زكي القاضي يكتب: حكاية الأبطال في كل بيت مصري ولن تنتهي

السبت، 09 مارس 2024 09:00 م
زكي القاضي يكتب: حكاية الأبطال في كل بيت مصري ولن تنتهي

- الشعب المصري لم ينس تضحيات الشهيد من 1973 لـ 2024 وسيحافظ على كل شبر.. والمقاتلون يؤكدون: كنسنا سيناء بالدم وسنحافظ عليها
 
«ابنك بيقولك يابطل» و«أنا أم البطل».. أغاني عظيمة جسدت عظمة وسيرة الأبطال الشهداء فى تاريخ الشعب المصرى وأسرهم، من بين آلاف الصور المعبرة عن قيمة الشهادة فى الشعب المصرى، والذى تغنى للشهادة أكثر من غيره من بين شعوب العالم.
 
ففى معنى الشهادة تضحية وفداء، وهذا ما يميز المصريون عن غيرهم، فلديهم قضيتهم وثقافتهم، ولديهم تفاعلا مميزا مع قيمة الوطن والأرض، وحتى أننا نحي ذكرى يوم الشهيد فى 9 مارس، فى ذكرى استشهاد بطل مصري من نوع خاص وفريد وهو الفريق عبد المنعم رياض، صاحب السيرة العسكرية الأصيلة، وصاحب التاريخ المصرى المميز، ففى حياته ظهرت علامات النبوغ، وفى مماته توثقت علامات الخلود.
 
فى يوم 9 مارس 1969 وأثناء تواجده مع أبناءه على جبهة القتال، سقط الفريق عبد المنعم رياض شهيدا بين أبناءه المقاتلين، وفى القصة عبر ورسائل كثيرة، لكن الرسالة التى أحملها بشكل شخصى هى تلك الحوارات الصحفية التى أجريتها على مدار أعوام مع أبناء الصاعقة المصرية والجيش المصرى، ومن قاموا بالثأر للشهيد عبد المنعم رياض، فقد قال لي أحدهم بأنه شعر بالعار بألا ينتقم من العدو الإسرائيلى ومن نفس نقطة الانطلاق التى خرجت منها القذائف جهة الشهيد الراحل، وقد حقق حلمه وحلم زملاءه، فقد تم إبادة النقطة بأكملها، ضمن عدة خطوات رئيسية للثأر للشهيد البطل، فى ظل معركة ممتدة هى الأطول فى تاريخ المواجهات مع العدو الإسرائيلى وهى حرب الاستنزاف أو حرب الألف يوم، والتى تكبدت فيها قوات الاحتلال خسائر غير مسبوقة فى تاريخها، وكانت خطوة عظيمة فى طريق العبور فى السادس من أكتوبر.
 
فى سيرة الشعب المصرى آلاف القصص عن الشهداء، ففى كل حكاية دراما ومفارقة كبيرة، وتذخر الكتب والوثائق والأعمال الدرامية بقصص الأبطال وأهاليهم، لكن الشاهد الرئيسى فى كل تلك القصص، أن هناك تضحية بالدم قدمها الشهداء لصالح الوطن ودون مقابل، فقد قال لي أحد الضباط فى تلك الطلعات لمناطق شمال سيناء أثناء مواجهات الإرهاب: «لقد كنسنا سيناء بالدم».
 
وهو مصطلح صعب للغاية، لأن سيناء بالفعل لم تعد فقط فى 1973، بل عادت على مراحل، وتم الحفاظ عليها من الضياع بعد ثورة 30 يونيو 2013، ولذلك كان المقاتل المصرى يدخل المواجهات وهو يقول فى قرارة نفسه «الرصاصة اللى طالعة من المصنع عليها اسم صاحبها»، هل هناك معنا للتضحية أكثر من تلك الجملة، فهو يعلم حينما يستشهد بأن الرصاصة والقذيفة تقصده ولا تقصد غيره، لذلك كان هناك توكلا على الله فى المواجهات، وصولا إلى اللحظة التى أعلنت فيها الدولة المصرية خلو سيناء من الإرهاب، وهى كلمة تحتها اجراءات كبيرة وكثيرة للغاية، قامت فيها مصر بانفاق أكثر من 90 مليار جنيه فى الحرب ضد الإرهاب، وتخصيص أكثر من 610 مليار جنيه لأعمال التنمية والتعمير، وهى أرقام قابلة للزيادة فيما يخص جانب التنمية والتعمير فى كل شبر على أرض سيناء، ولذلك فسيناء غالية على الشعب المصرى لأن التضحية فيها مختلفة على كافة الأنساق.
 
وبين الماضى والحاضر في سيناء كثير من الشواهد، وأهم تلك الشواهد أنها مازالت معرضة للخطر رغم استرجاعها بكل الأشكال، فهناك مخططات ينسجها بعض أصحاب الخيالات المريضة فى الغرف المغلقة، ويتوهمون بأن مصر عاجزة عن مواجهتهم، ولا يعلمون أن قيمة الأرض عند المصريين لا يقارنها قيمة أخرى، فقد ظل المصريون أكثر من 16 عاما بين 1973 و1989 حتى يستعيدوا كيلوا متر واحد وهى مدينة طابا، لذلك فكل شبر على أرض مصر وخاصة سيناء هو جزء عزيز على قلوب وعقول المصريين، ولن يتركوه تحت أى ذرائع وادعاءات، وهو فى التضحية موجودون وكلهم يتزاحمون على الصفوف الأولى للمواجهة مع أي طرف يظن أن الشعب المصرى بعيد عن قضاياه.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق