مدرسة "الألسن" كانت حلمه.. ذكرى رحيل رفاعة الطهطاوي وأهم إنجازاته

الإثنين، 27 مايو 2024 11:46 ص
مدرسة "الألسن" كانت حلمه.. ذكرى رحيل رفاعة الطهطاوي وأهم إنجازاته
أمل عبد المنعم

تحل اليوم الإثنين ذكرى وفاة واحدًا من أبرز رواد النهضة العلمية في مصر، حيث عُرف عنه بأنه قاد النهضة في عهد محمد علي باشا ورائد التنوير ألا وهو رفاعة  الطهطاوي، الذي ولد في مدينة طهطا بسوهاج في صعيد مصر، في 15 أكتوبر 1801، وأهتم أبوه بتحفيظه القرآن الكريم، فلما توفى اعتنى به أخواله، وكان منهم الشيوخ والعلماء، ولما بلغ السادسة عشرة من عمره ألتحق بالأزهر في 1817، وتتلمذ على يد علماء الأزهرالعظام، ومنهم الشيخ القويسني، وإبراهيم البيجوري وحسن العطار الذي لازمه الطهطاوي، وتأثر به لما تميز به العطار بالمعرفة للعلوم الأخرى غير الشرعية واللغوية، كالتاريخ والجغرافيا والطب.

في ذكراه الـ147.. رفاعة الطهطاوي مؤسس الصحافة الذي غير وجه مصر | صور -  بوابة الأهرام

رفاعة  الطهطاوي أمضى في الأزهر ست سنوات، وجلس للتدريس فيه وهو ابن الحادية والعشرين، وبعد عامين ترك التدريس والتحق واعظًا وإمامًا بالجيش المصري الذي أنشأه محمد على، وفي 1826م قررت الحكومة المصرية إيفاد بعثة علمية كبيرة إلى فرنسا لدراسة سائر العلوم والمعارف، وحرصًا على أعضاء البعثة من تقاليد المجتمع المنفتح قرر محمد على أن يصحبهم ثلاثة من علماء الأزهر لإمامتهم في الصلاة ووعظهم، وكان رفاعة واحداً منهم وبدأ يجد مبكراً في تعلم الفرنسية، وكأنه وطّن النفس بألا يكتفي بالوعظ.

 

استعان رفاعة  الطهطاوي فى باريس بمعلم خاص في الفرنسية على نفقته وقدرت إدارة البعثة جديته ونهمه فقررت ضمه إلى الدارسين متخصصاً في الترجمة، وقبل أن يخضع للامتحان النهائى كان قد أنجز ترجمة اثنى عشر عملاً إلى العربية في التاريخ والجغرافيا والهندسة والصحة، بالإضافة لكتابه "تخليص الإبريز في تلخيص باريز" وعاد سنة 1831.

وكانت أولى الوظائف التي تولاها بعد عودته مترجمًا في مدرسة الطب، ثم نقل في 1833 لمدرسة الطوبجية (المدفعية) مترجمًا للعلوم العسكرية وظل الطهطاوى يحلم بإنشاء مدرسة عليا لتعليم اللغات الأجنبية، لتخريج المترجمين الأكفاء واستطاع إقناع محمد على باشا وسميت المدرسة "الألسن" وافتتحت في 1835م، وتولى نظارتها.

وبعد 15 عاما أغلقها الحاكم الجديد عباس الأول في 1849م، وأرسل رفاعة إلى السودان، وبوفاة عباس الأول في 1854م ومجىء سعيد باشا عاد إلى القاهرة، وأسندت إليه عدة مناصب منها نظارة المدرسة الحربية لتخريج ضباط أركان حرب الجيش إلى أن خرج من الخدمة، وألغيت المدرسة وظل عاطلاً حتى تولى الخديو إسماعيل الحكم سنة 1863 فعاد إلى نشاطه رغم تقدمه في السن، ومن أبرز الأعمال التي قام بها رفاعة في عهد إسماعيل نظارته لقلم ترجمة القوانين الفرنسية، كما أصدر روضة المدارس، سنة 1870.

رفاعة الطهطاوى.. 149 عاما على رحيل صانع نهضة مصر.. إنفوجراف - اليوم السابع

وكان كتاب "قلائد المفاخر في غريب عوائد الأوائل والأواخر" تأليف دبنح (باريس 1826) أول كتاب يترجم من لغة أوروبية حديثة وينشر باللغة العربية عام 1833، ومن أعظم ما قدمه مع تلاميذه النوابغ الذين حملوا مصر في نهضتها الحديثة، وقدموا للأمة أكثر من ألفي كتاب خلال أقل من أربعين عامًا، ما بين مؤلفات شخصية وترجمة، إلى أن توفى في 27 مايو 1873.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق