلعات شعب، عانى على مر أكثر من ثمانين عاماً من الاحتلال الأجنبي ومحاولات طمس الهوية وفقدان الأمل، كما كشفت الحرب الجارية عن خلل في قيم المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمات، فبينما نري هرولة وتنافس علي سرعة إدانة قتل الأبرياء في مكان، نجد تردداً غير مفهوم في إدانة نفس الفعل في مكان آخر، بل نجد محاولات لتبرير هذا القتل، كما لو كانت حياة الإنسان الفلسطيني أقل أهمية من حياة باقي البشر.
 
حق الشعب الفلسطيني في الحياة
 
إن الأرواح التى تزهق كل يوم خلال الأزمة الراهنة، والنساء والأطفال الذين يرتجفون رُعباً تحت نير القصف الجوى علي مدار الساعة، تقتضى أن تكون استجابة المجتمع الدولى علي قدر فداحة الحدث، فحق الإنسان الفلسطينى ليس مستثناً ممن شملتهم قواعد القانون الدولى الإنسانى أو الاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، والشعب الفلسطينى لابد أن يتمتع بكافة الحقوق التي تتمتع بها باقى الشعوب، بدءاً بالحق الأسمى، وهو الحق فى الحياة، وحقه فى أن يجد المسكن الآمن والرعاية الصحية اللائقة والتعليم لأبنائه، وأن تكون له قبل كل شيء دولة تُجسد هويته ويفخر بالانتماء لها.
 
موقف مصر الداعم للحقوق الفلسطينية
 
إن جمهورية مصر العربية، صاحبة المبادرة بالدعوة الي قمة السلام، تعرب عن تقديرها العميق للدول والمنظمات التى استجابت لتلبية الدعوة رغم اعتبارات ضيق الوقت، وتؤكد بهذه المناسبة، أنها لن تألو جهداً فى استمرار العمل مع جميع الشركاء من أجل تحقيق الأهداف التي دعت إلى عقد هذه القمة، مهما كانت الصعاب أو طال أمد الصراع، وسوف تحافظ مصر دوماً علي موقفها الراسخ الداعم للحقوق الفلسطينية، والمؤمن بالسلام كخيار استراتيجى لا حياد أو تراجع عنه، حتى تتحقق رؤية حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، اللتين تعيشان إلى جوار بعضهما البعض فى سلام.
 
مصر لن تتهاون في الدفاع عن أمنها القومي
 
وفى إطار سعي مصر نحو تحقيق تلك الأهداف السامية، لن تقبل أبداً بدعاوى تصفية القضية الفلسطينية علي حساب أى دولة بالمنطقة، ولن تتهاون للحظة فى الحفاظ علي سيادتها وأمنها القومى فى ظل ظروف وأوضاع متزايدة المخاطر والتهديدات، مستعينة فى ذلك بالله العظيم، وبإرادة شعبها وعزيمته.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق