600 يوم من العدوان.. مجازر غزة مستمرة والاستيطان يلتهم الضفة.. وتآكل فى الداخل الاسرائيلى
الخميس، 29 مايو 2025 11:34 ص
هانم التمساح
مع بلوغ العدوان الاسرائيلى يومه ال600 على قطاع غزة ومواصلة جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه التى طحنت البشر والحجر فى القطاع المحاصر ، في ظل تضييق الحصارعلى قطاع غزة، ومنع إدخال المواد الغذائية الأساسية منذ مطلع مارس الماضي، ما فاقم الأزمة الإنسانية وأدى إلى تفشي المجاعة في مناطق واسعة من القطاع من ناحية ،وسقوط عشرات الضحايا بين شهيد وجريح، جراء إطلاق النار من جنود الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز لتوزيع المساعدات في جنوب شرق رفح، تحت إدارة فاشلة لشركة أمريكية خاصة داخل "منطقة حمراء" خاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة.
وتجمهر عشرات الآلاف من المواطنين الجائعين بحثًا عن الغذاء، وتمت معاملتهم بطرق مهينة لآدميتهم داخل ممرات ضيقة ومحاطة بالأسلاك الشائكة، قبل أن تتحول الحالة إلى فوضى دامية عقب فقدان السيطرة، ما استدعى تدخل مروحيات هجومية أطلقت النار بكثافة لتفريق الحشود ،فيما زعم جيش الاحتلال في بيان لاحق أنه أطلق فقط "طلقات تحذيرية خارج المركز".
و وصف المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، المشاهد الواردة من غزة بانها "مؤلمة للغاية"، مشيرًا إلى وجود خطة دولية جاهزة لتأمين إيصال المساعدات الإنسانية.
يأتي ذلك كله ، وسط تصعيد ميداني غير مسبوق، واستمرار حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال منذ السابع من أكتوبر 2023، والتي ازدادت حدة بعد استئناف العمليات العسكرية قبل 72 يومًا إثر انهيار اتفاق وقف إطلاق النار.
و بحسب بيانات وزارة الصحة في غزة فإن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الـ24 الماضية 79 شهيدًا بينهم شهيد تم انتشاله، و163 إصابة، فيما بلغت حصيلة العدوان منذ السابع من أكتوبر 2023 نحو 54,056 شهيدًا، و123,129 إصابة، مع وجود عدد كبير من الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض أو في الطرقات، دون قدرة طواقم الإسعاف والدفاع المدني على الوصول إليهم.
و شنت قوات الاحتلال عشرات الغارات الجوية والمدفعية، وأطلقت طائرات مسيرة صواريخ على مناطق متفرقة من القطاع، أبرزها جباليا شمال القطاع، حيث استشهد 4 مواطنين في قصف على منطقة الفاخورة، وفى خان يونس استشهد المواطن إبراهيم عصام أبو رحمة في بلدة القرارة، وسالم عطا سالم أبو موسى متأثرًا بجراحه برصاص الاحتلال قرب مركز مساعدات في رفح، وكفاح عودة السواركة صباح اليوم في منطقة ميراج، وقسام بسام كوارع قرب مستشفى غزة الأوروبي، وياسين سلمان بركة في عبسان الكبيرة.
وشهدت منطقة بني سهيلا، غارات استهدفت منزلًا لعائلة أبو مصطفى وموقعًا في منطقة أرميضة، وفى القرارة ، وقع قصف مدفعي وإطلاق نار مكثف، وفى غزة المدينة: غارات على منازل عائلات العربيد والصفطاوي وعقيلان، وفى دير البلح استشهد 6 فلسطينين في قصف منزل لعائلة عقيلان.
كما شهدت محاور عدة، خاصة شرق مدينة غزة وشمال القطاع، مواجهات مسلحة عنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، استخدمت فيها القذائف والأسلحة الرشاشة، وأعلنت "كتائب القسام" عن استهداف قوة إسرائيلية متحصنة شرق مدينة غزة بقذيفة مضادة للأفراد، فيما قالت "سرايا القدس" إنها فجرت منزلًا مفخخًا كانت تتحصن فيه قوة إسرائيلية كبيرة في حي الشجاعية. رصد هبوط مروحية إسرائيلية بهدف "الإجلاء" غرب بلدة بيت لاهيا، تزامنًا مع إطلاق قنابل دخانية.
و اسرائيليا صادق المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) في إسرائيل، مساء أمس، بشكل سري، على مخطط لإقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، من بينها "حومش" و"صانور" اللتان أخليتا عام 2005 ،ويهدف المخطط، الذي تقدم به كل من وزير الدفاع يسرائيل كاتس ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، إلى تعزيز السيطرة الإسرائيلية على المنطقة (ج) ، واعتبار أي إجراءات فلسطينية في تلك المناطق باطلة، مع تشكيل فريق وزاري لاستكمال الإجراءات خلال 60 يومًا.
ومن جهة اخرى تتسارع المؤشرات على تصاعد الإنهاك الإسرائيلي، سياسياً وعسكرياً وشعبياً، بعد مرور 600 يوم على اندلاع الحرب على غزة، وسط حالة من الجمود الميداني في أكثر من جبهة، وغياب تام لأي رؤية سياسية للخروج من الأزمة، كما تنقل الصحف الإسرائيلية.
في هذا السياق، تحدّثت الكاتبة الصحافية، كارني إلداد، في مقال بصحيفة "إسرائيل هيوم"، عن "إنهاك جنود الجيش الإسرائيلي، والأسرى وعائلاتهم، والمستوطنين أيضاً"، مع مرور 600 يوم على الحرب،وترى إلداد أنّه "يجب إنهاء هذه الحرب قريباً، وأخذ قسط من الراحة، ولعق الجراح، والعيش في مكان يهدأ لما لا يقل عن 40 سنة، لغاية الجولة المقبلة".
وتابعت أنّ "هذه الحرب تبدو طويلة جداً، جداً جداً"، و"أهدافها واضحة، ونرددها عن غيباً خلال النوم"، فـ"لماذا لم نحققها بعد؟"، مردفةً: "يبدو لي أنّ لدينا هنا مشكلة جوهرية: لعلنا نسينا كيفية الانتصار؟"