خطاب تنصيب السيسي للتاريخ: ولاية وعهد ومصارحة

الثلاثاء، 02 أبريل 2024 01:31 م
خطاب تنصيب السيسي للتاريخ: ولاية وعهد ومصارحة
طلال رسلان يكتب

خطاب تنصيب الرئيس السيسي لولاية ثالثة جاء وسط تحديات كبرى تشهدها الدولة المصرية داخليا وخارجيا، جعل ذلك بيانه من مقر مجلس النواب في العاصمة الإدارية الجديدة مهما في تفاصيله ومفرداته وأهدافه.
 
البداية كانت مع رسالة استخدام آيات قرآنية عن المُلك وكأنها إطار عام لما بدأت عليه الجمهورية الجديدة، وهو العمل بجهد لله والوطن وعليه التوفيق. قرأ الرئيس «قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء، وتذل من تشاء، بيدك الخير، إنك علي كل شئ قدير».
 
وبما أن الشعب المصري، بداية كل حديث للرئيس على مدار 10 سنوات مرت كان بداية عهده الجديد معهم في خطابه موجها التحية «شعب مصر العظيم.. صاحب الكلمة.. وصاحب القرار.. رمز الأصالة والعزة والصمود لكم جميعا يا أبناء مصر الكرام.. خالص التحية والتقدير.. على تجديد الثقة.. لتحمل مسئولية قيادة وطننا العظيم.. لفترة رئاسية جديدة».
 
قفز الخطاب إلى الأهداف ومن ثم ملامح إكمال مسيرة التنمية فجدد العهد على استكمال مسيرة بناء الوطن وتحقيق تطلعات الأمة المصرية العظيمة فى بناء دولة حديثة.. ديمقراطية.. متقدمة فى العلوم والصناعة.. والعمران والزراعة.. والآداب والفنون متسلحين بعراقة تاريخ، لا نظير له بين البلاد.. وعزيمة حاضر، أشد رسوخا من الجبال.. وآمال مستقبل، يحمل بإذن الله.. كل الخير.. لبلدنا وشعبنا.
 
 
دستور الجمهورية الجديدة.. معا نبني الوطن
 
مرر الرئيس السيسي خلال خطابه شعار العمل في الجمهورية الجديدة باختيار الشعب والعمل معا كرجل واحد لإنقاذ الوطن من براثن التطرف والدمار والانهيار.

وتطرق الرئيس إلى حماية الأمن القومي في رسالة إلى الداخل قبل الخارج ترسم أولوية الدولة المصرية وقوتها في حماية أرضها بما لا يدع مجالا للشك «أقسمت.. أن يظل أمن مصر.. وسلامة شعبها العزيز.. وتحقيق التنمية والتقدم بهـــا.. هــــو خيارى الأول، فوق أى اعتبار وذلك من خلال نهج المصارحة والمشاركة.. بشأن كل القضايا والتحديات التى واجهناها مؤكدا لكم، أن تماسك كتلتنا الوطنية.. ووحدة شعبنا.. هى الضمانة الأولى، للعبور بهذا الوطن.. إلى المكانة التى يستحقها».
 
حديث الرئيس عن المصاعب التي تواجه الدولة المصرية يكشف سياسة المصارحة التي اتخذها منذ أول يوم تولى فيه إدارة شؤون البلاد قال للشعب في كلمات تغلق أبواب الأجندات ومخططات تأليب الشعب «السنوات الماضية أثبتت أن طريق بناء الأوطان ليس مفروشا بالورود.. وأن تصاريف القدر.. ما بين محاولات الشر الإرهابى بالداخل.. والأزمات العالمية المفاجئة بالخارج.. والحروب الدوليـة والإقليميـة العاتية من حولنا تفرض علينا مواجهة تحديات.. ربما لم تجتمع بهذا الحجم وهذه الحدة.. عبر تاريخ مصر الحديث وهى التحديات التى لم يكن لنا أن نصمد فى وجهها، لولا عراقة شعبنا العظيم.. وما بذله من جهود خارقة، عبر السنوات الماضية، لإعادة بناء بلادنا.. وتقوية بنيانها بما يمكننا من اجتياز أية صعوبات».
 
في 7 نقاط واضح دون تفصيل، يكفي أن تقرأها، ليصل إلى ذهنك تمام الفهم والتأكيد على ما ستكون عليه الدولة المصرية الحديثة. جمهورية جديدة وضع الرئيس دعائمها وأسسها قبل 10 سنوات، وسعى في الطريق إلى تحقيقها بصمود الشعب متخطيا أزمة وراء أزمة.

حدد الرئيس أهداف المستقبل في النقاط السبع:
 
 
أولا - وعلى صعيد علاقات مصر الخارجية أولوية حماية وصون أمن مصر القومى.. فى محيط إقليمى ودولى مضطرب.. ومواصلة العمل.. على تعزيز العلاقات المتوازنة مع جميع الأطراف فى عالم جديد تتشكل ملامحه.. وتقوم فيه مصر.. بدور لا غنى عنه.. لترسيخ الاستقرار، والأمن، والسلام، والتنمية.
 
ثانيا - على الصعيد السياسى استكمال وتعميق الحوار الوطنى خلال المرحلة المقبلة.. وتنفيذ التوصيات التى يتم التوافق عليها.. على مختلف الأصعدة: السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها فى إطار تعزيز دعائم المشاركة السياسية والديمقراطية.. خاصة للشباب.
 
ثالثا - تبنى استراتيجيات تعظم من قدرات وموارد مصر الاقتصادية.. وتعزز من صلابة ومرونة الاقتصاد المصرى فى مواجهة الأزمات مع تحقيق نمو اقتصادى قوى ومستدام ومتوازن.. وتعزيز دور القطاع الخاص كشريك أساسى فى قيادة التنمية.. والتركيز على قطاعات الزراعة، والصناعة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.. والسياحة، وزيادة مساهمتها فـى الناتـج المحلـى الإجمالـى تدريجيـا  وكذلك زيادة مساحة الرقعة الزراعية والإنتاجية.. للمساهمة فى تحقيق الأمن الغذائى لمصر وجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية، لتوفير الملايين من فرص العمل المستدامة مع إعطاء الأولوية لبرامج التصنيع المحلى.. لزيادة الصادرات.. ومتحصلات مصر من النقد الأجنبى.
 
رابعا - تبنى إصلاح مؤسسى شامل يهدف إلى ضمان الانضباط المالى وتحقيق الحوكمة السليمة.. من خلال ترشيد الإنفاق العام.. وتعزيز الإيرادات العامة.. والتحرك باتجاه مسارات أكثر استدامة للدين العام وكذلك تحويل مصر لمركز إقليمى للنقل وتجارة الترانزيت.. والطاقة الجديدة والمتجددة، والهيدروجين الأخضر ومشتقاته إلى جانب تعظيم الدور الاقتصادى لقناة السويس.
 
خامسا - تعظيم الاستفادة من ثروات مصر البشرية من خلال زيادة جودة التعليم لأبنائنا.. وكذا مواصلة تفعيل البرامج والـمبادرات، الرامية إلى الارتقاء بالصحة العامة للمواطنين.. واستكمال مراحل مشروع التأمين الصحى الشامل.
 
سادسا - دعم شبكات الأمان الاجتماعى وزيادة نسبة الإنفاق على الحماية الاجتماعية.. وزيادة مخصصات برنامج الدعم النقدى "تكافل وكرامة" وكذلك إنجاز كامل لمراحل مبادرة "حياة كريمة".. التى تعد أكبر المبادرات التنموية فى تاريخ مصر بما سيحقق تحسنا هائلا فى مستوى معيشة المواطنين.. فى القرى المستهدفة.
 
سابعا - الاستمرار فى تنفيذ المخطط الاستراتيجى للتنمية العمرانية واستكمال إنشاء المدن الجديدة من الجيل الرابع.. مع تطوير المناطق الكبرى غير المخططة.. واستكمال برنامج "سكن لكل المصريين".. الذى يستهدف بالأساس.. الشباب والأسر محدودة الدخل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق