طارق العكاري لـ"كلمة أخيرة": مصر أقنعت ترامب بأن نزع سلاح حماس سيخلق فراغًا أمنيًا في غزة

كشف الدكتور طارق العكاري، المتخصص في الشأن الاستراتيجي والعسكري، عن تفاصيل دقيقة لخطة الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة والدور المحوري الذي لعبته مصر في إقناع الإدارة الأمريكية السابقة بتجنب سيناريو الفوضى في القطاع.

 

وخلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد سالم في برنامج "كلمة أخيرة" على قناة "ON"، أوضح العكاري أن خطة الانسحاب الإسرائيلي، المعروفة بـ "الخط الأصفر"، تقضي بتراجع القوات الإسرائيلية لمسافة تتراوح بين 4 إلى 6 كيلومترات من ساحل البحر على طول القطاع، مؤكدًا أن هذا الانسحاب يجب أن يكون كاملاً بحيث لا تبقى أي آلية عسكرية إسرائيلية داخل هذا النطاق. وأشار إلى أن الجانب الإسرائيلي لا يزال متمركزًا في بعض المناطق مثل محور "كيسوفيم" ولم يلتزم بالخطة بشكل كامل بعد، لكنه توقع أن الانسحاب سيتم في نهاية المطاف.

 

 

وفجر العكاري مفاجأة من العيار الثقيل حين أكد أن "مصر هي من أقنعت الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بأن نزع سلاح حماس بشكل كامل سيؤدي إلى فراغ أمني واحتلال أهلي في غزة". وأضاف أن الدبلوماسية المصرية حذرت من أن هذا السيناريو قد يؤدي إلى ظهور فصائل أكثر تشددًا، وهو ما دفع ترامب للموافقة على أن تقوم حماس بأعمال شرطية بشكل مؤقت، على أن يتم استبدالها لاحقًا بقوات شرطية متخصصة تشرف مصر على تدريبها.

 

وفيما يتعلق بمستقبل حكم القطاع، رجح العكاري أن حماس ستضطر لقبول الاندماج في منظومة أمنية وإدارية موحدة، قائلاً: "ليس لديهم حلول أخرى". وأكد أن استمرار الوضع الحالي القائم على الفصائل والتنظيمات المسلحة لا يمكن أن يؤسس لدولة، مشددًا على أن "الدولة تقوم على أرض وشعب وحكومة واحدة وجيش واحد وشرطة واحدة".

 

وحول دور السلطة الوطنية الفلسطينية، توقع العكاري أن يكون لها دور "شكلي" في البداية، مع إمكانية ظهور رموز وشخصيات توافقية جديدة، ربما من بين الأسرى المفرج عنهم، لقيادة المرحلة القادمة وتحقيق التوافق بين مختلف الأطياف الفلسطينية.