حضور قوى ورفض للتهجير وحشد الجهود لإغاثة الفلسطينيين وتأكيد عالمية حقوق الإنسان.. نجاحات حققتها قمة القاهرة للسلام

السبت، 21 أكتوبر 2023 09:42 م
حضور قوى ورفض للتهجير وحشد الجهود لإغاثة الفلسطينيين وتأكيد عالمية حقوق الإنسان.. نجاحات حققتها قمة القاهرة للسلام
قمة القاهرة للسلام

 
بتمثيل شمل نحو 31 دولة و3 منظمات إقليمية ودولية، وحضور 9 رؤساء دول، وولي عهد واحد، و5 رؤساء حكومات، و11 وزيراً للخارجية، و3 مبعوثين خاصين، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة،  ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، والأمين العام لجامعة الدول العربية، ورئيس المجلس الأوربي، استطاعت "قمة القاهرة للسلام" التي استضافتها العاصمة الإدارية اليوم السبت، بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن تحقق النجاح المرجو منها، حتى وإن لم يصدر عن القمة بيان ختامى، وهو أمر متوقع، لوجود بعض تباينات في مواقف الدول تجاه الأحداث الجارية حالياً في قطاع غزة، لكن القمة استطاعت أن تضع الجميع أمام مسئولياتها، تجاه العمل بنحو سريع لأيقاف النار في القطاع والحفاظ على أرواح المدنيين الأبرياء، وصولاً إلى الدخول في مسارات جديدة للتسوية السياسية للقضية الفلسطينية.
 
الصورة الرسمية
الصورة الرسمية
وكان لافتاً في هذه القمة، الحضور الموسع الذى عكس التمثيل الموسع للقادة الإقليميين والدوليين، هو ما يعد نجاحًا حقيقيًا استطاعت فيه مصر أن تجمع هذه القوى التي تمثل طرفي النقيض فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إذ جمعت الدول التي تدعم ما تراه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها جنبًا إلى جنب مع الدول التي تدين جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المواطنين الفلسطينيين ولا سيّما في قطاع غزة، علاوة على المؤسسات الإقليمية والدولية الفاعلة ذات الثقل في المشهد، بما أفضى في النهاية إلى تحقيق اجتماع دولي موسع وشامل على أرض مصر لمناقشة هذه القضية المركزية ليس لمصر والدول العربية فقط ولكن للأمن والسلم الدوليين بوجه عام.
 
ولا يخفى على أحد أن نجاح الرئيس السيسى في جمع هذا العدد من القادة والزعماء على أرض مصر، في ظل أوضاع عصيبة تعيشها المنطقة، فأنه يمثل تأكيداً للدور الريادي لمصر، إذ جاءت القمة نتاجا لاستمرار مصر في اتصالاتها الدبلوماسية مع أكبر عدد من دول العالم لبحث جهود التهدئة والضغط المتواصل من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ومنع تصفية القضية الفلسطينية، وتركيز القيادة السياسية المصرية في خطابها الإقليمي والدولي على مبدأ السلام العادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين بفصل الدولتين"، بما أثبت الدور المحوري في النهاية لمصر على مستوى القضية الفلسطينية بوصفها بوصلة كل هذه الجهود الإقليمية والدولية الساعية لحل الصراع، فضلًا عن نفاذ هذه المواقف المصرية الثابتة إلى صياغات مواقف الدول الأخرى. فنجاح مصر في عقد هذه القمة في هذا التوقيت ونجاحها في حشد هذا العدد من القادة وكبار المسؤولين الدوليين يؤكد حجم الحضور المصري في المنطقة وقضاياها وأن لمصر دورًا محوريًا رغم كل محاولات تجاوزها.
 
