الفصائل الفلسطينية تستدرج الاحتلال لمعركة صفرية.. هل هي حرب تحرير؟

السبت، 16 ديسمبر 2023 02:15 م
الفصائل الفلسطينية تستدرج الاحتلال لمعركة صفرية.. هل هي حرب تحرير؟

مع دخول المعارك في غزة شهرها الثالث، لا يبدو أن تضع هذه الحرب أوزارها في القريب العاجل، ليس بسبب إصرار جيش الاحتلال الإسرائيلي على مواصلة العمليات كما يدعي لتحرير الرهائن، ولكن هذه المرة نجد أن الكرة تنتقل تدريجيا من ملعب إسرائيل إلى ملعب الفصائل الفلسطينية، التي أصبحت تكسب كل يوم نصرا جديدا يمكّنها من التحكم في مجريات المعركة، في مقابل هزائم عسكرية مستمرة لقوات الاحتلال، يتبعها خسائر سياسية وانشقاقات في حكومة الحرب الإسرائيلية التي بات سقوطها مسألة وقت ليس أكثر في ظل تخبط كبير تشهده دولة الاحتلال سواء على مستوى التصريحات الرسمية، أو على مستوى العمليات العسكرية، التي كان آخرها اعتراف قوات الاحتلال بقتل 3 رهائن في غزة بالخطأ.
 
جيش الاحتلال الخامل المترف في نعيمه، الذي معظم قوامه من المدنيين، وجد نفسه يواجه أسودا تدربوا لسنوات طويلة وتشبعوا بالحياة الخشنة، وفق ما أكده المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي لم يخف قلقه من صعوبة العملية في غزة، وهو تصريح أسقط ورقة التوت، وكشف هشاشة جيش الاحتلال الإسرائيلي، كما كان دأبه في كل الحروب التي خاضها منذ منذ حرب أكتوبر 1973، مرورا بحرب لبنان 2006 وما تبعها من معارك مستمرة مع قطاع غزة كانت تنتهي في كل مرة دون تحقيق أي تقدم لصالح جيش الاحتلال.
 
إغراق الأنفاق.. للحظة بدا هذا الخيار ممكنا وقد يحقق النصر لجيش الاحتلال مع تدمير أهم سلاح استراتيجي للفصائل، لكن مع رد الفصائل على تصريحات إغراق الأنفاق، اكتشف العالم مرة أخرى كذب وخداع الجيش الإسرائيلي، بعد أن أكدت الفصائل استحالة تدمير الأنفاق سواء بالإغراق أو غيره، مشيرة إلى أنه تم إنشاؤها على يد خبراء متخصصون، لتلتزم إسرائيل الصمت أمام رد الفصائل القاطع.
 
ورغم أن العملية في غزة تعد هي الأطول بين كل المواجهات التي سبقتها، إلا أن المقاومة لم تتأثر على الإطلاق بطول الوقت، بل العكس هو ما يحدث، إذ نجدها تكشف عن صواريخ جديدة، وتتوعد دولة الاحتلال بهزائم جديدة، ولم تعد حتى تطالب بوقف إطلاق النار أو الحديث عن هدنة إنسانية.
 
كل هذا يؤكد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أخفق بشكل كبير في كل أهداف العملية التي بدأها قبل أكثر من شهرين، ردا على طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي، لكن هذا الإخفاق لن يكون النهاية إذ توشك الفصائل على فرض كلمتها على طول خط المعركة، وما زال في جعبتها الكثير الذي لم تخرجه بعد، إذ أعلنت سابقا أنها استعدت لمعركة طويلة، قد تنتهي بتحرير القدس كما قالت الفصائل وليس عملية تحريك موقف فقط.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق