جدار الخيانة.. يحيى موسى من طبيب إلى العقل المدبر والمخطط لخلية حسم الإرهابية

الأربعاء، 13 أغسطس 2025 10:00 م
جدار الخيانة.. يحيى موسى من طبيب إلى العقل المدبر والمخطط لخلية حسم الإرهابية
يحيي موسى- أرشيفية
دينا الحسيني

على جدار الخيانة، تتزاحم وجوه باعت شرف الانتماء الوطني مقابل ولاء لجماعة الإخوان الإرهابية، وفي مربع قاتم من هذا الجدار، يطل أسم «يحيى السيد إبراهيم موسى»، المعروف بـ «يحيى موسى»، الذي ترك مهنة الطب، وقرر ممارسة «الجراحة»، على جثث الأبرياء وضحايا الإرهاب.

من قاعات الجامعة إلى دهاليز الإخوان

يحيى موسى، الذي درس الطب وعمل في المجال الأكاديمي، كان أحد الكوادر النشطة داخل صفوف جماعة الإخوان الإرهابية، وبعد ثورة 30 يونيه 2013، وسقوط حكم الجماعة، اختار طريق الهروب والانخراط في العمل التنظيمي المسلح.

لم يعد مجرد عضو سياسي أو متحدث إعلامي، بل أصبح جزءًا من الجهاز الخاص، الذي يتولى التخطيط والتمويل والتنسيق للعمليات الإرهابية.


العقل المدبر لاغتيال النائب العام هشام بركات

أسم يحيى موسى، ارتبط مباشرة بأخطر عملية إرهابية شهدتها مصر، في السنوات الأخيرة، كان المخطط والمشرف على عملية اغتيال النائب العام هشام بركات، في يونيه 2015، بالتنسيق مع عناصر إرهابية داخل مصر وخارجها، حيث وفر الدعم اللوجستي والتدريب لمنفذي العملية، عبر قنوات اتصال مرتبطة بحركة حماس وتنظيمات مسلحة أخرى، وخطط للعملية وهو خارج البلاد، وأدارها عن بُعد، ليظهر بعد ذلك في الإعلام محاولًا تبرير الجريمة باعتبارها «ردًا سياسيًا»، في تزييف فج للحقائق.

بعد انكشاف دوره في الاغتيال وعدد من العمليات الإرهابية، فر يحيى موسى، إلى تركيا، حيث وجد ملاذًا آمنًا بين قيادات الإخوان الهاربة، ومن هناك، أصبح حلقة وصل بين الجماعة وحركات مسلحة مثل «حسم» و«لواء الثورة»، كما أشرف على تجنيد شباب داخل مصر، وتمويلهم وإرسالهم لمعسكرات تدريب في الخارج، واستخدم مواقع التواصل الاجتماعي كمنصة للتحريض المباشر ضد الدولة، وتبرير العمليات الإرهابية.

والشهر الماضى، كشفت الداخلية، تورط الإرهابي يحيى موسى باعتباره العقل المدبر لمخطط خلية "حسم" الأخيرة، حيث ويُعد من أخطر قيادات التنظيم، ويُشرف على الهيكل المسلح لحركة حسم منذ تأسيسها، ويواجه أحكامًا نهائية بالإعدام في قضية اغتيال النائب العام، والسجن المؤبد في عدد من القضايا الأخرى، من بينها محاولة استهداف الطائرة الرئاسية واغتيال المقدم الشهيد ماجد عبد الرازق، فضلًا عن تورطه في تخطيط هجمات استهدفت شخصيات عامة ومنشآت أمنية.

دور إعلامي وتحريضي متواصل

لم يكتف موسى، بالدور التنظيمي، بل تبنى خطابًا إعلاميًا متطرفًا بالظهور في قنوات الإخوان مثل «مكملين» و«وطن»، لتبرير العنف، وإعادة صياغة الأكاذيب ضد الدولة المصرية، وإطلاق تصريحات تحرض على اغتيال شخصيات عامة ومسؤولين، ونشر رسائل مشفرة لعناصر الجماعة في الداخل، تحثهم على تنفيذ هجمات جديدة.

ارتباطات مشبوهة ودعم خارجي

تحقيقات الأجهزة الأمنية كشفت أن موسى، نسق بشكل مباشر مع قيادات في حركة حماس، وحصل على دعم مالي وفني من أجهزة استخبارات معادية، لتطوير أساليب تنفيذ العمليات الإرهابية، وساهم في تأسيس بنية تحتية للتنظيمات المسلحة التابعة للإخوان داخل مصر.


أسم محفور على جدار الخيانة

اليوم، يقف أسم يحيى موسى، على جدار الخيانة باعتباره واحدًا من أخطر العقول المدبرة للإرهاب في تاريخ الجماعة، لم يكن مجرد طبيب ترك مهنته، بل مجرم باع ضميره وعلمه ليصنع أدوات قتل ودمار، ويحول ساحات مصر إلى مسارح دماء، ففي سجله صفحات سوداء من المؤامرات، وفي حاضره استمرار في التحريض، ليبقى شاهدًا حيًا على أن الخيانة تبدأ بكلمة وتنتهي بجريمة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق