أحمد عمر هاشم عاش وتعلم وعلّم في الأزهر.. وودعناه من داخله

السبت، 11 أكتوبر 2025 07:08 م
أحمد عمر هاشم عاش وتعلم وعلّم في الأزهر.. وودعناه من داخله
منال القاضي

 
العالم الأزهري "محدث" عصره.. رحل وترك إرثًا علميًا ودعويًا حافلًا 
 
 
من داخل الجامع الأزهر، حيث أفنى سنين طويلة من عمره في محراب العلم والتعلم، ودّع الدكتور أحمد عمر هاشم، أبرز علماء الأزهر الشريف، ورمز من رموز الوسطية والاعتدال في الفكر الإسلامي، العالم، الثلاثاء الماضى، بعدما توفي عن عمر يناهز 84 عامًا بعد صراع طويل مع المرض، تاركًا إرثًا علميًا ودعويًا حافلًا.
 
ولد الدكتور هاشم، في 6 فبراير 1941 بقرية بني عامر بمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، وتخرج في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام 1961، ثم حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في الحديث وعلومه بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف؛ لتبدأ مسيرته العلمية كأحد أبرز المتخصصين في علوم الحديث داخل الأزهر.
 
وامتدت مسيرته العلمية أكثر من خمسة عقود، حيث بدأ حياته كعضو هيئة تدريس بكلية أصول الدين، ثم شغل منصب عميد الكلية، وتدرج في المناصب الجامعية ليصبح نائب رئيس جامعة الأزهر للتعليم والشؤون الطلابية، والدراسات العليا والبحوث، حتى وصل إلى رئاسة الجامعة، وخلال هذه الفترة، ساهم في تطوير المناهج التعليمية، وتعزيز البحث العلمي، ورفع كفاءة الكوادر التدريسية، ما أكسبه احترام الطلاب والزملاء على حد سواء.
 
وترك الدكتور هاشم، أثرًا عميقًا في نفوس طلابه داخل مصر وخارجها، حيث تخرّج على يديه مئات العلماء والدعاة الذين حملوا فكره الوسطي إلى كل أنحاء العالم الإسلامي، وكان حريصًا على غرس قيم الاعتدال والتسامح وحب الوطن في نفوس الشباب، وأكد أن العلم لا ينفصل عن الأخلاق وأن الداعية الحق هو من يجمع بين الفهم الصحيح والسلوك الراقي.
 
وألّف الدكتور هاشم أكثر من 120 كتابًا ومؤلفًا تناولت مواضيع مختلفة، من الحديث والسنة إلى السيرة وعلوم الشريعة، وتميزت مؤلفاته بالدقة العلمية والمنهجية النقدية المتوازنة، ما جعلها مرجعًا مهمًا للطلاب والباحثين.
 
حصل على جوائز وتكريمات عديدة، أبرزها جائزة الدولة للتقدير وميدالية العلوم والفنون من الطبقة الأولى، كما اختارته جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم شخصية إسلامية متميزة؛ تقديرًا لإسهاماته العلمية والدعوية، ومن أبرز مؤلفاته السيرة النبوية للفتيان، وموسوعة الأحاديث النبوية، من هدى السنة النبوية، ومباحث في الحديث الشريف، وفي رحاب الهدي النبوي، وحجية السنة النبوية والرد على منكريها، والنفس في القرآن، التضامن في مواجهة التحديات، والسيرة النبوية للفتيان، والسنة النبوية في مواجهة التحديات، والتربية الإسلامية للصف الأول الثانوي والأمن في الإسلام.
 
وعُرف الدكتور هاشم بأسلوبه المعتدل في الدعوة، حيث ركز على التمسك بالسنة النبوية والدعوة الوسطية، مُحذرًا من الغلو والتطرف، حريصًا على الدقة العلمية في الأحاديث والسُّنن، وشارك في مؤتمرات ومؤسسات علمية محلية ودولية، وكان له دور بارز في نشر الثقافة الإسلامية وتعليم أجيال جديدة من العلماء في الأزهر، كما قدّم رؤى علمية في قضايا الفتوى والتعليم الديني والتجديد المنضبط.
 
شغل الدكتور أحمد عمر هاشم، العديد من المناصب الرفيعة، منها عضوية هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف وعضوية مجمع البحوث الإسلامية وعضوية المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وعضوية المجلس الأعلى للثقافة وعضوية المجلس الأعلى للجامعات، وعضوية مجلس الشعب المصري لعدة دورات، رئاسة المركز العام لجمعيات الشبان المسلمين العالمية حتى عام 2005.
  
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق