3 ضربات على وجه حكومة الاحتلال «المجرمة»

الأحد، 26 مايو 2024 12:00 ص
3 ضربات على وجه حكومة الاحتلال «المجرمة»
محمود على

- الدول الأوروبية تبدأ عملية الاعتراف بالدولة الفلسطينية

- مذكرات اعتقال من الجنائية الدولية ضد قادة الاحتلال

- العدل الدولية تلاحق جرائم تل أبيب فى القطاع
 
7 أشهر من العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، كانت كفيلة بأن تضع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو فى موقف لا يحسد عليه، فبخلاف حالة الارتباك والتردد والقلق التى يعيشها نتنياهو جراء تصاعد الخلافات داخل مجلس الحرب الإسرائيلى وبين أعضاء الحكومة المتطرفة ذاتها، فإنه تعرض فى أيام معدودة لثلاث ضربات قوية من الخارج، تكشف عن تحول فى الموقف الدولى الخارجى تجاه القضية الفلسطينية، وتبعث بإشارات عدة أهمها عدم التنازل الدولى حتى الآن عن فكرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، واستمرار الضغط على حكومة تل أبيب من أجل وقف المجزرة والإبادة الجماعية فى قطاع غزة والمتواصلة منذ بداية أكتوبر الماضى.
 
الاعتراف الأوروبى بدولة فلسطين 
 
ضربة قوية لم تكن فى الحسبان على أقل تقدير بالنسبة لإسرائيل والاحتلال، فما فعلته النرويج وإيرلندا وإسبانيا من إعلان موعد اعترافهم الرسمى بدولة فلسطين المحتلة، لم يكن ليحدث فى هذا التوقيت، وبهذه السرعة؛ إلا بعد كم المجازر التى ارتكبتها إسرائيل فى قطاع غزة، فنظرة المجتمع الدولى، حتى وأن كان أغلبه متخاذلا، تغيرت شكلا ومضمونا فى وقتنا الراهن، ويمكن أن نقول إن هذه النظرة قبل السابع من أكتوبر الماضى مختلفة تماما عن ما بعده فى أعقاب ما شهده قطاع غزة من أحداث دامية، لا يمكن وصفها بالطبيعة فى ظل فقدان هذا الكم، والعدد الكبير من الأطفال والسيدات وكبار السن من الفلسطينيين والمدنيين العزل.
 
قالت الـ 3 دول كلمتها، سنعترف بدولة فلسطين اعتبارا من يوم 28 مايو الجارى، وكأنها بوصلة للكثير من الدول الأوروبية، وغيرها من القارات المترددة أن تتخذ الموقف ذاته، فالضغط الشعبى، الذى بات واضحا على الكثير من حكومات القارة العجوز، سيمثل نقطة انطلاق نحو مزيد من الاعترافات فى الفترة المقبلة، ما سيضع حكومة نتنياهو فى موقف ربما الأكثر صعوبة منذ بدء الحملة العدوانية على قطاع غزة، كما ستضع الولايات المتحدة الأمريكية هى الأخرى فى موقف لا تحسد عليه، بعد أن تمثل تلك الخطوة الأوروبية نقطة دفع قوية جديدة لمظاهرات الطلاب الحاشدة فى الولايات الأمريكية المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطينى، والمطالبة بمزيد من الضغط لوقف الحرب الإسرائيلية وضرورة الاعتراف بدولة فلسطين.
 
ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية لقادة إسرائيل
 
الضربة الأخرى، التى لا تقل أهمية من الاعتراف الثلاثى الأوروبى بدولة فلسطين، تلك التى أعلن عنها المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، بسعيه إصدار مذكرات توقيف دولية بحق مسئولين فى الحكومة الإسرائيلية على رأسهم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو على خلفية ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية فى قطاع غزة، فبنظرة بسيطة على ردود الأفعال الإسرائيلية تجاه هذا التطور، سنكتشف مدى القلق والخوف الناتجان عن المؤسسات الإسرائيلية فى تلك اللحظة، معتبرين خطوة خان باتهام مسئولين إسرائيليين بأنها «كارثة».
 
وصف الإسرائيليين تحرك خان بالكارثة ربما يعبر عن مدى قوة الضربة التى تلقتها السياسة الإسرائيلية بالتزامن مع العدوان الشرس، الذى يقوده نتنياهو وحكومته على غزة، والمستمر منذ 7 أشهر وأكثر، وربما يدفع بعض القادة الإسرائيليين إلى إعادة النظر فى استمرار الهجوم من عدمه «بالقفز من سفينة نتنياهو الغارقة»، فعلى الرغم من الغطرسة، التى يتمتع بها أغلب قادة الاحتلال بإمعانهم فى جرائم القتل والمجازر المرتكبة بحق الشعب الفلسطينى، فإن قرار كهذا إذا اتخذ من المحكمة الجنائية الدولية سيقيد تحركات وزراء حكومة نتنياهو ورئيس الوزراء الإسرائيلى نفسه، وسيفرض قيودا على مقابلات زعماء الدول الكبرى، وحتى الصغرى مع قادة الاحتلال.

انضمام مصر لدعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل
 
الضربة الثالثة، وربما تكون الأقوى، هى قرار مصر بالانضمام إلى جنوب أفريقيا فى دعواها المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية، التى تتهم إسرائيل بارتكاب جريمة إبادة جماعية خلال حربها على قطاع غزة، فالقاهرة معروفة بثقلها الدبلوماسى والسياسى والقانونى، وبمشاركتها فى الدعوى، ستمثل لها منعطفا آخر، سيعطى الدعوى ثقلا كبيرا ومهما فى إطار كشف ممارسات إسرائيل الإجرامية والمستفزة فى القطاع المحاصر، ولنا فيما قدمته ممثلة مصر أمام محكمة العدل الدولية خلال مرافعتها فى وقت سابق دليل واضح على مدى خبرة القاهرة ومعرفتها بالقانون الدولى. 
 
فبمجرد أن قدمت مصر مرافعتها فى فبراير الماضى حول حقوق فلسطين التاريخية، انهالت الأكاذيب الإسرائيلية تارة عن مسئولية مصر عن تعطيل إرسال المساعدات إلى غزة، وتارة أخرى عن دور مصر فى تهريب الأسلحة إلى القطاع، وكلها ادعاءات لا أساس لها من الصحة، وإن دلت تدل على قلق المسئولين الإسرائيليين فى كل مرة تحركت فيها القاهرة لاتخاذ موقف يساعد الفلسطينيين على نيل حقوقهم، لذا ستكون ضربة انضمام مصر إلى دعوى جنوب أفريقيا قوية للغاية، نظرا لأن القاهرة ستستخدم جميع أدواتها الدبلوماسية والقانونية فى كشف وفضح الاحتلال أمام العالم، ولن تفوت الفرصة لمحاكمة الاحتلال، الذى يستغل علاقاته وحلفائه للإفلات من العقاب.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة