فرض الإرادة المصرية بعبور شاحنات المساعدات إلى غزة من معبر رفح

السبت، 28 أكتوبر 2023 11:00 م
فرض الإرادة المصرية بعبور شاحنات المساعدات إلى غزة من معبر رفح
محمد فزاع

نقلا عن النسخة الورقية:

- الدولة المصرية وقوتها أجبرت إسرائيل وأمريكا والدول الغربية على دخول المساعدات بجهود دبلوماسية ضخمة
 
لأيام تعلق أشقائنا الفلسطينين في غزة بمستجدات ما يحدث وأي أنباء تتعلق بمعبر رفح، انتظارا لوصول المساعدات الإنسانية، بعد أيام طويلة من حصار فرضه الاحتلال الإسرائيلي، مع مواصلة القصف والاستعداد لهجوم بري غاشم، بعد هجوم حماس المباغت 7 أكتوبر الجاري.
 
انتظر 2.4 مليون فلسطيني، قوافل المساعدات الإنسانية وازداد الأمل لإنقاهم بإدخال الأدوية والماء والأغذية والمواد الإغاثية، بعدما ما أجرت السلطات المصرية إصلاحات في بوابة المعبر، الذي يقع أقصى جنوب قطاع غزة. 
 
اتصالات وجهود دبلوماسية مكثفة أجرتها القاهرة لتبدأ دخول المساعدات، بعدما تحدثت إسرائيل عن منع دخول المساعدات أو فتح المعابر، مع الحديث عن مخطط لتدمير غزة، لكن مصر نجحت في فك الحصار عن غزة بعدما حاصره الاحتلال بدون ماء أو طاقة أو وقود، وقالت مصر كلمتها وفرضت إرادتها بأن معبر رفح لن يكون باتجاه واحد من أجل الخروج منه فقط.
 
ذهب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيرش، إلى معبر رفح وأعلن بدء تدفق المساعدات من الجانب المصري لرفح إلى قطاع غزة، على خلفية اتصال هاتفي جرى بين الرئيس عبدالفتاح السيسي، والرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي ركز على الوضع الإنساني في قطاع غزة، وشدد فيه الرئيس السيسي على أهمية البدء الفوري لدخول المساعدات، وبشكل مستدام، مع تنسيق الجهات المعنية في الدولتين مع المنظمات الإنسانية الدولية، تحت إشراف الأمم المتحدة، لتأمين وصول المساعدات.
 
وعبر معبر رفح البري، فرضت مصر إرادتها بإدخال مستلزمات طبية وأدوية وأغذية وخلافه، لقطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل لأكثر من أسبوعين، أدى إلى نزوح نحو مليون مواطن، وتدمير البنية التحتية بشكل كامل، وانهيار المنظومة الصحية.

مساعدات لا يمكن حصرها
 
عشرات الشاحنات، دخلت للقطاع المحاصر بعد أن وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، منذ اللحظة الأولى لاندلاع الاشتباكات، بتكثيف اتصالات مصر مع جميع الأطراف ذات الصلة، وكانت القيادة السياسية بمصر على اتصال مباشر مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، والأطراف الإقليمية والدولية منذ 7 أكتوبر وحتى الآن، سواء على مستوى الرئيس أو وزارة الخارجية والجهات المعنية.
 
كانت أول قوافل الإغاثة التي دخلت لقطاع غزة من مصر، متضمنة شاحنات للتحالف الوطني للعمل الأهلي والتنموي، يعد نجاح الجهود المصرية في فتح معبر رفح، وذلك بالتأثير على الموقف الدولي والأمم المتحدة.
 
وأكد أحد المتطوعين في القوافل أنه فور صدر التعليمات جرى تجهيز القافلة في 10 ساعات فقط بمشاركة 150 متطوعا، موضخا أن كل الشاحنات تحركت بشكل سريع وجرى تجهيز أكثر من 2000 كرتونة، وتم إعداد معلبات جاهزة للأكل السريع من أجل الأشقاء في قطاع غزة وإمداد المعدات بمياه شرب.
 
وأعلنت مصادر أمنية مصرية مطلعة، أن مصر رفضت مرور رعايا أمريكيين من معبر رفح من غزة إلى مصر، إلا باتفاق يلزم بوصول المساعدات إلى أهالي غزة، مؤكدة أن القيادة السياسية رفضت أن يكون معبر رفح مخصصًا لعبور الرعايا الأجانب فقط، مؤكدًة أن الموقف المصري واحد وهو اشتراط وصول المساعدات إلى قطاع غزة، وقال شهود عيان، إن رعايا أمريكيين وقفوا وقتا طويلا أمام المعبر في انتظار العبور للجانب المصري، إلا أن مصر لم توافق ليعود الرعايا الأمريكيين.
 
وحرصت الدولة المصرية منذ اندلاع العدوان على غزة على إدخال المساعدات إلى القطاع بشكل عاجل عبر الضغوطات التى مارستها القيادة السياسية ووزير الخارجية سامح شكرى، وذلك للرد على الأكاذيب التى روجتها إسرائيل حول الوضع الصحى والإنسانى داخل غزة.
 
وتتمحور التحركات المصرية على المستوى الثنائى أو الثلاثى مع الأردن والسلطة الفلسطينية أو حتى بدبلوماسية القمم فى الدفع قدما نحو توضيح أسباب الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين ومعالجة جذور الازمة بين الطرفين والممتدة منذ عقود، وهو ما يؤكد صواب الرؤية المصرية التى تتفاعل دوما مع المشهد الفلسطينى وتطورات الأوضاع فى الأراضى المحتلة خلال العقود الأخيرة.
 
وبعد اتصالات مكثفة وقيادة مصرية نجحت في إطلاق سراح محتجزتين بقطاع غزة "نوريت يتسحاك" و"يوخفد ليفشيتز"، ووصلت السيدتان المحتجزتان إلى معبر رفح البرى مساء الثلاثاء الماضى، بعد الإفراج عنهما، وجاءت عملية خروجهما بقرار مصري تام وليس من أي طرف آخر، حيث تملك الدولة المصرية وحدها قرار عبور أي شخص من معبر رفح البري من عدمه ويعد قرار الخروج من الحدود المصرية قرارا مصريا خالصا.
 
ويأتى القرار المصري بعد ضغط الولايات المتحدة الأمريكية على إسرائيل لدخول المساعدات المصرية داخل القطاع، ورغم أنه باليوم الأول والثاني والثالث من دخول المساعدات لم تسمح مصر بخروج الرعايا إلا بعد دخول الشاحنات المحملة بالمساعدات العاجلة للفلسطينيين فى قطاع غزة، وتجاوز عدد الحافلات 50 شاحنة من أصل 200، ونتيجة لذلك رأت مصر أن تقوم بالسماح بخروج رعايا أجانب كمبادرة منها لاستمرار عملية تدفق المساعدات.
 
وتكثف مصر من جهودها فى هذا الإطار من أجل القضية الفلسطينية وفك الحصار عن أهالى قطاع غزة، وتتحرك مصر فى عدة مسارات وعلى مدار الساعة للتفاوض والضغط من أجل السكان الأبرياء المحاصرين داخل القطاع.
 
وتقود مصر أعمال التهدئة والسلام بشكل كامل ومنفرد فى المنطقة، وهى وحدها أيضا التى تملك القدرة والتأثير الفعلى والعملى على مجريات الأحداث في الأراضى الفلسطينية المحتلة.
 
وأكد الدكتور السعيد غنيم، النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر، إن فتح معبر رفح لدخول المساعدات للفلسطينيين يؤكد دعم الدولة المصرية للقضية الفلسطينية ونجاح المفاوضات من قبل الجانب المصري لإدخال المساعدات للأشقاء الفلسطينيين، لافتاً إلى أن هناك مئات الشاحنات المحملة بالمعدات الإنسانية لقطاع غزة، وهذه هي المرة الأولى منذ هجمات جيش الاحتلال الغاشمة على الشعب الفلسطينى التى يتم دخول مساعدات للأشقاء فى غزة، بعد مفاوضات من قبل الجانب المصري بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
 
وقال رضا صقر، رئيس حزب الاتحاد، إن دخول المساعدات الإنسانية من معبر رفح لأهالي غزة، يؤكد أن مصر فرضت إرادتها، كما أنه انعكاس لقدرة الدولة المصرية وقوتها في إجبار إسرائيل وأمريكا والدول الغربية، التي رضخت للضغوط المصرية التي قامت بها على مدار الأيام السابقة، ومنذ اندلاع الحرب التي يشنها الاحتلال على القطاع، موضحاً أن دخول المساعدات والشاحنات إلى قطاع غزة انتصار عظيم لإرادة وإصرار مصر وتتويج لجهود ضخمة للدبلوماسية من مصر لدعم الأشقاء ونصرة القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن هناك ملايين من أهالي غزة الذين يقعون تحت وطأة القصف والحصار الإسرائيلي، ينتظرون تلك المساعدات، في ظل عدم وجود وقود أو مياه أو كهرباء.
 
وأكدت الحملة الرسمية للمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، أن عبور شاحنات الدعم الإنسانية والطبية إلى قطاع غزة، تضامناً مع أشقائنا في غزة هو رسالة قوية مفادها أن مصر هي عماد السلام، مثنيةً على دور القيادة المصرية في دعم القضية الفلسطينية.
 
وشكلت مصر محورا إقليميا ودوليا قوى لدعم رؤيتها لإدخال مساعدات الإغاثة إلى قطاع غزة بشكل كامل، واستجابة عدة دول لنداءات القاهرة التي وجهتها قبل أيام بتحركها لإدخال المساعدات وتخصيص مطار العريش الدولي كنقطة لاستقبال كافة المساعدات التي يتم تخصيصها للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
 
 وتتحرك الدولة المصرية لوضع المجتمع الدولى أمام مسئولياته من مخاطر تأزم المشهد على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وممارسة الضغط على الجانب الإسرائيلي لوقف العدوان بشكل عاجل على أبناء الشعب الفلسطينى، والدفع نحو إقرار تهدئة كاملة والعودة إلى المسار السلمى بالتفاوض بعيدا عن لغة السلاح.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق