ونجحت مصر عقب أحداث 7 أكتوبر الماضي في فرض إرادتها على كافة دول العالم والجانب الإسرائيلي بإجباره على إدخال المساعدات الإنسانية واستمرار العمل في معبر رفح بإدخال الجرحى والمصابين الفلسطينيين لعلاجهم في مستشفيات القاهرة، فضلا عن استضافة مؤتمر القاهرة للسلام 2023 وكذلك شن حملة سياسية ودبلوماسية لتعرية جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة، يأتي ذلك ضمن الدور التاريخي الذي تلعبه مصر تجاه القضية الفلسطينية.
خلال جولة التفاوض الحالية التي تعمل على إرساء التهدئة وإبرام صفقة لتبادل الأسرى لعبت مصر دورا محوريا في العملية التفاوضية، وتمثل كافة الأفكار المصرية أساسا لأي مبادرة تطرح على الطاولة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة والعودة إلى مربع التهدئة وإبرام صفقة تبادل للأسرى.
أكد مراقبون أن مصر نجحت في وضع كافة التفاصيل الفنية الدقيقة الخاصة بعملية التفاوض على عدة مراحل، موضحين أن الجانبين الأمريكي والقطري أشادوا بشدة بالأفكار والرؤى المصرية التي قدمت للجانبين الإسرائيلي والفلسطيني خلال الأشهر الماضية، للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار إلا أن عدم توافر الإرادة السياسية الإسرائيلية كنات سببا في تعطيل جولة التفاوض التي استضافتها القاهرة مطلع مايو الماضي.
وترحب الفصائل الفلسطينية في غزة والجانب الإسرائيلي بالوساطة المصرية في أيا من جولات التصعيد أو الحرب الشاملة، وذلك لثقتهم في الدور الذي تلعبه مصر من أجل إرساء الأمن والاستقرار في الإقليم، وسعيها الدؤوب على إيجاد حل للقضية الفلسطينية عبر الطرق والمسارات السياسية بعيدا عن الصراع العسكري المسلح الذي يخلف خسائر مادية وبشرية كبيرة للغاية.