عالم المصريات الدكتور وسيم السيسي يجيب على سؤال لماذا شارك المصريين بكثافة كبيرة في الانتخابات الرئاسية؟

السبت، 16 ديسمبر 2023 07:00 م
عالم المصريات الدكتور وسيم السيسي يجيب على سؤال لماذا شارك المصريين بكثافة كبيرة في الانتخابات الرئاسية؟
سامى سعيد

- زيادة الوعى وتعميق الهوية المصرية واستشعار الخطر من الصراعات الأقليمية تفسر الطوابير الطويلة أمام اللجان الانتخابية
 
وصف الدكتور وسيم السيسي، عالم المصريات، المشاركة المصرية الكبيرة في الانتخابات الرئاسية، بالإيجابية، التي ضرب خلالها الشعب أروع مثال في ممارسة حقهم الدستوري والمشاركة في الانتخابات، مشدداً على أن المصريين تجاهلوا كل الشائعات التي أطلقت خلال الفترة الماضية، وأيضا كل الأزمات الدولية التي القت بظلالها على الوضع الاقتصاى الداخلى، وشاركوا بقوة في الانتخابات، بعد استشعارهم الخطر في ظل الصراعات التي تعاني منها دول الجوار، مشيرا إلى أن المصريين لديهم الوعي الكافي في وقت الازمات وهناك عشرات المواقف التي تؤكد ذلك.
 
وقال السيسى لـ"صوت الأمة" إن الشعب المصرى سجل موقف وطني جديد يضم إلي عشرات المواقف الوطنية الذي يقوم بها الشعب المصري خاصة في الأوقات الصعبة، لافتاً إلى أنه شاهد بنفسه طوابير طويلة جدا أمام اللجان الانتخابية في أكثر من لجنة، بما فيها اللجنة التي أدلى بصوتها بها، بمنطقة المعادي، وقال إنه وقتها قال "أننا أمام مشهد غير متوقع".
 
وأشار الدكتور وسيم السيسى إلى أن الشعب المصرى عرف الممارسة الانتخابية عقب ثورة 1919، وبدأت المشاركة بعد دستور 1923 وتطور الامر في النصف الثاني من القرن الماضي عقب ثورة 1952 واستمر حتي وقتنا هذا، ولكن اختلفت نسب المشاركة وفقا للأحداث التي تمر بها الدولة المصرية، إلى أن وصلنا إلى مشهد الانتخابات الرئاسية 2024 التي شهدت أكبر مشاركة في تاريخ مصر، موضحاً امن المشاركة لم تكن مقتصرة على المصريين بالداخل، فقد سبقهم أبناء مصر في الخارج الذين أصطفوا طوابير أمام السفارات المصرية للإدلاء بأصواتهم، وأوصلوا رسالة مهمة للعالم أنهم مهما بعدوا جسمانيا عن مصر، لكنهم مرتبطين بها وجدانياً.
 
ولفت السيسى إلى أنه كان هناك لقاءا مع عدد من المصريين بالخارج قبل عملية التصويت، بالتنسيق مع وزارة الهجرة ضمن إطار المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي"، حيث تم الحديث عن تاريخ الدولة المصرية والتحديات الصعبة التي واجهات الدولة في أزمنة مختلفة، كذلك تضمن اللقاء تحفيزهم علي المشاركة في  التصويت، وبالفعل كانت مشاركة المصريين في الخارج أكبر من أي انتخابات سابقة حيث شارك معظم المصريين في الانتخابات وكان مشهد إيجابي.
 
وأشار الدكتور وسيم السيسى إلى تواصله الدائم مع المصريين بالخارج، وقال إن هناك العديد من اللقاءات بالتعاون مع وزارة الهجرة لتعريف الأجيال الجديدة بالتاريخ المصري وربطه بالوطن كوننا  أصحاب أعرق حضارة على وجه الأرض، وحق لنا أن يعرف العالم ذلك، وتعريف أبناؤنا في الخارج  بتاريخهم وتاريخ أجددهم، وهو أمر عظيم ومهم بجانب أن هذه الأجيال هم أفضل سفراء يقومون بنشر الثقافة والتاريخ المصري في العالم أجمع، بجانب أن حب الوطن لا يكون إلا بالتنوير، وتعريف العقل الجمعي بأهمية تاريخ مصر وحضارتها، وفي 17 يوليو عام 2022 تقدمت صحيفة بريطانية "الديلي ميل" بالشكر للحضارة المصرية القديمة لما تركته في علوم جراحة المخ والأعصاب، وكذلك جراحات المياه البيضاء التي قام بها المصريون القدماء، وأول زرع أسنان وأول قدم صناعي في العالم، وغيرها من التقدم الذي أبهر العالم.
 
وتناول الدكتور وسيم السيسى حجم المشاركة في الانتخابات الرئاسية، وقال إن جزء من ذلك يرجع إلى وجود مرشحين حزبيين في الانتخابات الرئاسية، وكانت هذه النقطة إيجابية، لكن مازالت هناك الكثير أمام الأحزاب لكسب ثقة المواطن، بجانب ان عدد الأحزاب الموجودة كثير وبعضها ليس له تواجد علي ارض الواقع، وهنا نحتاج لاستمرار العمل الحزبي في كافة الفاعليات ويكون هناك دور اكبر لهم في المشهد السياسي.
 
وحول المشاركة الشبابية، قال السيسى إن الشباب يمثل النسبة الأكبر من الشعب المصري، ومشاركته في الانتخابات أعطي زخم للمشهد، بجانب أن هناك قطاع كبير من الشباب أدرك صحة رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي في العديد من القرارات، وأن هناك خطر حقيقي يواجه الدولة وكان لابد من التحرك سريعا لمواجهة هذا الخطر.
 
وأكد الدكتور وسيم السيسى أن الأحداث الأخيرة في غزة كان لها تأثير على المشاركة المصريين في الانتخابات، وقال: المصريين استشعروا الخطر وتجاوزا كافة التحديات التي يعانون منهم في سبيل  التصدي لأي تهديد محتمل، الجميع يشعر الازمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار ومع ذلك كانت هناك مشاركة واسعة من كافة فئات المجتمع، وهذا يعكس وعي المواطن المصري بالمخطط التي يحاك ضد الدولة، وأن أحداث غزة الهدف منه هو التهجير وتفريغ القطاع لصالح الكيان الصهيوني، لذلك كانت التحركات المصرية سريعة ومباشرة على كافة الأصعدة حكومة وشعب.
 
وحول الخطوات التي يمكن اتخاذها للبناء على المشاركة الشعبية الكبيرة في الانتخابات الرئاسية، قال الدكتور وسيم السيسى، إن المهم هو الحفاظ على الهوية المصرة وتقويتها، والمعرفة هي أول خطوات الحفاظ على الهوية، بحيث يعرف كل مواطن مصري التاريخ العظيم لهذه الدولة، والدور الذي قام بها القدماء المصريين قبل الالف السنين، كذلك هناك البعض يقول أننا عرب لكوننا نتحدث العربية والحقيقة أننا مصريين، هناك دول كثيرة تتحدث الانجليزية مثل أمريكا، ومع ذلك لا نجد مواطن أمريكي يقول إنه إنجليزي بسبب اللغة، كذلك تتحدث البرازيل اللغة البرتغالية وأيضا هناك 30 دولة تتحدث الفرنسية ومع ذلك كلا منهم يحافظ على هوية بلده، ونفس الامر يتعلق بالدين الاسلامي فهناك العشرات من الدول التي تعتنق الاسلام، ومع ذلك تحتفظ بهويتها، لذلك فإن الهوية ليست اللغة أو الدين أو بالاحتلال، بالأرض والتاريخ والمكان الذي ولد فيها المواطن، فنحن مصريين نتحدث العربية وهذا شيء عظيم ونعتز به.
 
وأكد السيسى أن لفترة الماضية شهدت عدة فاعليات تتعلق بتعميق الهوية المصرية، فيما يتعلق باهتمام الدولة بالآثار المصرية سواء فيما يتعلق بالعديد من المتاحف الجديدة أوموكب المومياوات الملكية كيف تري ذلك، وقال إنه منذ تولي الرئيس السيسي الحكم وهناك تطور كبير في هذا الملف، فعلى سبيل المثال تصدرت فعاليات موكب المومياوات الملكية اهتمام وسائل الإعلام الدولية وشاهده الملايين في مختلف دول العالم، كذلك اختيار مفتاح الحياة كرمز للمؤتمر الاقتصادي دليل على اهتمام الرئيس السيسي بالحضارة المصرية القديمة، فالضلع الأفقي هو السماء والضلع الرأسي هو الأرض، وشهدت مصر في عهده حفل نقل المومياوات، ثم مؤتمر الكباش في الأقصر، وكل ذلك تعميق للهوية المصرية، كل هذه الأحداث وغيرها تعكس اهتمام الدولة بملف الهوية والحضارة المصرية.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق