الشعب داعم للجمهورية الجديدة.. خبراء: الحشود الانتخابية الكبيرة تعكس قوة الوعى المصرى وأكبر رد على المشككين

السبت، 16 ديسمبر 2023 06:00 م
الشعب داعم للجمهورية الجديدة.. خبراء: الحشود الانتخابية الكبيرة تعكس قوة الوعى المصرى وأكبر رد على المشككين
إيمان محجوب

- الدكتور علي الدين هلال: مناخ الانتخابات الرئاسية الأكثر زخماً في تاريخ الاستحقاقات الدستورية المصرية

- الدكتور صبحي عسيلة: المصريون حولوا الحق في الانتخاب إلي واجب وطني بعد شعورهم بالخطر الذي يهدد الدولة
 
ملحمة حقيقة في الوعى السياسى، هكذا عكست المشاركة الكبيرة من جانب المصريين في الانتخابات الرئاسية على مدار 3 أيام، شهدت توافد ملايين من المصريين من جميع الفئات العمرية من سيدات وشباب وكبار السن في الانتخابات الرئاسية، والذي عكس صورة مشرفة عن الشعب المصري.
 
ووسط متابعة من عدد من البعثات والسفارات الأجنبية والمجتمع المدني والمنظمات الدولية والإقليمية، شهدت مقار اللجان الانتخابية إقبالا كثيفا من جانب المواطنين، واصطفوا في طوابير طويلة أمام أبواب اللجان حرصا منهن على المشاركة في الانتخابات الرئاسية، وشكل المصريين لوحة بديعة تعكس أهمية المشاركة في هذا الاستحقاق الانتخابي الهام في تاريخ الوطن، كما تجلي دور المرأة المصرية وأهمية مشاركتها في الانتخابات الرئاسية، باعتبارها عنصرا حيويا وفعالا في جميع الاستحقاقات الدستورية التي جرت من قبل، وأنها دائمًا تتقدم الصفوف لاستكمال مسيرة الوطن، وحاضرة في كل الاستحقاقات الدستورية.
 
وأجمع عدد كبير من الخبراء السياسيين على أن مشهد الانتخابات الرئاسية يحمل الكثير من الإشارات والدلائل، فضلاً عن رسائل وجهها الشعب لكل المهتمين بالشأن المصرى، بأنهم خلف دولتهم، وأن زاد وعيهم السياسى الذى جعلهم يدركون حجم المخاطر والتحديات المحيطة بالدولة المصرية، وأن مصر اليوم بحاجة إليهم، لذلك خرج الملايين ووقفوا أمام اللجان للإدلاء بأصواتهم، واختيار الشخص الذى يرونه مناسباً لقيادة دفة الحكم لست سنوات مقبلة.
 
كما أشار الخبراء والمتابعين أن مشهد الانتخابات الرئاسية يعبر عن الجمهورية الجديدة، التي تخطو خلالها الدولة المصرية نحو المستقبل بخطوات متسارعة، واليوم يظهر الشعب داعماً لهذه الخطوات.
 
وقال الدكتور علي الدين هلال، المفكر السياسي ومقرر المحور السياسي بالحوار الوطني، أن المناخ الذي شهدته الانتخابات الرئاسية هو الأكثر زخماً في تاريخ الاستحقاقات الدستورية المصرية، موضحاً أن هناك جهد كبير بذل في هذه الانتخابات من الهيئة الوطنية للانتخابات التي وفرت الكثير من التيسيرات لمساعدة كافة الناخبين خاصة كبار السن وذوي الهمم في الادلاء بصوتهم.
 
وأشار هلال إلى أن وجود أربعة مرشحين، وإتاحة الفرصة لهم للالتقاء بالشعب وطرح برامجهم الانتخابية ساهم في زيادة الوعى، خاصة أن المرشحين طرح كل منهم نفسه كبديلاً كاملاً، موضحا أن هذا المشهد الانتخابي بدأ يتسلل لدى الرأي العام بالشعور أن هناك بدائل يمكن الاختيار من بينها، كما أن انتماء ثلاثة مرشحين لأحزاب سياسية، جعل الانتخابات فرصة لقياس الوزن النسبى للأحزاب في الانتخابات والتواجد الشعبى.
 
وقال الدكتور صبحي عسيلة  الخبير بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن حشود الناخبين المصريين أمام اللجان أجبرت الاعلام الدولي علي الاعتراف بالمشاركة الكبيرة للمصريين في الانتخابات الرئاسية، مؤكداً أن المشاركة الكبيرة في الانتخابات الرئاسية جاءت بسبب شعور المصريين بالخطر الذي يهدد الدولة المصرية، خاصة أن الحدود المصرية الثلاثة مشتعلة بعد الحرب الاسرائيلية علي غزة.
 
وأشار الدكتور صبحي عسيلة لـ"صوت الامة" أن عدد كبير من المصريين تحول عندهم الحق في الانتخاب إلي واجب وطني، ومنهم المستفيدين من تطوير العشوائيات وحياة كريمة وغيرهم من الفئات التي كانت مهمشة في الماضى، لكنهم اليوم استفادوا من المبادرات التي قامت بها الدولة مثل ذوي الهمم والمرأة المعيلة، بالاضافة إلي الحشد الكبير من الحملات الانتخابية الاربعة للمرشحين، الذين نجحوا في جذب فئات عديدة للمشاركة في الانتخابات مثل الشباب والعمال والمرأة، وشكلوا صور رائعة أمام اللجان في المشاركة الإيجابية، والتي اجبرت العالم اجمع علي الاعتراف بوعي الشعب المصري الذي شارك في الانتخابات بكثافة.
 
وأكد الدكتور حسن ابو طالب الخبير بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن طوابير الناخبين  امام لجان الاقتراع عكست وعي المصريين بأهمية المشاركة السياسية في هذا الوقت الصعب التي تمر به منطقة الشرق الأوسط، موضحاً أن جميع فئات المصريين شاركت بقوة خلال ايام الانتخاب الثلاثة مما اثبت وحدة الصف المصري.
 
وشدد أبو طالب على أن المشاركة كانت شاملة لكل المصريين، لافتاً إلى أن الحديث عن مشاركة كبار السن والتركيز عليها دون بقية فئات المجتمع نوع من الفتن السياسية التي تقسم المجتمع، فكبار السن والمرأة جزء من المجتمع ومشاركتهم ساهمت في زخم هذه الانتخابات، مشيراً إلى أن مشاركة المصريين ضربت كل دعوات المقاطعة في مقتل، وسطرت ملحمة في حب الوطن ودعم استقراره والسير نحو التحول الديمقراطي والتغير السلمي الذي تبنته ثورة 30 يونيو.
 
من جانبه شدد الدكتور سامح فوزى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، على أن الإقبال الكبير على الانتخابات الرئاسية في مصر عكس اهتمام المصريين بالمشاركة في العملية السياسية، ورغبتهم في اختيار رئيس يقود البلاد خلال الفترة المقبلة، موضحاً أن مشاركة كبار السن في الانتخابات علامة إيجابية، تعكس اهتمامهم بالشأن العام، وحرصهم على المشاركة في صناعة القرار السياسي.
 
وأوضح فوزى أن هناك عدة عوامل أسهمت في ارتفاع نسبة المشاركة، منها ما يتعلق بالوعي السياسي المتزايد لدى المصريين، وزيادة اهتمامهم بالشأن العام، والنجاح في تنظيم الانتخابات، وتوفير كافة التسهيلات للناخبين، والمشاركة القوية للمجتمع المدني في العملية الانتخابية، لافتاً إلى أن مشاركة المصريين في الانتخابات الرئاسية أكدت على دعمهم للسلم المجتمعي، والاستقرار السياسي للوطن.
 
وقال اللواء رفعت قمصان، المستشار السابق لرئيس الوزراء لشئون الانتخابات، إن الإقبال الكبير الذي شهدته انتخابات الرئاسة، هي تأكيد على الوعي الوطني بخطورة المرحلة الحالية التي تمر بها البلاد، مشدداً على أن المصريين عندما استشعروا الخطر احتشدوا خلف الدولة، مثلما حدث في 30 يونيو 2013 عندما حاول تنظيم الإخوان الإرهابي اختطاف مصر وإغراقها في أزمات، كان المصريون هم خط الدفاع الأول عن الدولة وخرجوا بالملايين في الشوارع تتقدمهم المرأة المصرية  لتفويض الرئيس السيسي والقوات المسلحة لمكافحة الإرهاب، موضحاً أن تصويت المصريين يمثل تفويضا جديدا للقيادة القادرة على إدارة البلاد وحماية الأمن القومي، ورد المخطط العالمي لتهجير الفلسطينيين قسراً.
 
وأكد اللواء رفعت قمصان أن مشاركة المصريين في الانتخابات الرئاسية شهدها العالم بالصوت والصورة من أمام اللجان الانتخابية بمحافظات مصر بضمان الهيئة الوطنية للانتخابات التي مارست عملها بحيادها وشفافيتها ونزاهتها المعتادة، ورغم الأزمة الاقتصادية التي مر بها العالم والتي أثرت على الداخل المصري، إلا أن إصرار المصريين على القيام بدورهم تجاه الوطن، جعل الجميع يتكاتفون لتوجيه رسالة قوية مفادها أن مصر قوية ولن تسقط في فخ مخططات الغرب.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق