الرئيس ينتصر مجددا للإعلام

السبت، 25 مايو 2024 10:19 م
الرئيس ينتصر مجددا للإعلام
السعيد حامد

منذ اللحظة الأولى لتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي سدة الحكم في البلاد، وبدا حريصا على انتهاج سياسة المصارحة والمكاشفة مع الشعب المصري، فيما يخص كل التحديات والأزمات التي تواجه الدولة، إذ ربما كان المسئول الوحيد طوال السنوات العشر الماضية، الذي يتحدث بكل جرأة ووضوح ودون مواربة عن كل المشكلات والصعوبات دون تجميل أو تهوين، بغية الوصول إلى الحلول في أقرب وقت ممكن، وكثيرا ما وجه بضرورة حرية الإعلام وحق المواطن في الحصول على المعلومات، وها هو الرئيس السيسي ينتصر مجددا للإعلام، خلال افتتاح مشروعات تنموية في جنوب الوادي، ظهر اليوم السبت.
 
وخلال اللقاء، وجه الرئيس المسؤولين بالتحدث للرأي العام عن التحديات التي تواجه الدولة، وقال ما نصه: «اتكلموا وقولوا الحكاية إيه للناس، قولوا ليه الكهرباء ليه مابتتعملش، ما تقولوا ليه؟ لو أخدت تمن الكهرباء الحقيقية هضاعف تمنها مرتين، طيب الغلبان هايروح منى فين؟ أقطع الكهرباء ولا أغلّيها؟ وأغلّيها قد إيه؟».. وتلك الكلمات تكشف أن الرئيس السيسي، برغم تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية والحرب الروسية الأوكرانية والحرب على غزة، على الاقتصاد المصري وتأثر المواطن المصري بارتفاع في أسعار السلع والخدمات، لا يزال يمضي في طريقه نحو استكمال مسيرة التنمية التي بدأها منذ سنوات، وتكللت بمشروعات قومية عملاقة على أرض المحروسة من أسوان إلى الإسكندرية.
 
تصريحات الرئيس السيسي، أوضحت للمواطنين أن الدولة في نهاية الأمر عبارة عن «موازنة»، وهي جملة عبقرية تشرح ببساطة شديدة كل شيء، إذ أن الدولة- أي دولة- عبارة عن مصروفات وإيرادات، وبالتالي كل شيء يؤثر بشكل ما أو بأخر عن الثاني، وعلى سبيل المثال فإن «رغيف الخبز» يكلف الحكومة نحو جنيه وربع، بينما يحصل عليه المواطن ببطاقة الدعم بخمسة قروش فقط، أي أن الموازنة تتحمل تلك الفروقات الرهيبة.
 
ليس هذا وحسب بل أن ميزانية الدولة بعدما كانت تتكلف لدعم «رغيف الخبز» في السابق (20- 30) مليار جنيه، أصبح الرقم الآن (120- 130) مليار جنيه، ولا أعتقد أن المواطن كان يعرف ذلك أو يهتم لمعرفة ذلك، سوى بعد أن أعلن الرئيس بنفسه تلك الأرقام، إذ يخشى كل المسئولين من إثارة غضب المواطنين حين يتحدث عن هذا الأمر أو مجرد التلميح أو الاقتراب منه، رغم أن الأرقام لا تكذب وكلنا في مركب واحد في نهاية الأمر، ويجب أن يتحمل كل شخص مسئوليته تجاه وطنه.
 
الرئيس السيسي، أكد حرصه مجددا على ألا يتأثر محدود الدخل والطبقات البسيطة بكل الأزمات التي تحيط بالدولة المصرية، وتؤثر على الأوضاع الاقتصادية، مشيرا إلى حرصه وحرص الحكومة على مساعدة المواطن دون أذيته أو تحميله أعباء جديدة، ضاربا المثل بقوله: «لو الرغيف النهاردة بـ 3 أو 4 أو 5 جنيهات، فيه ناس تقدر تشتريه، بس مش كل الناس تقدر تشتري كده، فلازم نكون متفهمين لأن الدولة في النهاية موازنة وطاقتها المالية كده».. قبل أن يتطرق الرئيس إلى أزمة الكهرباء التي تشغل الرأي العام، ويكشف أن الحكومة لو تحصلت من المواطنين على سعر الكهرباء الحقيقي والعادل سيكون أضعاف ما يدفعونه الآن، وبالتالي ستزيد الأعباء على كاهل المواطنين، وهو ما يضطر الحكومة إلى ما أسميه «ترشيد الكهرباء» وقطعها بانتظام، لكنه شدد في نفس الوقت أن الدولة بإمكانها تشغيل الكهرباء لمدة الـ 24 ساعة، لكن كما ذكرت سابقا، ستكون التكلفة على المواطنين باهظة جدا.
 
كل تلك التصريحات، تؤكد أن الرئيس السيسي، لا يزال على عهده مع المواطنين، لا يخدعهم بتصريحات براقة غير حقيقية، بل دائما ما يوضح ويشرح لهم بأسلوب بسيط كل المشكلات والتحديات التي تواجه الدولة المصرية.. واليوم انتصر للإعلام، بعدما وجه الحكومة بضرورة التحدث للرأي العام بكل وضوح وصراحة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة