انتعاشة تاريخية.. الأقصر تستقبل أفواجًا من 38 دولة وتعيد وهج السياحة الثقافية المصرية
الثلاثاء، 14 أكتوبر 2025 11:34 ص
تشهد مدينة الأقصر في الأسابيع الأخيرة طفرة سياحية غير مسبوقة، تعكس عودة الزخم العالمي إلى المقصد المصري بعد أعوام من التحديات.
فالمعابد الفرعونية والمواقع الأثرية في شرق وغرب المدينة تعج يوميًا بوفود سياحية من 38 دولة حول العالم، تتنقل بين معابد الكرنك والأقصر ومقابر وادي الملوك والملكات، في مشهدٍ يوحي بانطلاقة موسم استثنائي، مدعوم بزيادة رحلات اليوم الواحد القادمة من مدن البحر الأحمر، خصوصًا الغردقة ومرسى علم.
وتُظهر جولات المراسلين داخل معابد الكرنك أن الحركة السياحية بلغت مستويات عالية من النشاط، إذ تمتزج اللغات واللهجات بين جدران النقوش المقدسة والمسلات التاريخية، بينما تصطف الحافلات السياحية على امتداد الطريق المؤدي إلى بوابات المعبد في مشهدٍ لم تعرفه المدينة منذ سنوات.
ويؤكد العاملون بالقطاع أن هذه الانتعاشة تعود إلى سلسلة من الإجراءات الحكومية لتيسير حركة السياح، وتكثيف جهود التسويق الدولي، وتحسين البنية التحتية في مناطق الجذب الأثري.
في شرق المدينة، تحولت معابد الكرنك والأقصر إلى مسرح حيّ للزوار القادمين من أوروبا وآسيا والأميركيتين، بينما يزداد الإقبال على طريق الكباش الذي أعيد افتتاحه مؤخرًا ليكون شاهدًا على مجد طيبة القديمة.
أما في البر الغربي، فتبدو مقابر وادي الملوك والملكات عامرة بزوارٍ يسعون لاكتشاف أسرار الفراعنة وسط أجواء تنظيمية مميزة وإقبال متصاعد على الأنشطة الترفيهية المرافقة.
ويُعد “البالون الطائر” في سماء غرب الأقصر عنوانًا آخر لسحر التجربة السياحية، إذ تنطلق الرحلات مع شروق الشمس يوميًا لتُحلّق بعشرات السائحين على ارتفاعات تصل إلى مئات الأمتار، كاشفةً عن بانوراما خلابة تجمع بين شريط النيل والمعابد والمزارع المحيطة.
تلك التجربة أصبحت رمزًا لفرادة الأقصر على خريطة السياحة العالمية، حيث تُصنف المدينة حاليًا ضمن أفضل ثلاث وجهات في العالم لرحلات البالون الطائر من حيث عدد الشركات والموديلات والخدمات المقدمة.
وتشير تقارير ميدانية إلى أن حركة السياحة في الأقصر لم تعد مقتصرة على الزوار المقيمين في الفنادق، بل تشمل رحلات اليوم الواحد المنظمة من المدن الساحلية، التي تُسهم في زيادة معدلات الإشغال وتنشيط الاقتصاد المحلي.
كما استفاد السوق السياحي من الترويج المكثف عبر المنصات الإعلامية والصحافة المصرية، التي لعبت دورًا فاعلًا في نقل المشهد العالمي للأقصر وتقديمه برؤية مهنية تواكب التحولات الجديدة في صناعة السياحة.
وبين سحر المعابد القديمة وبهاء السماء المضيئة بالبالونات، تعود الأقصر اليوم لتثبت مكانتها كعاصمة السياحة الثقافية في العالم، وواجهة مصر الأولى نحو الزائر الأجنبي الباحث عن التاريخ والحضارة والجمال.
إنها شهادة جديدة على قدرة المقصد المصري على التجدد، وعلى حيوية الصحافة الوطنية في رصد هذا الحراك السياحي الذي يعيد الحياة إلى قلب طيبة الخالدة.
3