تحذيرات اوروبية من كارثة ديموغرافية بسبب اللاجئين.. وزير داخلية إيطاليا: طردنا 200 لاجئ لأسباب تتعلق بالأمن القومى
الأحد، 24 أغسطس 2025 03:26 م
هانم التمساح
تعد مشكلة الهجرة واللجوء، أحد أهم الهواجس التى تؤرق قارة أوروبا، خوفا من التغييرات الديموغرافية التى قد تحدثها الهجرة وتأثيرها على السكان الأصليين.
وأعرب وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو بيانتيدوسي، عن فخره بمنع وصول المهاجرين غير الشرعيين إلى بلاده، والوقوع في أيدي المجرمين، حسبما ذكرت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.
وقال: "منذ توليي منصبي وزيرًا في حكومة إيطاليا، أي منذ عامين ونصف، طردتُ أكثر من 200 مواطن أجنبي، لأسباب تتعلق بالأمن القومي".
وتابع بيانتيدوسي: "الإنسانية تتشكل من خلال تحركات الناس، وبناء الجدران وهمٌ عميق، أولئك الذين يختارون القدوم إلينا، إلى الغرب، إلى أوروبا، لا يفعلون ذلك فقط من أجل سوق عملنا، بل أيضًا لأنهم اختاروا حريتنا وديمقراطيتنا ومجتمعنا المتساوي والتعددي، إذا نسينا هذا، فلن نحقق أبدًا عمليات تكامل كاملة".
ويقول بيانتيدوسي: "أفخر بكوني جزءًا من حكومة استثمرت بكثافة في قضايا مثل الهجرة والرعاية الاجتماعية، لقد خططنا لوصول 927 ألف وافد جديد خلال فترتين، مدة كل منهما ثلاث سنوات، أي إدماج المهاجرين المنتظمين في سوق العمل، بما يتوافق مع تقاطع العرض والطلب في النظام الاقتصادي."
و أضاف بيانتيدوسي: "تُظهر هذه البيانات أن العمل لا يكفي لضمان الاندماج، تمامًا كما لا تكفي ورقة رسمية، نعيش أحيانًا تحت وهم، وإن كان نفاقًا بعض الشيء، بأن مجرد منح تصريح إقامة سيحل المشكلة، هذا ليس صحيحًا، يجب أن تقوم عملية الاندماج على التزام حقيقي بقيم الحرية والديمقراطية والتعايش المدني".
وبدورها حذّرت إيلينا بيكالي، رئيسة الجامعة الكاثوليكية للقلب الأقدس، من كارثة ديمغرافية في أوروبا، حيث سيكون واحد من كل أربعة أشخاص في عام 2050 من أفريقيا، بينما أوروبا مقبلة على تهميش ديموغرافي تدريجي، في إشارة إلى المهاجرين من القارة السمراء.
وخلال جلسة "الشباب وأفريقيا: التعليم وريادة الأعمال من أجل التنمية المستدامة"، الذي هدف إلى رسم نهج جديد قائم على التعاون والتدريب وتنمية رأس المال البشري المحلي، قالت بيكالي إن القارة الأفريقية تُقدم نفسها كلاعب استراتيجي للمستقبل، مستفيدةً من "عائد ديموغرافي" لا مثيل له.
فيما حذّرت بيكالي، من كارثة ديمغرافية محققة بتدفق المهاجرين الأفارقة إلى أوروبا، قالت إن الفئة الهائلة من الشباب، بمتوسط عمر 19 عامًا، تمثل فرصة استثنائية، لكنها تتطلب قنوات مناسبة لمنعها من أن تصبح عاملًا من عوامل لعدم الاستقرار، موضحة أن الحل يكمن في خلق فرص عمل من خلال التعليم وتشجيع ريادة الأعمال على نطاق واسع، وعلى هذا المنوال، أطلقت الجامعة الكاثوليكية ’خطة أفريقيا’، وهي مبادرة تهدف إلى تطوير مشاريع تعليمية وبحثية مع أفريقيا، وليس من أجل أفريقيا"، بروح الإثراء المتبادل.
وأكد روبرتو سانشينيلي، رئيس مونتيلو، على مدى تأثر الغرب بأفريقيا، وضرورة أن يكون نهج اليوم موجهًا نحو "العطاء"، موضحا أن هذا العطاء يُحقق عائدًا فوريًا، لا سيما من حيث رأس المال البشري الماهر.
وتُعدّ ريادة الأعمال المؤثرة، أي تلك التي تُحدث تغييرًا اجتماعيًا واقتصاديًا إيجابيًا، القوة الدافعة وراء هذا التحول.
وأوضح فابيو بيتروني، مدير مؤسسة E4Impact، كيف دعمت المؤسسة بالفعل 20 رائد أعمال في 20 دولة أفريقية، بمتوسط 13 وظيفة جديدة لكل شركة، مشيرًا إلى أن رواد الأعمال الأفارقة مرتبطون ارتباطًا وثيقًا بمجتمعاتهم، ويشعرون بواجب رد الجميل، ويربطون نمو شركاتهم ارتباطًا وثيقًا بالرفاهية الجماعية.
ويلعب التعاون المؤسسي أيضًا دورًا حاسمًا، كما يتضح من التزام مؤسسة لومباردي للبيئة، حيث عدّد فابريزيو بيكارولو، مشاريع في تنزانيا تُركز على التكيف مع تغير المناخ في القطاع الزراعي، وهو قطاع يُشغّل حوالي 75% من القوى العاملة.
ويعتمد هذا التدخل على تدريب وتعزيز القدرات المحلية، وإشراك صانعي السياسات وأصحاب المصلحة على جميع المستويات لترجمة الأهداف العالمية إلى إجراءات محلية ملموسة وفعّالة، لذا، فإن اتباع نهج تعاوني متعدد المستويات، يجمع بين الجامعات والشركات والمؤسسات، هو مفتاح التنمية العادلة.