ومن ضمن النجاحات التي حققتها "قمة القاهرة للسلام"، هو حشد الجهود الدولية والإقليمية لإغاثة الفلسطينيين، من خلال تأكيد كل كلمات المتحدثين على اختلاف مواقفهم ورؤاهم الخاصة بالصراع على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة، وإدانة الانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين العزل في قطاع غزة، وزيادة تخصيص الموارد لإغاثة الفلسطينيين ووصول أجزاء منها بالفعل إلى مطار العريش الدولي. 
 
وتجلى هذا النجاح على نحو واضح في إدخال جزء من المساعدات الإنسانية بالفعل عبر معبر رفح إلى قطاع غزة قبل بدء القمة، بما يعني البناء على ذلك النجاح لجعل عملية إدخال المساعدات عملية مستدامة ومتواصلة، فقد أصبحت مصر بموقعها وتوجهاتها وسياستها الحكيمة المتوازنة مركزا لجهود الدبلوماسية والإغاثة الهادفة إلى وضع حد لهذا الصراع، وفتح الآفاق لحل سياسي بعيد إحياء حل الدولتين 4- إعادة وضع عملية السلام في الشرق الأوسط على أجندة المجتمع الدولي: إن أحد الملامح المهمة لنجاح قمة القاهرة للسلام هو إعادتها وضع القضية الفلسطينية بأبعادها الخاصة بالسلام وليس فقط بالصراع على أجندة المجتمع الدولي من جديد على النحو الذي ظهر في كلمات كل المتحدثين في القمة بالتأكيد على ضرورة استئناف مباحثات السلام وفق مبدأ حل الدولتين الذي يعد المبدأ الأكثر قبولا والأكثر واقعية لحل القضية الفلسطينية، وإدراك المجتمع الدولي برمته تداعيات عدم حل القضية الفلسطينية على المستوى الدولي وليس فقط على مستوى دولتي الصراع من حيث أن عدم حل القضية الفلسطينية يرتب حالة عدم استقرار واسعة النطاق في منطقة الشرق الأوسط، قد يمتد نطاقها ليشمل دولاً خارج الشرق الأوسط، ومن ثم تهديد السلم والأمن الدوليين بمعناهما الحقيقي والواقعي الذي تدركه كل الأطراف الدولية، ومن ثم أدركت هذه الأطراف ضرورة العمل على الحيلولة دون حدوث هذه التداعيات على أمنها الخاص قبل التداعيات الحادثة على الفلسطينيين والإسرائيليين.
 
كما حققت القمة نجاحاً من نوع خاص، بعدما أعادت عبر كلمات المتحدثين بها وخاصة كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي وكلمة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تأكيد عالمية حقوق الإنسان وشمولها كل المواطنين على مستوى العالم، وأن هذه الحقوق وعلى رأسها الحق في الحياة ليست قاصرة على المواطنين الغربيين فقط، ومن ثم لم يعد مقبولا أن تستمر ازدواجية المعايير الغربية في التعامل مع حياة المواطنين العرب وخاصة المواطنين الفلسطينيين في ظل ما يتعرضون له من انتهاكات جسيمة وجرائم حرب من جانب إسرائيل، مما كان له بالغ الأثر والتأثير في مواقف الدول إن لم يكن على المستوى الرسمي فهو على المستوى الشعبي الذي انعكس على وجود العديد من المظاهرات في الدول الغربية داعمة للفلسطينيين وحقوقهم المشروعة.
 
وبالنظر إلى كلمات كل المشاركين في القمة، سيجد أن القمة نجحت في حشد دعم دولي موسع للموقف العربي الصلب والصامد برفض التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم إلى شبه جزيرة سيناء أو إلى الأراضي الأردنية، على اعتبار أن هذا التهجير مرفوض من الدول العربية أولا، وهو ضد مبادئ حقوق الإنسان ثانيا، ولا يقبله الفلسطينيون أنفسهم ثالثًا، ومن شأنه تصفية القضية الفلسطينية بخلاف مبدأ حل الدولتين الذي يحظى بقبول كل الأطراف الدولية الحاضرة رابعا.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق