"زاد العزة من مصر إلى غزة" يواصل كسر الحصار عن القطاع.. الهلال الأحمر المصري يرسل "خبز طازج" للنازحيين.. 15 دولة اوربية تدعو لإعلان الاعتراف بدولة فلسطين
الأربعاء، 30 يوليو 2025 03:04 م
إيمان محجوب
تكثف مصر جهودها الاغاثية والدبلوماسية لكسر الحصار الذي فرضته قوات الاحتلال علي قطاع غزة ، حيث يواصل جسر المساعدات الإنسانية المصرية سيره باتجاه غزة ضمن الجهود الحثيثة لإدخال الشاحنات إلى النازحين في القطاع، وذلك تلبية لاحتياجات الأشقاء الفلسطينيين وحاجتهم إلى المواد الغذائية والإغاثية.
فيما وثقت قناة "القاهرة الإخبارية" بدء عمليات إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة مستمرة منذ ساعات الصباح الباكر، في مشهد إنساني متواصل لليوم الرابع على التوالي، موضحًا أن عشرات الشاحنات المحمّلة بالمساعدات الغذائية والطبية اصطفت منذ الخامسة والنصف صباحًا أمام الساحة المخصصة للمعبر، في انتظار تفريغ حمولتها، ومع ذلك، أُجبرت بعض الشاحنات على العودة إلى الجانب المصري بعد أن رفضها جيش الاحتلال الإسرائيلي لأسباب شكلية تتعلق بميول الصناديق أو بعض التعديلات الطفيفة في الحمولة، مما يعكس التعقيدات الميدانية التي تواجه تدفق المساعدات.
وحملت القوافل الثلاث السابقة ما يقارب 4 آلاف طن من المساعدات، تنوّعت بين 1866 طنًا من السلال الغذائية، و1640 طنًا من الدقيق، و150 طنًا من المواد الطبية، إضافة إلى 400 طن من مستلزمات العناية الشخصية، ويتوقع أن يتجاوز إجمالي ما تم إدخاله حتى نهاية اليوم حاجز 5 آلاف طن، وتأتي هذه التحركات ضمن جهود إنسانية مصرية متواصلة، حيث لم تُغلق بوابة معبر رفح منذ بداية هذه المرحلة من الدعم.
وفي إطار جهود الهلال الأحمر المصري لتقديم الدعم الغذائي لغزة، تتوسع سلال الإمداد الغذائي التي تحملها قوافل «زاد العزة .. من مصر إلى غزة» لتشمل الخبز الطازج الذي تم تجهيزه بجهود متطوعي الهلال المصري، داخل المخبز الآلي بمركز الإمداد الغذائي “المطبخ الإنساني” التابع للهلال الأحمر المصري بمدينة الشيخ زويد في شمال سيناء، وذلك في إطار مبادرة «لقمة هنية من مصر إلى غزة» التي تأتي بالتزامن مع تكثيف الجهود لاستمرار الدفع بالمساعدات الغذائية في ما يشهده القطاع من نقص حاد في الغذاء.
ويستهدف المخبز الآلي التابع للهلال الأحمر المصري إمداد أهل غزة بعشرات الآلاف من الأرغفة بشكل مستمر، وذلك في إطار جهود الهلال الأحمر المصري لتوسيع نطاق خدماته الإنسانية وتلبية الاحتياجات الغذائية للأسر الفلسطينية.
ويعتبر مركز الإمداد الغذائي «المطبخ الإنساني» من أوجه الدعم التي تقدمها مصر إلى سكان القطاع منذ بداية الأزمة، من أجل إدخال المساعدات الغذائية العاجلة، وتوفير السلال الغذائية المتكاملة، الدقيق، الخبز، بالإضافة إلى الوجبات الساخنة والجافة.
ويعمل “المطبخ الإنساني” والذي كان قد بدأ تشغيله في مارس 2024، على إعداد الوجبات الساخنة والجافة والخبز الطازج لأهالي قطاع غزة، حيث أمد القطاع غزة خلال شهر رمضان 2024 نحو 2 مليون رغيف خبز، وأكثر من نصف مليون وجبة ساخنة، وقرابة 700 ألف وجبة جافة.
على جانب آخر، دعت 15 دولة غربية، الأربعاء، البلدان الأخرى إلى إعلان عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ذلك فيما اثمرت الجهود الدبلوماسية المصرية والتي بدأتها منذ الازمة حول ضرورة اقامة دولة فلسطينية كان منها لقاء الرئيس السيسي بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماركون بالقاهرة وزيارته للجرحي الفلسطينيين في العريش، والذي ابدي وقتها تعاطفا كبيرا مع الحالات الانسانية التي تود ان تعود الي ارضها رغم الاصابة والموت والدمار، حيث أكدت وزارة الخارجية الفرنسية، أن عدة دول غربية استعدت للاعتراف بدولة فلسطين، خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، المقرر سبتمبر المقبل، عقب اختتام مؤتمر حل الدولتين في نيويورك، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وجاء في بيان مشترك صادر عن وزراء خارجية هذه الدول أن "الاعتراف بالدولة الفلسطينية خطوة أساسية نحو تحقيق حل الدولتين"، داعين بقية الدول التي لم تعترف بعد بفلسطين إلى الانضمام لهذا التوجه.
ومن بين الدول التي أعلنت عزمها الاعتراف بفلسطين للمرة الأولى 9 دول هي: أستراليا وكندا وفنلندا ونيوزيلندا البرتغال وأندورا ومالطا وسان مارينو ولوكسمبورج، فيما جددت دول أخرى سبق لها الاعتراف بفلسطين دعمها، مثل أيسلندا وإيرلندا وإسبانيا.
كما أعلن رئيس وزراء مالطا روبرت أبيلا، في بيان منفصل، أن بلاده ستعترف رسميًا بدولة فلسطين، مؤكدًا التزام بلاده بدعم حل سياسي شامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وفي تطور لافت، كشف مصدر بريطاني أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أبلغ نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعزمه الاعتراف بدولة فلسطين، مشترطًا وقف إطلاق النار في غزة، وضمان عدم تنفيذ عمليات ضم في الضفة الغربية، والدخول في عملية سلام تؤدي إلى حل الدولتين.
وشدد "ستارمر" على أن قراره ليس نتيجة ضغوط داخلية أو إعلامية، رغم تنامي الانتقادات لحكومته عقب نشر صور من غزة في وسائل الإعلام العالمية.
فيما وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخطوة البريطانية بأنها "موقف تاريخي"، ودعا دول العالم إلى أن تحذو حذو بريطانيا.
وفي إسرائيل، أثار الإعلان موجة انتقادات داخلية، إذ أصدر منتدى للسياسة الخارجية يضم 18 سفيرًا إسرائيليًا سابقًا بيانًا حذر فيه من "انهيار سياسي غير مسبوق" تعيشه إسرائيل على خلفية الحرب الجارية وازدياد العزلة الدولية.
ودعا السفراء إلى وقف الحرب، وإطلاق جميع المحتجزين، وبدء عملية سياسية في غزة، محذرين من أن "خطوات الضم ستفاقم عزلة إسرائيل".