وتدفقت جموع الحجاج منذ الصباح الباكر إلى منشأة الجمرات في مشعر منى، لرمي جمرات العقبة الصغرى والوسطى والكبرى، في انتظام واضح يعكس وعي الحجاج والتزامهم بالتعليمات، وسط منظومة خدمات متكاملة تعمل على مدار الساعة. وتقدّمت الجهات السعودية بخطط دقيقة لإدارة الحشود، من خلال تنظيم حركة الدخول والخروج على شكل أفواج متتالية، ما ساعد في منع التكدس وضمان الانسيابية في أداء الشعيرة.
ولم تمنع درجات الحرارة المرتفعة والإرهاق بعض الحجاج من التعبير عن سعادتهم بإتمام هذه المرحلة من المناسك، معتبرين أن ما يشعرون به من مشقة هو جزء من روحانية التجربة التي ينتظرونها لسنوات طويلة.
وقال أحد الحجاج المصريين: "رغم التعب، فإن لحظة رمي الجمرات تملأني بشعور بالنصر الداخلي، وكأنني أتخلص من كل ثقل وهم".
ويواصل الحجاج مبيتهم في مشعر منى هذه الليلة، استعدادًا لرمي الجمرات لليوم الثالث والأخير لمن أراد التعجل، بينما يفضل آخرون البقاء ليوم آخر إتمامًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، في ختام رحلة إيمانية استثنائية تظل محفورة في القلوب.
