الرباط تحتضن اجتماعًا دوليًا يدعو لتفعيل حل الدولتين ويثمن جهود المغرب في دعم القضية الفلسطينية
الأربعاء، 21 مايو 2025 04:48 م
احتضنت العاصمة المغربية الرباط، يوم الثلاثاء 20 مايو 2025، الاجتماع الخامس للتحالف الدولي من أجل تنفيذ حل الدولتين، بمشاركة وزراء خارجية ومسؤولين رفيعي المستوى من أكثر من خمسين دولة ومنظمة دولية وإقليمية، في لقاء وُصف بأنه محطة محورية لتعزيز الزخم الدولي الهادف إلى تحقيق السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط.
وشكّل الاجتماع، المنعقد تحت شعار "استدامة الزخم لعملية السلام: الدروس المستفادة، قصص النجاح، والخطوات القادمة"، مناسبة لتجديد الالتزام الجماعي بخيار حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لوضع حد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث شدد المشاركون على ضرورة توحيد الجهود السياسية والإنسانية والاقتصادية من أجل تمهيد الطريق أمام دولة فلسطينية قابلة للحياة تعيش جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل في أمن وسلام.
وفي كلمة افتتاحية، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن المملكة المغربية، بقيادة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، تعتبر أن حل الدولتين هو "الحل الوحيد الذي لا خاسر فيه"، مشيرًا إلى أن المغرب يجمع في دعمه للقضية الفلسطينية بين العمل الدبلوماسي والمبادرات الميدانية التي تستفيد منها الأسر والأطفال الفلسطينيون.
وأوضح بوريطة أن وكالة بيت مال القدس الشريف، الذراع التنفيذي للجنة القدس، تنخرط بشكل يومي في دعم صمود المقدسيين من خلال مشاريع تغطي قطاعات أساسية كالغذاء والرعاية الصحية والتعليم، مما يجسّد التزامًا ميدانيًا يوازي التحركات السياسية والدبلوماسية.
من جانبها، عبّرت وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، فارسين أغابيكيان شاهين، عن شكرها للمملكة المغربية وللملك محمد السادس على احتضان الاجتماع وجهود دعم القضية الفلسطينية، معتبرة أن اللقاء "فرصة مواتية لتوحيد الجهود الإقليمية والدولية" وتأتي في وقت تمر فيه فلسطين بـ"ظروف جد عصيبة". وأشارت إلى أن هذه اللقاءات تسهم في إغناء المؤتمر رفيع المستوى حول حل الدولتين المزمع عقده بالأمم المتحدة في نيويورك في يونيو المقبل.
وفي السياق نفسه، شدّد عدد من وزراء خارجية الدول المشاركة على أهمية الانتقال من الأقوال إلى الأفعال، حيث دعا وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني إلى اعتبار حل الدولتين "ضرورة إنسانية والتزامًا قانونيًا"، مؤكدًا الحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية دون عراقيل. أما وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، فقد وصف اللحظة بأنها "حاسمة"، معتبرًا أن حل الدولتين أصبح أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
من جهته، أكد وزير الخارجية النرويجي، إسبن بارث إيدي، أن حل الدولتين يمثل "المسار الوحيد القابل للتطبيق نحو الحرية والأمن"، بينما شدد الكاتب العام لوزارة الخارجية الهولندية، كريستيان ريبيرغن، على ضرورة إرساء اقتصاد فلسطيني قوي لدعم قيام دولة مستقلة.
الاجتماع، الذي نظّمته المملكة المغربية بشراكة مع هولندا، اعتُبر خطوة ملموسة نحو بلورة خريطة طريق عملية لتعزيز فرص السلام، إذ تم التركيز على تقييم الجهود المبذولة، واستخلاص الدروس من التجارب الناجحة، وتحديد إجراءات زمنية لدفع العملية السياسية إلى الأمام، بما في ذلك تعزيز دعم المجتمع الفلسطيني وتوفير مقومات الصمود وبناء مؤسسات الدولة المرتقبة.