عالم بالأزهر يوضح هل يحرم الإسلام حفلات التخرج؟.. أستاذ بالأزهر يجيب
الإثنين، 21 يوليو 2025 03:11 م
منال القاضي
قال الدكتور أحمد الرخ، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، إن من المظاهر التي أقرها النبي صلى الله عليه وسلم في الاحتفال، ما حدث عند هجرته من مكة إلى المدينة، حيث استقبله أهل المدينة بفرح عارم حتى قال أنس بن مالك: "ما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء كفرحهم بالنبي صلى الله عليه وسلم"، وكانت الجواري والأطفال يرددون: "قدم رسول الله"، في مشهد يعكس مشروعية الفرح والاحتفال في الإسلام.
وأوضح الدكتور أحمد الرخ، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم ، أن هذا الموقف النبوي يبين أن أصل الفرح والسرور والاحتفال مشروع في الشريعة الإسلامية، سواء كان في حفلات التخرج أو الأفراح أو المناسبات المختلفة، مشيرًا إلى أن الإسلام لا يحرم الاحتفال، لكنه يهذبه ويقوّمه ويعالج السلبيات التي قد تشوبه، كالإسراف أو التعدي على حريات الآخرين.
وأضاف أن من المظاهر السلبية في الاحتفالات ما يُسمى بالإسراف، وهو مجاوزة الحد فيما هو مباح، لافتًا إلى أن عطاء الله موجود لا ينفد، لكن الإنسان عليه أن يكون مستعدًا لتلقي هذا العطاء بقلب قريب من الله. وضرب الدكتور الرخ مثالًا بأن العطاء الإلهي كالنهر الجاري، وكل إنسان هو الإناء الذي يغترف من هذا النهر، فإذا لم يمتلئ الإناء فالمشكلة فيه وليست في النهر.
وبيّن أن الله سبحانه وتعالى وزع العطاء بين البشر بحكمة، فكل واحد لديه نعمة معينة: المال، العلم، الخبرة، النفوذ، وكلها تمثل مظاهر الجمال التي يجب أن تُنفق وتنشر بين الناس، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده".
وأكد الدكتور الرخ أن الإسلام يريد للجمال والخير أن ينتشر بين الناس، لا أن يحتكره أحد أو يسيء استخدامه في الإسراف أو التبذير، مشددًا على أن الفرح مطلوب، لكن مع مراعاة حقوق الآخرين، واحترام مشاعرهم، دون إسراف أو إيذاء أو ترويع، فهكذا يكون الفرح في ضوء الهدي النبوي والشريعة الإسلامية.