خلية عمل لخدمة 78 ألف حاج مصري.. استقبال مهيب لحجاج القرعة في المدينة المنورة.. وتفويج "آمن" إلى مكة المكرمة

السبت، 24 مايو 2025 09:00 م
خلية عمل لخدمة 78 ألف حاج مصري.. استقبال مهيب لحجاج القرعة في المدينة المنورة.. وتفويج "آمن" إلى مكة المكرمة
دينا الحسينى

 
رئيس بعثة الحج الرسمية: منظومة التفويج تتم بدقة شديدة.. وتخصيص فرقًا ميدانية لرعاية الحالات الإنسانية وكبار السن.. و26 عيادة في مكة 
 
 
على مدار الأسبوع الماضى، استقبلت بعثة حج القرعة التابعة لوزارة الداخلية المصرية أفواج الحجاج المصريين الوافدين إلى المدينة المنورة، وسط أجواء احتفالية مبهجة عكست حفاوة الاستقبال ودفء الترحيب.
 
ونظّمت البعثة بالتعاون مع السلطات السعودية مراسم استقبال متميزة لضيوف الرحمن فور وصولهم إلى مطار المدينة، حيث زُيّن المكان بالورود وتم توزيع الهدايا التذكارية، وسط أجواء من الترحاب والفرح، ما أضفى طابعًا روحانيًا خاصًا على بداية رحلة الحجاج إلى الأراضي المقدسة، كما حرصت البعثة على تيسير جميع الإجراءات منذ لحظة الوصول، حيث تم توفير حافلات حديثة ومجهزة لنقل الحجاج إلى مقار إقامتهم في المنطقة الشمالية القريبة من الحرم النبوي، وتم تنفيذ إجراءات تسكين الحجاج إلكترونيًا داخل الحافلات، بحيث يُبلّغ كل حاج برقم غرفته وأسماء رفقائه فيها، ما أسهم في تقليل الجهد والوقت وضمان سهولة الوصول والاستقرار.
 
ولدى وصولهم إلى الفنادق، قوبل الحجاج باستقبال حافل بنثر الورود وترديد الأناشيد الدينية التي أضفت طابعًا روحانيًا على المشهد، في حين تسابق ضباط وضابطات بعثة وزارة الداخلية في تقديم المساعدة للحجاج وتلبية احتياجاتهم، تأكيدًا على التزام الوزارة بتوفير أقصى درجات الراحة والرعاية، وأعرب الحجاج عن سعادتهم وامتنانهم لحجم الاهتمام والرعاية التي لمسوها منذ وصولهم، مشيدين بحسن التنظيم والسرعة في إنهاء الإجراءات، وما توفره البعثة من إمكانيات لضمان أداء المناسك في سهولة ويسر.
 
وأعلنت وزارة الداخلية عن بدء مغادرة أول فوج من حجاج القرعة إلى الأراضي المقدسة 14 مايو الماضي، حيث تم توديعهم من مطار القاهرة الدولي متوجهين إلى مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة.
 
وحرص اللواء أشرف عبد المعطي، مساعد وزير الداخلية ورئيس بعثة الحج، على وداع الحجاج وتهنئتهم، مؤكدًا اتخاذ كافة التدابير والإجراءات التي تضمن لهم أداء المناسك بسهولة ويسر، مع توجيههم بضرورة الالتزام بتعليمات البعثة والسلطات السعودية حرصًا على سلامتهم، مشيراً إلى أن إجمالي عدد الحجاج المصريين يبلغ نحو 78 ألف حاج من بينهم أكثر من 24 ألف حاج ضمن بعثة القرعة"، مشيدًا بالتعاون مع السلطات السعودية التي قدمت كافة التسهيلات التي طلبتها البعثة المصرية لراحة الحجاج.
 
وبداية من الأثنين الماضى، أعلن اللواء مساعد وزير الداخلية لقطاع الشئون الإدارية الرئيس التنفيذي لبعثة الحج الرسمية، بدء عمليات تفويج حجاج بعثة القرعة من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة، وقال إن البداية كانت بتفويج الفوج الأول من الحجاج الذي ضم 1000 حاج، بعد أن قضوا الفترة المقررة لهم بجوار الرسول الكريم، وقيامهم بأداء بزيارات الروضة الشريفة، فيما توالت بعد ذلك تفويج باقي الحجاج تباعا، مؤكداً أن منظومة تفويج حجاج القرعة تتم بدقة شديدة، حيث يقوم مسؤولو غرفة عمليات البعثة بالمدينة المنورة، بإعداد كشوف الحجاج، وتوزيعها على الحافلات الحديثة التي تم التعاقد عليها؛ لضمان راحة الحجيج، ثم القيام بإعلانها للحجاج بفنادق إقامتهم قبل عملية التفويج بـ 48 ساعة، حتى يعلم كل حاج رقم الحافلة الخاصة به، وعلى كل حافلة تم وضع كشف بأسماء الحجاج الذين سيستقلونها.
 
كما قام مسؤولو منظومة الحقائب بغرفة عمليات بعثة القرعة بالمدينة المنورة، بالتنبيه على الحجاج بإعداد حقائبهم في الليلة السابقة للسفر والمرور على الغرف عقب صلاة الفجر لتسلم الحقائب، والتأكد من شحنها جميعا إلى فنادق الحجاج بمكة المكرمة، مما أسهم في سهولة التفويج ووصول كل حاج لمكانه في الفترة الزمنية المقررة.
 
وفي إطار توجيهات اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، خصصت بعثة الحج المصرية فرقًا ميدانية متخصصة لرعاية الحالات الإنسانية، وعلى رأسها كبار السن من الحجاج، لمساعدتهم طوال فترة أداء مناسك الحج، والتيسير عليهم في التنقلات داخل الأراضي المقدسة، وتعمل هذه الفرق على متابعة الحجاج ميدانيًا في الفنادق والمخيمات، ومرافقتهم خلال تنقلاتهم ما بين الحرمين والمشاعر المقدسة، مع توفير وسائل نقل مريحة تراعي احتياجاتهم الصحية والبدنية، كما تتعاون بشكل مباشر مع الطاقم الطبي بالبعثة، الذي يضم عيادات مجهزة وأطقمًا طبية متخصصة تتابع الحالة الصحية للحجاج على مدار الساعة، وتوفّر العلاج المجاني لهم في مقار الإقامة أو من خلال التنقل بالعربات الطبية.
 
وأكدت وزارة الداخلية أن جميع أفراد بعثة حج القرعة يعملون على مدار الـ24 ساعة؛ لتقديم كافة التيسيرات لحجاج القرعة، ابتداءً من سفرهم إلى الأراضي المقدسة وحتى عودتهم بسلامة الله إلى أرض الوطن، ناهيك عن مراجعة إجراءات تسكين الحجاج بمقار إقامتهم يوميًا قبل وصولهم؛ للتأكد من جاهزيتها وتزويدها بكافة سبل الراحة لضيوف الرحمن، وكذلك سرعة إنهاء إجراءات تسكينهم فور وصولهم.
 
من جهة أخرى، قال الدكتور أحمد رزق، مسؤول البعثة الطبية المصرية بالمدينة المنورة، إن عيادات البعثة تعمل على مدار 24 ساعة، مشيرا إلى أنه تم إقامة 3 عيادات لخدمة الحجاج المصريين، بفنادق المختار العالمي ودار النعيم وبرج المختار، وأوضح أن كل عيادة تضم طبيبا وفرد تمريض وصيدليا، مشيرا إلى أن عدد أعضاء البعثة الطبية في المدينة المنورة يبلغ 36 عضوا، ونوه بأن البعثة أقامت في مكة المكرمة 26 عيادة.
 
ولفت رزق إلى أن الخدمات التي تقدمها العيادات تشمل الكشف وصرف العلاج بالإضافة إلى خدمات قياس الضغط والسكر والحرارة ونسبة الأوكسجين في الدم، وفى حالة وجود أي حالة تستدعي النقل للمستشفى يتم التنسيق مع الجانب السعودي للنقل للمستشفى ويتم متابعتها من خلال فريق مرور وطوارئ وعمليات تابع للبعثة.
 
والأسبوع الماضى، ترأس الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية، اجتماع اللجنة العليا لأعمال الوزارة في موسم الحج، حيث تم استعراض الخطط التشغيلية التي أعدّتها الوزارة لموسم الحج، وشملت جاهزية مرافقها في المشاعر المقدسة، وتجهيز المساجد في مكة المكرمة والمدينة المنورة ومرافقها، ومتابعة أداء شركات التشغيل والصيانة، إلى جانب البرامج الدعوية والإرشادية التي تنفذها الوزارة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وفي المنافذ الحدودية، بما يضمن تقديم خدمات عالية الجودة لضيوف الرحمن، بالإضافة إلى مناقشة عددًا من المشروعات التي تنفذها الوزارة خلال موسم الحج، استكمالًا لمشروعات الوزارة وأعمالها لراحة الحجاج وتسهيل ما يمكن تسهيله لهم، وفي إطار حرصها المستمر، خلال الأعوام الماضية، على رفع كفاءة المرافق والخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، والارتقاء بالبنية التحتية في المشاعر المقدسة، وأبرزها مشروع تخفيض الحمل الحراري للساحات الخلفية لمسجد نمرة، والذي يشمل تنفيذ وتوريد وتصنيع وتركيب مظلات الشد الإنشائي بعدد 19 مظلة، بمساحة تقريبية تبلغ 3211 مترًا مربعًا، والمرحلة الثانية من تهيئة وتلطيف ساحات مسجدي نمرة والخيف، ودورات المياه بمنى، ومشروع سقيا الحجاج، ومشروعات تطوير أنظمة التكييف والتهوية، وتركيب أنظمة الصوتيات والمراقبة الأمنية، وإنارة المظلات، بالإضافة إلى أعمال ترميم مسجد نمرة وملحقاته، ومسجد حجاج البر بمنى.
 
كما تناول الاجتماع كذلك برامج الدعاة والمترجمين في المنافذ البرية والبحرية والجوية، وفي المنطقة المركزية والمشاعر المقدسة، إلى جانب إطلاق حزمة من البرامج الدعوية والمطبوعات التوعوية، بما يسهم في توعية الحجاج وتيسير أدائهم للنسك بيسر وطمأنينة، كما جرى استعراض برامج الأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الحج والعمرة، وآليات التنسيق والتكامل بين مختلف القطاعات المعنية بالعمل الميداني والدعوي، حيث تم اعتماد إطلاق 100 مليون رسالة نصية توعوية، وتنفيذ أكثر من 2,300 محاضرة يومية طيلة أيام الحج، إضافة إلى استقبال آلاف المكالمات الصوتية والمرئية للإجابة عن استفسارات الحجاج بأكثر من 40 لغة عالمية.
 
وفي مجال المطبوعات، بلغ عدد المواد خلال موسم الحج 4,409,605 نسخة، شملت 3,114,605 مادة من الكتب والمطويات الخاصة بالمناسك والإرشاد، و1,295,000 بطاقة تعريفية تحتوي على رموز استجابة سريعة (QR) للمكتبة الإلكترونية، وذلك ضمن جهود الوزارة في تعزيز الوعي الشرعي وتيسير الوصول إلى المحتوى الإرشادي الرقمي.
 
وفي إطار استعدادات الوزارة لموسم الحج، أنهى مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف تجهيز (2,521,380) نسخة من المصحف الشريف، ضمن هدية خادم الحرمين الشريفين التي ستُوزع على الحجاج المغادرين بعد أداء المناسك، عبر المنافذ الجوية والبرية والبحرية، في تأكيد على ما توليه القيادة الرشيدة من عناية بكتاب الله وخدمة حجاج بيت الله الحرام.
 
كما تناول الاجتماع جانبًا من جهود الوزارة في تطوير العمل المؤسسي، حيث تم في إطار رفع الكفاءة التشغيلية ترشيد الكادر البشري بالاستغناء عن (850) موظفًا، مع تفعيل التقنية في الإجراءات والأعمال الميدانية، والاستفادة من موظفي فرعي الوزارة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، بما يسهم في تعزيز جودة الأداء ورفع مستوى الكفاءة في تنفيذ خطط الوزارة خلال موسم الحج.
 
ونوّه الوزير بما تم استعراضه خلال الاجتماع من خطط واستعدادات تكاملية، مؤكدًا أهمية استشعار المسؤولية في تنفيذ المهام المناطة، واستكمال الجهود وفق الخطط المعتمدة، وتعزيز التنسيق بين مختلف الجهات ذات العلاقة، بما يضمن تحقيق أعلى مستويات الجاهزية، وتقديم خدمات تليق بمكانة المملكة وتواكب تطلعات القيادة الرشيدة في خدمة ضيوف الرحمن.
 
وحذّرت وزارة الداخلية السعودية، من مخالفة أنظمة وتعليمات الحج بأداء أو محاولة أداء الحج دون تصريح، ابتداءً من اليوم الأول من شهر ذي القعدة حتى نهاية اليوم الرابع عشر من شهر ذي الحجة، وأوضحت أنه سيتم تطبيق غرامة مالية تصل إلى 20 ألف ريال بحق من يضبط مؤديًا أو محاولًا أداء الحج دون تصريح، وترحيل المتسللين للحج من المقيمين والمتخلفين لبلادهم ومنعهم من دخول المملكة لمدة 10 سنوات.
 
وأهابت الوزارة بالجميع الالتزام بأنظمة وتعليمات الحج، التي تهدف إلى المحافظة على أمن وسلامة الحجاج لأداء مناسكهم بيسر وطمأنينة، والمبادرة بالإبلاغ عن مخالفي تلك الأنظمة والتعليمات عبر الرقم (911) في مناطق مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والرياض، والشرقية، والرقم (999) في بقية مناطق المملكة.
 
  
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق