شمس الفراعنة تشرق في كأس العالم 2026

الأحد، 12 أكتوبر 2025 01:00 ص
شمس الفراعنة تشرق في كأس العالم 2026
إسلام ناجي

احتفالية كبرى في مباراة غينيا بيساو بستاد القاهرة بالتأهل الرابع للمونديال العالمى

العميد حسام حسن يكتب التاريخ بالصعود لاعباً ومدرباً.. والثلاثى الذهبى صلاح والشناوي وتريزيجيه يتأهلون للمرة الثانية

 

لم يكن السادس من أكتوبر هذا العام مجرد ذكرى لانتصار عسكري خالد، بل تحول إلى موعد متجدد مع الفخر الوطني، بعدما دون منتخب مصر سطرًا جديدًا في سجل المجد بصعوده رسميًا إلى كأس العالم 2026، في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، قبل نهاية التصفيات بجولة كاملة، متصدرًا مجموعته برصيد 23 نقطة، بعد فوزهم الأربعاء الماضى على جيبوتى بثلاثية نظيفة أحرزهم محمد صلاح "هدفين" وإبراهيم عادل، في المباراة التي أقيمت في المغرب، ليجمع المصريون بين احتفالين لا يفصل بينهما سوى الزمن، في مشهد امتزجت فيه مشاعر النصر القديم بفرحة الحلم الجديد، ليصبح السادس من أكتوبر يومًا يتجدد فيه معنى العبور من جبهات القتال إلى ميادين الرياضة.

وهنأ الرئيس عبد الفتاح السيسى، أبطال منتخبنا الوطني لكرة القدم بمناسبة التأهل المستحق إلى بطولة كأس العالم 2026، وقال موجهاً حديثه للاعبيين: لقد أدخلتم الفرحة في قلوب المصريين الذين تابعوا مسيرتكم بكل فخر واعتزاز، وأثبتّم أن الإصرار والعزيمة طريق الإنجاز. هذا التأهل هو ثمرة جهد مخلص وتفانٍ من اللاعبين والجهازين الفني والإداري، ويستحق كل التقدير والاحترام، وأدعوكم إلى مواصلة العمل الجاد وبذل أقصى الجهد خلال منافسات كأس العالم، لتقديم أداء يليق بمكانة مصر وتاريخها الكروي، ويعكس صورة مشرفة عن الرياضة المصرية أمام العالم. أسأل الله أن يوفقكم في مشواركم القادم، وأن تظلوا دائمًا مصدر فخر وسعادة لمصر وشعبها. تحيا مصر.

ومن المقرر ان تتحول مباراة الفراعنة الختامية في تصفيات كأس العالم، أمام نظيره غينيا بيساو، غداً الأحد المقبل، 12 من أكتوبر الجاري، إلى احتفالية كبرى للجماهير المصرية، في ستاد القاهرة الدولي.

واحتفل لاعبو المنتخب والجهاز الفني بالتأهل من قلب ملعب العربي الزوالي بالمغرب، في حضور الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، وأعضاء اتحاد الكرة، وعدد من أعضاء الجالية المصرية في المغرب، فيما عبر المهندس هاني أبوريدة رئيس اتحاد الكرة عن سعادته وفخره بتأهل المنتخب المصري، وقال إنه لمن دواعي السرور والفخر والشرف أن وفقنا الله بصعود المنتخب الوطني الأول لنهائيات كأس العالم 2026 في ذكرى نصر أكتوبر المجيد وأنا أتولى رئاسة مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم"، متقدماً بالتهنئة والشكر إلى الرئيس عبد للفتاح السيسي، قائد نهضة مصر الحديثة، والراعي الأول للرياضة في وطننا الحبيب.

وفي الوقت الذي ترفرف فيه أعلام مصر احتفاء بذكرى العبور العظيم، علت الهتافات في الشوارع والمقاهي بعد صافرة الصعود، لتعود البهجة إلى القلوب، ويثبت الفراعنة أن الانتصارات لا تعرف حدود الميادين، وأن من حرر الأرض بالأمس قادر على تشريفها اليوم فوق أرض الملاعب، ليعلن عودته إلى الساحة العالمية من أوسع الأبواب، ويعيد إلى الملايين من الجماهير فرحة طال انتظارها منذ آخر مشاركة في العرس العالمي بروسيا 2018، مؤكداً أن روح أكتوبر لا تزال تلهم أبناء الوطن في كل زمان وميدان.

 

إنجاز تاريخي في عهد الرئيس السيسي

جاء تأهل منتخب مصر إلى كأس العالم 2026 ليضاف إلى قائمة الإنجازات الوطنية التي تحققت في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي أولى الرياضة المصرية اهتمامًا غير مسبوق، باعتبارها أحد ركائز القوة الناعمة ومجالًا لإبراز قدرات الدولة المصرية أمام العالم، فقد تحقق الصعود للمرة الثانية إلى المونديال في فترة رئاسته، بعد المشاركة السابقة في روسيا 2018، ليؤكد ذلك أن الدعم الرئاسي المستمر للرياضة لم يكن شعارات بل واقعًا يترجم إلى نتائج على أرض الملعب.

وتعكس هذه الإنجازات حرص القيادة السياسية على توفير بيئة استقرار إداري وفني داخل المنظومة الرياضية، والتي أسهمت في عودة المنتخب الوطني إلى الواجهة العالمية، وفتحت الطريق أمام جيل جديد من اللاعبين ليحمل راية الفراعنة بثقة على الساحة الدولية.

وفي ظل هذا الدعم الرئاسي، واصل المهندس هاني أبوريدة رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم ترسيخ اسمه كأحد أبرز القادة الرياضيين في تاريخ الكرة المصرية، بعدما أصبح أول رئيس لاتحاد الكرة يقود المنتخب إلى كأس العالم مرتين خلال فترة رئاسته، فقد شهد عهده إنجاز التأهل إلى مونديال روسيا 2018، ثم كرر الإنجاز ذاته في بطولة 2026 التي تستضيفها أمريكا وكندا والمكسيك، ليكتب فصلًا جديدًا في مسيرته الإدارية الحافلة.

ويمثل هذا الإنجاز امتدادًا لتاريخ رؤساء الاتحاد الذين رافقوا محطات المنتخب الكبرى، فكانت المشاركة الأولى في مونديال 1934 بإيطاليا في عهد حسين صبري باشا، والثانية عام 1990 في عهد الدكتور حسن عبدون، ثم جاء أبوريدة ليقود مصر في 2018 و2026، محققًا إنجازًا لم يسبقه إليه أحد، ومثبتا أن الإدارة الواعية والقيادة المستقرة هما الطريق الحقيقي للنجاح.

 

بعد 36 عام.. العميد يكمل ما بدأه الجنرال

من جديد، أثبت المدرب المصري أنه الأقدر على صناعة الحلم، بعدما قاد حسام حسن المنتخب الوطني إلى كأس العالم 2026، ليعيد للأذهان إنجاز الجنرال محمود الجوهري الذي صعد بالفراعنة إلى مونديال 1990 في إيطاليا، وبين الجوهري وحسام حسن 36 عامًا من الانتظار، تغيرت خلالها الأجيال وتبدلت الظروف، لكن بقي الإصرار المصري حاضرًا، ليؤكد أن الروح الوطنية وحدها قادرة على فتح أبواب المجد، وأن المدرب المحلي عندما تمنح له الثقة يستطيع أن يكتب التاريخ بأقدام أبنائه.

حسام حسن، الذي كان أحد أبطال الجوهري في رحلة التأهل التاريخية عام 1990، عاد اليوم ليكمل الحكاية من موقع القيادة الفنية، محققًا إنجازًا فريدًا لا مثيل له في الكرة المصرية، بعدما صعد بالمصريين إلى المونديال لاعبًا ومدربًا، إنها دورة الزمن التي منحت "العميد" فرصة رد الجميل للكرة المصرية، فكما احتفل لاعبًا في إيطاليا، احتفل اليوم مدربًا وهو يرى علم مصر يرفرف من جديد بين كبار العالم..

ويكتب حسام حسن فصلًا فريدًا في تاريخ الكرة المصرية، بعدما نجح في قيادة المنتخب الوطني إلى كأس العالم مرتين، الأولى وهو لاعب ضمن جيل 1990 بقيادة محمود الجوهري، والثانية وهو مدير فني يقود بنفسه الجيل الحالي نحو مونديال 2026.

هذا الإنجاز الاستثنائي يضع حسام حسن في مكانة خاصة بين رموز الكرة المصرية، فهو لم يكتف بكونه هدافًا تاريخيًا للفراعنة وأحد أبرز من ارتدى قميص المنتخب، بل عاد بعد أكثر من ثلاثة عقود ليقود أبناء بلده من مقعد التدريب نحو الحلم ذاته، في مشهد يجسد معنى الولاء والانتماء والقدرة على تحقيق الإنجاز من كل موقع.

منذ تولي التوأم حسام حسن القيادة الفنية للمنتخب، ظهر الإصرار على بناء فريق جديد بروح قتالية وانضباط تكتيكي واضح، فكان الرهان على اللاعبين المحليين، والاعتماد على السرعة والقوة البدنية، والضغط المستمر في كل خطوط الملعب، وهي السمات التي ميزت أداء المنتخب في مشواره نحو المونديال.

أعاد التوأم حسن الثقة إلى اللاعبين والجماهير، ونجح في خلق حالة من الوحدة والانضباط داخل المعسكر، جعلت المنتخب يتعامل مع كل مباراة وكأنها نهائي، حتى أصبح التأهل مجرد نتيجة طبيعية لمسار عمل منظم وجهد متواصل امتد لأشهر طويلة.

 

ثلاثي من ذهب.. صلاح والشناوي وتريزيجيه يكتبون التاريخ من روسيا إلي أمريكا

سطر ثلاثي المنتخب الوطني محمد صلاح، ومحمد الشناوي، ومحمود حسن تريزيجيه، فصلًا جديدًا في تاريخ الكرة المصرية، بعد تأهل الفراعنة رسميًا إلى كأس العالم 2026، ليصبح الثلاثي الوحيد من الجيل الحالي الذي يشارك في المونديال للمرة الثانية، بعد ظهوره الأول في نسخة روسيا 2018، في إنجاز يعكس الاستمرارية والالتزام داخل هذا الجيل الذي أعاد لمصر مكانتها على الساحة العالمية.

ويمثل هذا الإنجاز تتويجًا لمسيرة حافلة للثلاثي، الذين لعبوا دورًا حاسمًا في عودة مصر للمشاركة المونديالية بعد غياب دام 28 عامًا، عندما ساهموا بقوة في التأهل إلى روسيا 2018، والآن يواصلون كتابة التاريخ بمشاركتهم المرتقبة في نسخة 2026، ويجسد هذا الصعود المتتالي حجم الخبرة والقيادة التي يتمتع بها هذا الجيل، حيث يحمل كل من صلاح، والشناوي، وتريزيجيه آمال الجماهير المصرية في تقديم أداء مشرف يعكس تطور الكرة المصرية على الساحة الدولية.

 

من إخفاق قطر إلى فرحة كندا والمكسيك وأمريكا

بعد إخفاق التأهل إلى كأس العالم 2022 في قطر أمام السنغال بركلات الترجيح، عاش الشارع المصري فترة من الإحباط، لكن سرعان ما تحولت خيبة الأمل إلى دافع قوي لبناء جيل جديد قادر على استعادة الكبرياء الكروي.

ومع بداية مشوار التصفيات، تغيرت ملامح المنتخب، فظهرت الجدية في الأداء، وبرزت روح التحدي داخل كل لاعب، حتى تصدر الفراعنة مجموعتهم بجدارة، دون خسارة، ليضمنوا التأهل إلى مونديال 2026 قبل الجولة الختامية أمام غينيا بيساو، في إنجاز يؤكد أن الكرة المصرية استعادت هيبتها من جديد.

 

تاريخ مشاركات الفراعنة في كأس العالم من 1934 إلي 2026

 1934 .. أول خطوة في التاريخ

حين دون اسم مصر في قائمة المشاركين بكأس العالم 1934، لم يكن العالم يعرف شيئًا عن الكرة الإفريقية، لكن الفراعنة اقتحموا التاريخ كأول منتخب عربي وإفريقي يشارك في البطولة العالمية التي استضافتها إيطاليا، ليكونوا الرواد الأوائل للقارة السمراء في المحفل الأكبر.

وواجه المنتخب المصري نظيره المجري في مدينة نابولي، وقدم أداءً بطوليًا رغم الخسارة بنتيجة 4-2، وسجل عبد الرحمن فوزي هدفين دخل بهما التاريخ كأول لاعب عربي وإفريقي يهز شباك المونديال، لتبدأ من هناك الحكاية الأولى مع كأس العالم.

1990.. جيل الجوهري يعود بالمجد

بعد غياب دام 56 عامًا، عاد المنتخب المصري إلى كأس العالم من جديد في نسخة 1990 بإيطاليا، بقيادة الجنرال محمود الجوهري، الذي صنع من جيل التسعينات علامة مضيئة في تاريخ الكرة المصرية.

ووقع المنتخب في مجموعة صعبة ضمت إنجلترا وهولندا وإيرلندا، لكنه ظهر بشخصية قوية وأداء منظم، فتعادل مع هولندا بهدف مجدي عبد الغني الشهير، وتعادل سلبيًا مع إيرلندا، وخسر بصعوبة أمام إنجلترا، ليودع البطولة مرفوع الرأس بعد أداء نال احترام الجميع.

 

2018.. عودة الحلم مع محمد صلاح

انتظر المصريون 28 عامًا أخرى ليشاهدوا منتخبهم في المونديال، حتى جاءت اللحظة المنتظرة في 2018، عندما قاد محمد صلاح المنتخب إلى نهائيات روسيا، بعد ركلة جزاء لا تنسى أمام الكونغو في ستاد برج العرب، أشعلت فرحة الملايين وأعادت الحلم من جديد.

وشارك المنتخب في مجموعة ضمت روسيا وأوروجواي والسعودية، وقدم أداءً جيدًا في الافتتاح أمام أوروجواي قبل أن يخسر في الدقائق الأخيرة، ثم تراجعت النتائج في المباراتين التاليتين، ليودع البطولة، لكنه ترك أثرًا عاطفيًا كبيرًا في نفوس الجماهير التي رأت صلاح ورفاقه يعيدون مصر إلى مكانها الطبيعي بين كبار العالم.

منتخب مصر يطرق أبواب كأس العالم للمرة الرابعة عن طريق جيبوتى.. الفوز يحسم بطاقة التأهل للمونديال رسميا.. 3لاعبين ينتظرون التأهل للمرة الثانية.. حسام حسن يعادل إنجاز الجوهرى.. الفوز العاشر هدف التوأم مع الفراعنة

 

مكاسب منتظرة من التأهل للمونديال

وسيحصد منتخب مصر مكاسب مالية ضخمة، حيث سيحصل على 10.5 مليون دولار من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، ووفقاً للمعايير المالية المعتمدة، يحصل كل منتخب متأهل إلى كأس العالم على مبلغ 1.5 مليون دولار كمساهمة أولية تُصرف قبل انطلاق البطولة، لتغطية تكاليف المعسكرات التدريبية، والسفر، والاستعدادات اللوجستية.

كما سيضمن منتخب مصر الحصول على 9 ملايين دولار على الأقل بعد انتهاء مشاركته في بطولة كأس العالم 2026، وهي المكافأة التي تُمنح لكل منتخب يشارك في الدور الأول، حتى لو لم يتأهل إلى الأدوار التالية، ليصل مجموع المكافآت مبدئياً إلى 10.5 مليون دولار.

 

 

ولعب المنتخب الوطني المباراة ضد جيبوتي بتشكيل مكون من: في حراسة محمد الشناوي، وفي الدفاع محمد هاني، رامي ربيعة، وحمدي فتحي، ومحمد حمدي، وفي الوسط مروان عطية، أحمد سيد زيزو، ومحمود تريزيجيه ، وفي الهجوم إبراهيم عادل، محمد صلاح، ومصطفي محمد.

 وعلى دكة البدلاء جاء كل من: "مصطفى شوبير - محمد صبحي - خالد صبحي - عمرو الجزار - حسام عبد المجيد - ياسر إبراهيم - أحمد نبيل كوكا - أحمد عيد - محمود صابر - مهند لاشين - مصطفى فتحي - أسامة فيصل".

وضمت قائمة منتخب مصر كل من: "محمد الشناوي، مصطفي شوبير، محمد صبحي، عبد العزيز البلعوطي، محمد هاني ، أحمد عيد، رامي ربيعة ، خالد صبحي ، ياسر إبراهيم ، عمرو الجزار، حسام عبد المجيد، محمد حمدي، أحمد نبيل كوكا، مروان عطيـة، حمدي فتحي، مهند لاشين، محمود صابر ، أحمد سيد زيزو، محمود تريزيجيه، إبراهيم عادل، مصطفي فتحي، محمد صلاح، مصطفي محمد، أسامة فيصل".

وكانت الإصابة قد تسببت في غياب بعض اللاعبين عن القائمة، بينهم عمر مرموش ومحمد عبد المنعم ومحمد شحاتة ونبيل عماد دونجا وإمام عاشور وصلاح محسن ومحمود عبدالحفيظ زلاكة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق