2023 ليس عاما للنسيان.. أبشروا في 2024

السبت، 30 ديسمبر 2023 05:30 م
2023 ليس عاما للنسيان.. أبشروا في 2024
عصام الشريف يكتب:

رغم أن العديد من الكتاب والمحللين وثقوا عام 2023 باعتباره عام الكوارث والحروب، بل وجعلوه عاما للنسيان، إلا أن نهاية العام حملت العديد من البشائر التي سيكون لها دور هام في العام المقبل 2024.
 
لم يكد عام 2023 يبدأ حتى استيقظ العالم على فاجعة كبرى تمثلت في زلزالي تركيا وسوريا، اللذين تسببا في مصرع أكثر من 50 ألف شخص وإصابة نحو نصف هذا العدد، فضلا عن تشريد المئات، وفي سبتمبر ضرب زلزال قوي المغرب ليخلف نحو 3 آلاف قتيل ومئات الجرحى والمفقودين، وبعد أيام قليلة من زلزال المغرب ضرب إعصار دانيال شمال وشرق ليبيا ما أدى لتدمير مدينة درنة بالكامل ومصرع 4 آلاف شخص وفقدان نحو 10 آلاف آخرين.
 
ليأتي أكتوبر ويستيقط العالم العربي على خبر سار، وهو عملية طوفان الأقصى التي وجهت أعنف ضربة للاحتلال الإسرائيلي، طوال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لكن تل أبيب أعلنت بدء الحرب الشاملة على قطاع غزة، لتتحول الفرحة إلى دموع وحزن وعجز مع مشاهدة مئات الأطفال والنساء والمسنين الذين يستشهدون يوميا في القصف الإسرائيلي الوحشي على المنازل، لكن الحكاية لم تنته بعد.
 
شهد ديسمبر، الشهر الأخير من «العام الدموي»، بصيص أمل بدأ ينمو ويتوهج رويدا رويدا، ويكمن في تفوق للفصائل الفلسطينية على قوات الاحتلال الإسرئيلي، مع هزائم وخسائر متلاحقة مُني بها جيش الاحتلال، بالتوازي مع هزائم نفسية و«دموع في عيون وقحة» لجنود الاحتلال، الذي أصيبوا بالأمراض النفسية والعضوية نتيجة تعرضهم للمقاومة الشرسة على يد الفصائل، ليشهد ديسمبر انسحاب أكبر لواء إسرائيلي من قطاع غزة بعد أن خسر ربع قواته، كما اقترب عدد قتلى جيش الاحتلال من نحو 1000 جندي وضابط منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي.
 
واليوم، يبدو أن الاحتلال الإسرائيلي فشل في العملية البرية وعاد لممارسة الدور الوحيد الذي يتقنه وهو القتال من وراء جدر، وصدق الله إذ يقول عنهم «لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُون» (الحشر- 14).
 
أيضا شهدت نهاية العام استيقاظ الشعب العربي، بكل فئاته، وهي بشارة أخرى بعد أن وجدنا الأجيال التي لم تشهد الانتفاضة الأولى أو الثانية تحمل الموقف نفسه المعادي لإسرائيل.
 
أخيرا ورغم كل شيء من تدمير قطاع غزة ببنيته التحتية عن بكرة أبيه، وسقوط أكثر من 20 ألف شهيد فلسطيني، فضلا عن إصابة المئات واعتقال مثلهم، فنحن مقبلون على بشارة جديدة في 2024 قد تتغير معها خارطة المنطقة وتنحسر القوة الإسرائيلية الغاشمة، مع ترقب إعلان نهائي لوقف إطلاق النار واعتراف دولة الاحتلال بخسارة الحرب، وللحديث بقية مع إعلان انتصار فلسطين قريبا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق