سألوا شيخ الأزهر عن معنى أكبر في بداية الصلاة فرد: نُقلت عن النبي ولم يرد أنه قال «الله أعظم أو الله كبير»

الجمعة، 29 مارس 2024 09:30 م
سألوا شيخ الأزهر عن معنى أكبر في بداية الصلاة فرد: نُقلت عن النبي ولم يرد أنه قال «الله أعظم أو الله كبير»

تحدث فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عن اسم "أكبر"، قائلا:"هو من أسماء الله تعالى الحسنى، وورد دائما مقترنا بـ"الله أكبر"، وهناك فريق قال "أكبر" بمعنى كبير وفريق آخر قال "أكبر" بمعنى أعظم من كل عظيم وهو معنى يخالف معنى "الكبير".
 
وأضاف الإمام الأكبر خلال حديثه فى الحلقة التاسعة عشر من برنامج "الإمام الطيب" الذى يقدمه الإعلامى الدكتور محمد سعيد محفوظ، على قناة "الناس"، أن هناك أفعل التفضيل فى اللغة العربية وهى صيغة من الصيغ التى لو جاء اللفظ عليها فهو يدل على أن أمرين أو شخصين أو شيئين إشتركا فى شيئين وزاد أحدهما على الآخر.
 
ولفت إلى أن فريق يقول أن "أكبر" تقول أن الله أفضل من "كبير"، ووصفه أفضل، ولا يمكن التغاير فى صفة واحدة بالأقل، وقالوا بأن أكبر بمعنى "كبير" وهذا المذهب مردود عليه وما أوقعهم بأنهم اعتمدوا على قوانين اللغة.
و أجاب فضيلة الإمام الأكبر عن سؤال يقول : انطلاقا من تساوى المعنى بين اسم الله "الأكبر والكبير"، لماذا لا نفتتح فى الصلاة ونقول الله كبير وليس الله أكبر؟:"الذين قالوا أن "أكبر" بمعنى "كبير" ويساويه معنا وكأنهما لفظان مترادفان، فالجمهور وهو الإمام مالك والإمام الشافعى يوجب أن تفتتح الصلاة بـ"الله أكبر".
 
وأضاف أن الحديث الشريف يقول :"صلوا كما رأيتمونى أصلى"، ولم يُنقل فى السنة كلها أن النبى افتتح صلاته بـ"الله أعظم أو "الله كبير"، لافتا إلى أن الأحناف يحكمون القياس العقلى أو القياس اللغوى، وحتى ما يقوله الإمام أبو حنيفة: "مردود عليه" من اللغة نفسها.
 
كما تحدث فضيلة الإمام الأكبر عن "وهو أعلم بكم" قائلا:" إذا أجرينا فى المرحلة التفضيلية فهو فى مرحلة أعلم وفى مرحلة علمه أشد فيكون أعلم وهذا كفر، كما أستدل فريق بالفرزدق شاعر العرب والذى كان يقول :"إن الذى سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أعز وأطول".
 
وأضاف أن تفسير البيت يقول :إن الله الذى سلك السماء رفعها وصنعها بنا لنا بيتا وهذا البيت أعز وأطول وهو يقصد أعز وأطول من بيت معين أو بيت شخص معين، ولا يمكن أن يقارن بغيره.
ولفت إلى أن بعض صيغ أفعل التفضيل قد تقود صاحبها للكفر إذا أجراها بمنطقها اللغوى وحكمها فى صفات الله سبحانه وتعالى، لأن معناها التغير والإنتقال من نقص لكمال وهذا يستلزم النقص ونعوذ بالله لأنه كفر بالله.
 
وأوضح أن هذه المدرسة تقول أن أفعل التفضيل كثير ما يأتى على غير بابه ولا ُيفهم منه التفضيل، وإنما يُفهم منه عظمة الصفة فقط، ومن هذا الباب "الله أكبر" ولا يدل على أنه أكبر من غيره وأكبر من كبرياء غيره إنما هو "اكبر" بمعنى أنه أعظم العظماء، وهنا يستقيم المعنى ووصف الله سبحانه وتعالى بـ "أكبر" بمعنى مختلف عن "كبير" وهو العظمة وأعظم من كل عظيم.
 
وأكد شيخ الأزهر الشريف، أن هناك فريق قال أن "أكبر" بمعنى أعظم العظماء، وهو مختلف كبير فماذا تقولون عن أفعل التفضيل؟، قالوا أن أفعل التفضيل لغويا وعربيا لا يدل على المفاضلة بإطلاق، وكثيرا ما يرد أفعل التفضيل ويقولون هو على غير بابه، فلا يرد للمفاضلة ثم الأفضل وإنما يرد لصفة واحدة فقط وهى على أفعل التفضيل.
وذكر أن هذا الفريق احتج بقوله :"وهو الذى يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه"، والتى نزلت بسبب أن الكفار كانوا يستبعدون كيف هو يعيد هذه الأجسام التى بليت وتفتت واختلطت بذرات التراب.
 
وأوضح شيخ الأزهر أن الآية تقول :"ابتداء خلق هذه الأجسام أو إعادتها بعد خلقها كان من المفروض أن تسألوا عن البداية لأن البداية أصعب"، لافتا إلى أن القرآن وكأنه يقول أتسألون عن الإعادة أى كيف يعيدها؟ لكن إسألوا كيف بدأها، لأن البدء كأنه أصعب والإعادة كأنها أسهل، وهنا جاءت الآية :" وَهُوَ الَّذِى يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ"، وهنا لا يمكن أن تفهم "أهون" بمعنى أسهل وعلى ما يقتضيه أفعل التفضيل.
 
وأكد أن جميع الموجودات مستوية بالنسبة لتعلق القدرة بها، لا يستصعب مقدور أو يستسهل مقدور، وكلها درجة واحدة بالنسبة للقدرة الإلهية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق