القاهرة الإخبارية: نتنياهو والهجوم على إيران.. حسابات أمنية أم مقامرة سياسية؟

الثلاثاء، 17 يونيو 2025 03:32 م
القاهرة الإخبارية: نتنياهو والهجوم على إيران.. حسابات أمنية أم مقامرة سياسية؟

لطالما كان البرنامج النووي الإيراني كابوسًا يؤرق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وواحدًا من أعمدة خطابه السياسي والأمني خلال العقود الماضية، واليوم، ومع تنفيذ إسرائيل لضربة عسكرية نوعية ضد أهداف إيرانية، يطرح سؤال محوري: هل كان الهدف أمنيًا بحتًا، أم أن وراءه حسابات سياسية داخلية؟.
 
الإعلام الإسرائيلي لم يتردد في الربط بين الضربة الأخيرة وطموحات نتنياهو الشخصية، فقد اعتبرت صحيفة هآرتس أن العملية، رغم غلافها الأمني، تخدم بالدرجة الأولى مصالح نتنياهو السياسية، مشيرة إلى أن الضربة نفذت دون رؤية شاملة أو حساب دقيق لتداعياتها، سواء على المستوى الميداني أو الاستراتيجي.
 
ووفق تقرير لـ"القاهرة الإخبارية"، وفيما حظي نتنياهو بدعم واسع داخل إسرائيل، حتى من بعض أقطاب المعارضة، فإن القلق السياسي بدأ يتسلل إلى الدوائر الإسرائيلية، لا سيما بعد الرد الإيراني المباغت الذي لم يكن في الحسبان، وفقًا لتقديرات الصحيفة، وقد انعكس ذلك في تراجع حالة "الزهو" التي رافقت الساعات الأولى للهجوم.
 
بدورها، وصفت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية الضربة بأنها "لحظة مفصلية" في مسيرة نتنياهو، ووصفت قراره بشن الهجوم على إيران بأنه "مغامرة جريئة، وربما غير محسوبة"، مستذكرة خطابه الشهير في الأمم المتحدة عام 2012 عندما لوّح بصورة قنبلة ليحذر من اقتراب طهران من امتلاك سلاح نووي.
 
التقاطع اللافت بين ما نشرته هآرتس وأسوشيتد برس يكشف عن إجماع على أن نتنياهو يرى في هذا التصعيد فرصة لإعادة صياغة مستقبله السياسي، والترويج لنفسه كمنقذ إسرائيل من التهديد النووي الإيراني. لكنه أيضًا قد يكون قد دخل نفقًا معقدًا، خاصة إذا طالت المعركة، أو جاءت ردود إيران بما يتجاوز قدرة إسرائيل على التحكم في مسار التصعيد، فهل تنجح هذه الضربة في حماية أمن إسرائيل، أم أنها ستكشف هشاشة استراتيجية بنيت على طموحات شخصية؟.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق