خبير بالشؤون الإسرائيلية يكشف تأثير موجات الانتحار بجيش الاحتلال على تل أبيب .. اعرف التفاصيل

الخميس، 02 أكتوبر 2025 07:10 م
خبير بالشؤون الإسرائيلية يكشف تأثير موجات الانتحار بجيش الاحتلال على تل أبيب .. اعرف التفاصيل

أكد الدكتور محمد وازن، الخبير في الشؤون الإسرائيلية والدراسات السياسية والاستراتيجية، أن موجات الانتحار والاضطرابات النفسية التي تضرب جنود جيش الاحتلال بسبب الحرب على غزة، ورفض جزء من الاحتياط الاستدعاء ليست مجرد ظواهر اجتماعية هامشية؛ بل هي نزيف صامت يضرب أهم ميزة تاريخية لجيش إسرائيل وهي الانسجام بين الجندي والمجتمع ومنظومة الاحتياط، حيث إن الأثر يتدرّج من تكاليف تشغيلية يومية، وتآكل الانضباط والجاهزية والدافعية إلى تداعيات استراتيجية على طول أمد الحرب والردع والتجنيد المستقبلي، ومعنويات المجتمع الإسرائيلي ذاته.
 

وأضاف في تصريحات صحفية أن  الأثر التكتيكي لهذه الموجة من الانتحار والأمراض النفسية للجنود على مستوى الوحدات والمهام تتمثل في انخفاض الجاهزية الميدانية، حيث ارتفاع الإصابات النفسية والانتحار يعني فقدان أطقم درّبت طويلًا، وتعطّل دورات التدوير (rotation)، وزيادة العبء على الأفراد الباقين ما يرفع هامش الخطأ العملياتي، بجانب تآكل الانضباط والروح القتالية: الجنود المترددون أو المنهكون نفسيًا يرفعون كلفة تنفيذ المهام الحضرية المعقّدة ويزيدون التحوّط المبالغ فيه، فيبطؤ الإيقاع ويقلّ الابتكار التكتيكي، وهناك ضغط على منظومة العلاج العسكري، حيث تحويل موارد إضافية للإسناد النفسي وإعادة التأهيل يقلّل من الموارد المتاحة للتدريب والجاهزية.


وأوضح أن  الأثر العملياتي على مستوى الجبهات والقيادة يجعل منظومة الاحتياط تحت ضغط، فالجيش الإسرائيلي تاريخيًا يعتمد اعتمادًا بنيويًا على الاحتياط لملء الفجوات، وامتناع نسبة محسوسة - حتى لو كانت أقلية - يُجبر القيادة على إطالة خدمة من في الميدان، أو تكرار الاستدعاء لوحدات مجرّدة، وكلاهما يفاقم الإنهاك، بجانب اختلال ميزان الوقت: كلما طال أمد الحرب زادت كلفة “الوقت” على الجانب الإسرائيلي أكثر من خصومه؛ إذ يتضاعف الإرهاق النفسي والأُسَري والاقتصادي داخل جمهور الاحتياط، وتعقيد القيادة والسيطرة، حيث إن القيادة تجد نفسها بين تشديد العقوبات للحفاظ على الانضباط، أو تقديم تنازلات رفاهية/مالية ترفع التكلفة وتخلق سابقة.

 

وأشار إلى أن الأثر الاستراتيجي الردع، التجنيد، الشرعية يتمثل في تآكل الردع المعنوي، خاصة أن أحد عناصر الردع هو صورة الجندي المستعد نفسيًا وطويل النفس. تسرّب صور الانتحار والاحتجاجات يخصم من هذه الصورة لدى الخصوم والجمهور الدولي، بجانب سلسلة الإمداد البشري مستقبلًا لأن ارتفاع المخاطر النفسية وسمعة الخدمة بعد حرب طويلة يضعف التطوّع للوحدات النوعية ويزيد محاولات التهرّب من الخدمة الإلزامية والهجرة المهنية خارج المؤسسة العسكرية، بجانب شرعية الحرب داخليًا، فرفض الاحتياط يُترجم سياسيًا إلى احتجاجات اجتماعية وضغط على الحكومة، ما يضيّق هامش المناورة ويُعجّل بالبحث عن مخارج تفاوضية أو وقف إطلاق نار.

وأكد أن هناك البعد المجتمعي-الاقتصادي، لأن فاتورة ممتدة، وكلفة العلاج والدعم النفسي والتعويضات تمتد لسنوات؛ ما يضغط الموازنة ويزاحم بنود التسليح والتطوير، بجانب تعميم القلق الوطني، فعندما تنتشر قصص الانتحار والاضطراب النفسي داخل عائلات الجنود، يتحوّل القلق من “عبء حرب” إلى سؤال وجودي عن الثمن المجتمعي لاستمرارها.


ولفت إلى أن لدى الجيش الإسرائيلي بنية علاج نفسي وتمارين “تفريغ ضغوط” وتناوب ميداني، وسياسة إعلامية للسيطرة على السردية، وإطار قانوني يُضيّق الهروب من الاستدعاء. هذه أدوات تقلّل من الاندفاع الانهياري السريع، لكنها لا تُلغي التآكل التراكمي مع طول المدة وتعدد الجبهات.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق