بعد خسائر فادحة.. أوروبا تحاول تهدئة الوضع مع واشنطن وعقد اجتماعات للوصول إلى حل حول تعريفات ترامب

الثلاثاء، 15 أبريل 2025 10:17 ص
بعد خسائر فادحة.. أوروبا تحاول تهدئة الوضع مع واشنطن وعقد اجتماعات للوصول إلى حل حول تعريفات ترامب
هانم التمساح

بعد أن منيت بخسائر فادحة  جراء التعريفات الجمركية التى فرضها عليها الرئيس الامريكى دونالد ترامب تحاول أوروبا تهدئة الأوضاع مع واشنطن بسبب تعريفات الرئيس الأمريكي،وتهدد الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب بإحداث اضطراب في التجارة الدولية، وتسعى الشركات المصدرة في جميع أنحاء العالم إلى إيجاد أسواق بديلة لتحل محل الخسائر المحتملة في الولايات المتحدة، وخاصة في أوروبا ،واتجه مفوض التجارة الأوروبي ماروس سيفكوفيتش إلى واشنطن لإجراء مفاوضات "حسن النية" مع نظيره الأمريكي هوارد دبليو لوتنيك والممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير، وسط حرب التعريفات الجمركية، التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، والتي ستؤدى إلى حرب تجارية بين الطرفين.
 
 صحيفة الباييس الإسبانية  تحدثت عن ان  سيفكوفيتش يحاول من خلال لقاءه  أمس  الاثنين مع نظيره الأمريكي جعل الهدنة التي مدتها 90 يوما بشأن الرسوم الجمركية "دائمة" ،ويرافق بيورن سيبرت، مسئول مكتب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، سيفكوفيتش فى زيارته إلى واشنطن، وسيحاول الاثنان تحديد مدى استعداد الولايات المتحدة للتفاوض على حل للحرب التجارية.
 
وأوضحت  الصحيفة إلى أن تلك الزيارة تأتى بعد أن خفض الرئيس الأمريكي التعريفات الجمركية العالمية إلى 10% لمدة 90 يوما ، من 20% كانت مفروضة على الاتحاد الأوروبى، وعلقت بروكسل لنفس الفترة التدابير الأوروبية البالغة 25% التي فرضتها واشنطن على الصلب والألومنيوم.
وقال أولوف جيل، المتحدث باسم مفوضية التجارة، يوم الجمعة الماضي: "يسافر سيفكوفيتش بحسن نية لمحاولة إيجاد حلول تعود بالنفع علينا جميعا".
 
 وأصر المتحدث على أن الاتحاد الأوروبي يريد التوصل إلى "اتفاقيات مفيدة للطرفين" مع الولايات المتحدة "لتجنب الرسوم الجمركية وتجنب أي نوع من التصعيد الضار الذي من شأنه أن يضر بضفتي الأطلسي، بل وبالاقتصاد العالمي" ،ورغم أنه لم يوضح النقاط المحددة التي سيناقشها في محادثاته، 
 
وفى مبادرة للتفاوض  اقترحت بروكسل على الولايات المتحدة أن يحدد الاتحادان الرسوم الجمركية على السيارات والسلع الصناعية عند الصفر، على الرغم من أن مفوض التجارة نفسه أوضح أن هذا العرض هو خيار "مستقبلي" وليس إمكانية حالية.
 
 ومن جانبه دافع وزير الاقتصاد والتجارة والمشاريع الإسباني كارلوس كويربو هذا الأسبوع عن "اليد الممدودة" للولايات المتحدة، ولكن "دون أن يكون ساذجًا"، مضيفًا أنه "لا يمكننا أن نفترض أن هذا هو الوضع الطبيعي الجديد".
 
 فيما  دعا المستشار الألماني المستقبلي المحافظ فريدريش ميرز، إلى اتفاقية تجارة حرة عبر الأطلسي بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مع فرض رسوم جمركية "صفرية"، لكنه اعتبر أيضا أن أوروبا يجب أن "تتذكر أن العالم لا يقتصر على الولايات المتحدة فقط" ،وأعلنت المفوضية الأوروبية الثلاثاء الماضي أنها تخطط لتقديم خطة ردها الأسبوع المقبل على الرسوم الجمركية "المتبادلة" التي فرضتها إدارة ترامب وكذلك على الرسوم التي فرضتها واشنطن على السيارات.
 
 و بحسب  صحيفة لا راثون الإسبانية فإن  إسبانيا تخسر صادراتها أيضًا، حيث تقدر غرفة التجارة الإسبانية أن 14% من الصادرات الإسبانية إلى الولايات المتحدة قد تختفي إذا استمرت الرسوم الجمركية التي اقترحتها إدارة ترامب في الثاني من أبريل، وأعلن أحدث تقرير صادر عن جمعية الشركات المصدرة الكتالونية، أميك، عن تنويع أعمق لأسواقها.
وأوضح التقرير أن البحث عن عملاء جدد خارج الولايات المتحدة سوف يركز على الشركات الآسيوية، وهي المنطقة التي ركز عليها الرئيس الأمريكي، والرأي العام بين الخبراء هو أنهم سيحاولون بيع الفوائض التي لا يستطيعون بيعها في بلد ترامب، والتي دفعتها سياسة أمريكا أولاً، إلى أوروبا.
 
ويشير بحث كايكسابنك إلى أن "التأثير على آسيا سيكون كبيرًا،  وبافتراض أن حجم السلع المستوردة من الولايات المتحدة سينخفض بنفس نسبة انخفاض التعريفة الجمركية المطبقة، فإن الدولتين اللتين قد تتضرران بشكل كبير من دخولها حيز التنفيذ هما فيتنام (4% من الناتج المحلي الإجمالي) وكمبوديا (ما يقارب 3%). أما في حالة الصين، فسيكون تأثير التعريفات الجمركية المتبادلة أقل بقليل من 1%"، مع أن هذا التوقع وُضع قبل أن تُعلن الولايات المتحدة عن استعدادها لرفع المعدلات المطبقة على العملاق الآسيوي إلى 125%.
 
و يتوقع جوزيب أوليفر، أستاذ الاقتصاد التطبيقي في جامعة برشلونة المستقلة، أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وهذه الدول، "سيتدفق تدفق هائل من البضائع الصينية والآسيوية الأخرى إلى الاتحاد الأوروبي، مما سيؤثر على الصناعة الأوروبية والإسبانية، ومن ثم، قد نرد بمزيد من الرسوم الجمركية" في محاولة للحد من هذه المنافسة.
 
 ومن المتوقع أن تُعيد الشركات المتضررة من الحمائية توجيه صادراتها إلى دول ذات قوة شرائية لتعويض الانخفاض المتوقع في المبيعات في الولايات المتحدة، ومع ذلك، يُهدد تأثير الانحراف بزيادة ممارسات الإغراق أو انتهاكات قواعد التجارة، مما يُلحق الضرر بالاقتصادات الأوروبية، حيث تُراقب هذه الممارسات عن كثب.
و يسبب النمو الهائل في واردات المنتجات المصنعة في الصين عبر الإنترنت، حالة من القلق والتي تُعفى من الضرائب في أوروبا نظرًا لقيمتها (أقل من 150 يورو للشحنة) ،ويشير مجلس الوزراء المعني بالتوقعات الاقتصادية، بقيادة الخبير الاقتصادي ريموند توريس، إلى أن أحد الإجراءات التي أقرتها الولايات المتحدة يتمثل تحديدًا في فرض قيود على هذا النوع من التجارة، والذى قد يُحول إلى أوروبا.
 
ويؤكد تحليل فونكاس أن إغلاق السوق الأمريكية أمام المبيعات عبر الإنترنت منخفضة القيمة، والتي تؤثر على الشركات ذات حجم النشاط الكبير، من شأنه أن يجبرها على توجيه هذا الفائض إلى السوق الأوروبية، مما يقلل هوامشها إلى الحد الأدنى أو حتى يتسبب في خسائر.
 
 واوضح  تقرير CaixaBank Research أنه في البلدان الآسيوية، ستتأثر قطاعات مثل المنسوجات بشكل خاص، حيث يصل التعرض إلى أكثر من 30% في حالة فيتنام؛ إن الصناعات الكيميائية والمطاطية والبلاستيكية، وكذلك المعادن، وكذلك القطاعات الكهربائية والإلكترونية والآلات، هى منتجات إذا تم تحويلها إلى أوروبا، فإنها ستشكل منافسة للشركات المحلية، في الوقت الذي ستضطر فيه إلى تحويل الصادرات إلى الولايات المتحدة إلى أسواقها المحلية.
ولكن إذا كان الانهيار الجليدى للمنتجات الآسيوية يمكن أن يمثل عائقاً إضافياً للشركات الأوروبية التي تخاطر بخسارة أعمالها في الولايات المتحدة، فإن ذلك سيكون له تأثير إيجابى على الاقتصادات الأوروبية، حيث أنها من خلال المنافسة بأسعار منخفضة سوف تساهم في خفض التضخم في منطقة اليورو، مما يعزز سياسة خفض أسعار الفائدة.
ويشير ميجيل كاردوسو، كبير الاقتصاديين في إسبانيا لدى بي بي في إيه للأبحاث، إلى أن النمو الذي نشهده في الواردات من الصين مرتبط بحاجة البلاد إلى الحفاظ على هدف نمو الناتج المحلى الإجمالى عند حوالى 5%، في بيئة من ضعف الطلب المحلى.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق