القضية الفلسطينية تتصدر جدول أعمال القمة العربية ببغداد.. وأبوالغيط يشيد بالتنظيم واستقرار الوضع الأمنى
الأربعاء، 14 مايو 2025 12:47 م
هانم التمساح
انطلقت اليوم الاربعاء الفعاليات التحضيرية للقمة العربية في دورتها العادية، والمقرر انعقادها يوم السبت المقبل في العاصمة العراقية بغداد، حيث سينعقد مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين لمناقشة مشروعات القرارات المطروحة على القمة تمهيدا لاحالتها لوزراء الخارجية العرب في اجتماعهم غدا الخميس.
و قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، إن عددا من البنود التي تخص القضايا والنزاعات والأزمات في المنطقة العربية سيتم مناقشتها فى أعمال القمة العربية، وهو ما تتصدره القضية الفلسطينية ناهيك عن الأزمات في ليبيا واليمن وسوريا وغيرها.
وقال زكي، في تصريحات صحفية على هامش أعمال المجلس الاقتصادي والاجتماعي فى بغداد أمس الثلاثاء، أن انعقاد القمة العربية بشكل دورى والحرص على استضافتها رسالة مفادها تمسك الدول العربية بوحدتهم وهو ما يمثل رسالة مهمة، مشيرا إلى أن مستوى التمثيل للدول المشاركة بالقمة سيكون مرضي.
و قال السفير زكي، إن المعضلة في توفير الظروف الملائمة لتطبيق مسألة اعادة اعمار غزة ، وليس في مسألة التمويل، موضحا أن قضية التمويل لا تمثل أى أزمة على الإطلاق ،واعتبر زكي أن زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى المنطقة لا يمكنها ان تقلل مما تحظى به القمة العربية من زخم، موضحا أن أي جهود في سبيل تجاوز الأزمات مرحب بها تماما
و تتصدر القضية الفلسطينية جدول أعمال القمة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وارتفاع أعداد الضحايا بين المدنيين، والانتهاكات المستمرة في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وستبحث القمة الجهود التي تبذل من أجل وقف إطلاق النار في غزة، ودعم صمود الشعب الفلسطيني، والعمل على استئناف إدخال المساعدات، ورفض أية محاولات للتهجير، ودعم الجهود العربية والدولية الرامية لإعادة الإعمار.
كما ستناقش القمة مستجدات الصراع العربي الإسرائيلي، مع التشديد على التمسك بالمبادرة العربية للسلام باعتبارها الإطار الأشمل لحل النزاع، والتأكيد على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مع حماية الوضع القانوني والتاريخي في القدس الشريف، وضمان حرية العبادة في مقدساتها الإسلامية والمسيحية.
وتبحث القمة كذلك ملفات الأمن القومي العربي في ضوء التصعيد الإسرائيلي في سوريا ولبنان، والانتهاكات المتكررة للسيادة، والتهديدات في البحر الأحمر، وتأثيرها على سلامة الملاحة الدولية.
كما تُناقش القمة سبل تعزيز صيانة الأمن القومي العربي، وتطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب، وبناء القدرات العربية في مجال الأمن السيبراني والتصدي للهجمات الرقمية العابرة للحدود.
وتناقش القمة الأوضاع في السودان، في ظل استمرار المواجهات العسكرية وتفاقم الكارثة الإنسانية، إلى جانب الملف الليبي الذي يشهد جهودًا نحو الاستقرار والتحضير للانتخابات، وكذلك اليمن الذي يمر بمرحلة دقيقة تتطلب معالجة سياسية شاملة، وسوريا التي تواجه تحديات مركبة على المستويين الإنساني والتنموي، كما تبحث القمة الملفات العراقية، وملفات أمن الطاقة والتجارة في الخليج والممرات الإقليمية الحيوية.
وتتناول القمة العلاقات العربية مع التكتلات الإقليمية والدولية، مع التركيز على تعزيز الشراكة مع الصين، وروسيا، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، والاتحاد الإفريقي، والتكتلات الأخري، بما يعزز من موقع الدول العربية في المعادلات الدولية.
ويُعقد هذا الحدث العربي البارز في توقيت بالغ الحساسية، في ظل تصاعد الأزمات في عدد من الساحات العربية، إلى جانب تطورات دولية وإقليمية متسارعة تُلقي بظلالها على الأمن القومي العربي، مما يضع على عاتق القمة مسؤولية الدفع نحو بلورة موقف عربي موحّد وتعزيز العمل الجماعي المشترك في كافة المسارات.
ومن جانبها، قررت الحكومة العراقية تعطيل الدوام الرسمي في مدينة بغداد يومي 15 و18 مايو الجاري، باستثناء وزارة التربية والدوائر التابعة لها، بهدف تسهيل الإجراءات الفنية والأمنية المتعلقة باستضافة القمة، وضمان انسيابية التحركات.
وعن الدور الكبير للعراق في استضافة القمة، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن إعجابه الشديد بما تشهده العاصمة العراقية بغداد من تطور ملحوظ على مختلف المستويات، مؤكداً أن مدينة بغداد "تغيّرت جوهرياً للأفضل، سواء على صعيد الإعمار والبنية التحتية أو من حيث التنظيم الدقيق المرتبط باجتماعات القمة العربية المقبلة".
وقال أبو الغيط "منذ لحظة دخولنا أرض العراق ونحن نحلق بالطائرة، شدّت أنظارنا حالة البناء والإعمار الواسعة التي تشهدها العاصمة، وكأن شيئاً عظيماً يُصنع على الأرض".
وأضاف: "ما أن وصلنا مطار بغداد حتى لمسنا مستوىً عالياً من النظافة والتنظيم، وكل شيء يسير بهدوء وسلاسة تُدهش الزائر. ومنذ أن استقللنا السيارة من المطار إلى وسط العاصمة، بدا واضحاً حجم التغير الجوهري الذي طرأ على الطرق والبنية التحتية مقارنة بالزيارات السابقة".
وتابع: "زرت بغداد مرات عديدة، سواء حين كنت وزيراً لخارجية مصر أو أميناً عاماً للجامعة العربية، لكن ما أراه اليوم مختلف تماماً. هناك شعور واضح بالاستقرار والانضباط والنظام، وشعب هادئ، وحكومة قادرة، وتنظيم وإعداد متميزان".
وأشار أبو الغيط إلى أن "مشاهد الحدائق والطرق في المدينة تبعث على الارتياح، والفنادق جهّزت على نحوٍ ممتاز لاستقبال الوفود الرسمية، سواء من جانب الأمانة العامة للجامعة العربية أو الوفود المشاركة. ومع انطلاق الاجتماعات التحضيرية، يمكن القول بثقة إن كل شيء معدّ بمستوى رفيع ومنظم بعناية".
واختتم بالقول: "الوضع الأمني في بغداد مستقر تماماً، ولا يشعر الزائر بأي قلق، وهو ما يعكس جهداً مخلصاً وجاهزية واضحة لإنجاح القمة".