اليوم "عيد الجلاء " وذكرى إعلان قيام "الجمهورية" رمز لإرادة المصريين الحرة
الأربعاء، 18 يونيو 2025 05:51 م
لم يكن الاستعمار ليرضى يومًا، أن يرى مصر تنهض من جديد، متحررة، شامخة، مرفوعة الرأس، فكان المشهد في الثامن عشر من يونيو عام 1956 لحظة تاريخية عابرة، وفاصلاً بين زمنين: زمن الاحتلال وزمن الاستقلال.
استيقظ العالم في هذا اليوم على مشهد رفع العلم المصري عاليًا فوق مبنى البحرية في بورسعيد، إيذانًا بانتهاء حقبة استعمارية دامت منذ عام 1882، وبداية عهد جديد بشرت به ثورة يوليو، وضحت من أجله أجيال من الفدائيين والمقاومين.
من ثورة أحمد عرابي، إلى ثورة 1919، إلى بركان يوليو 1952، لم تهدأ جذوة الكفاح الوطني، وداخل مدن القناة، تصاعدت عمليات الفدائيين ضد معسكرات الاحتلال البريطاني، حتى بات الجلاء مسألة وقت.
وفي عام 1954، وتحديدًا في بهو مجلس النواب المصري، انطلقت مفاوضات بين القاهرة ولندن، لم تستغرق أكثر من 17 يومًا، وأسفرت عن توقيع اتفاقية جلاء 58 ألف جندي بريطاني خلال 20 شهرًا، ثم كان الموعد، يوم 18 يونيو 1956، حين غادر آخر جندي بريطاني أرض مصر، ورفع الزعيم جمال عبد الناصر العلم المصري في بورسعيد، في مشهد مهيب شهدته جموع المصريين من كل فئة: رجالاً ونساء، شيوخًا وأطفالاً.
قالها الشعب بصوت واحد: "البلد بلدنا… والشرف شرفنا… والحرية حريتنا… والمصير مصيرنا جميعًا".
هكذا صار يوم 18 يونيو يومًا خالدًا في وجدان الأمة، وعيدًا قوميًا تحتفل به مصر على مر الأجيال، تخليدًا لكفاح طويل، ونصر مستحق.