في خطوة منهجية غير مسبوقة، أطلقت وزارة الأوقاف، مبادرة "صحح مفاهيمك"، بهدف تصحيح مجموعة واسعة من المفاهيم والسلوكيات السلبية التي تمس حياة الناس اليومية، وتؤثر على منظومة القيم الأخلاقية والدينية في المجتمع، وذلك من خلال خطة توعية وطنية شاملة تمتد لعام كامل، وتشمل أكثر من 40 قضية محورية.
وأصدرت مبادرة "صحح مفاهيمك"، تقريرا حول "التحرش"، أكدت فيه أن هذا السلوك بجميع أنواعه اللفظي والجسدي والإلكتروني، ظاهرة اجتماعية مقلقة تتطلب مواجهة شاملة، والتصدي لها واجب شرعي وأخلاقي يبدأ من الفرد ويمتد إلى الأسرة والمؤسسات والدولة، كما أن مكافحة التحرش تحفظ الكرامة الإنسانية وتؤسس لمجتمع آمن وعادل، فلا إصلاح بلا احترام متبادل، ولا عدالة دون حماية الضعيف.
مفهوم التحرش وتوصيفه
التحرش بجميع أنواعه سلوك غير مرغوب فيه، يحمل طابعًا جنسيًّا أو عدوانيًّا، يصدر عن طرف تجاه طرف آخر دون رضاه، ويؤدي إلى انتهاك جسدي أو نفسي أو اجتماعي، لا يقتصر التحرش على الفعل الجسدي، بل يشمل - أيضًا:
التحرش اللفظي: مثل التعليقات الجنسية، التصفير، أو الإيحاءات المهينة.
التحرش الجسدي: كاللمس غير المرغوب فيه أو الاقتراب المفرط.
التحرش البصري: كالنظرات المتفحصة أو الإيماءات ذات الطابع الجنسي.
التحرش الإلكتروني: عبر الرسائل أو الصور أو المضايقات على وسائل التواصل الاجتماعي.
التحرش المؤسسي: في أماكن العمل أو التعليم، وقد يتضمن استغلال السلطة أو النفوذ.
التحرش الأسري: حين يصدر من أحد أفراد الأسرة، ويُعد من أخطر أنواعه لارتباطه بالثقة والأمان الداخلي.
والتحرش بجميع أنواعه هو سلوك غير مرغوب فيه يحمل طابعًا جنسيًّا أو عدوانيًّا، يصدر عن فرد أو مجموعة تجاه شخص آخر دون رضاه، ويؤدي إلى انتهاك جسدي أو نفسي أو اجتماعي، ويشمل ذلك التحرش اللفظي، مثل: التعليقات الجنسية والتصفير، والجسدي كالمس غير المرغوب فيه، والبصري كالنظرات المتفحصة، والإلكتروني عبر الرسائل والصور، والمؤسسي في أماكن العمل والتعليم، وحتى داخل الأسرة هذا السلوك لا يرتبط بمظهر الضحية أو سلوكها، بل هو فعل اختياري من المتحرش، ويُعدّ جريمة قانونية وأخلاقية تستوجب المواجهة والتجريم.
والتحرش مهما تعددت أشكاله أو تنكّرت خلف أقنعة الحياة اليومية هو فعلٌ جائر يقتحم المساحة الشخصية للإنسان ويُحطّم خطوطه الآمنة بصمتٍ مؤذٍ يبدأ كهمسة مزعجة أو نظرة متطفلة، وقد يتطور إلى فعلٍ سافرٍ يُحدث خللًا في إدراك الضحية لذاته وللعالم من حوله، في كل مرة يتكرر فيها، يغرز شوكة في جسد الثقة، ويجعل من الروح مسرحًا للصراع بين الإنكار والغضب والخجل، لا يشعر الضحية فقط بالألم، بل يختبر هشاشة العلاقة مع المجتمع، ويتساءل في صمت: هل كنت أنا السبب؟ كيف أستعيد حقي دون أن أُدان؟ يتسلّل العجز إلى تفاصيل يومه، وتتراجع قدرته على التركيز، ويصبح التفاعل مع الآخرين عبئًا، ويغدو النوم قلقًا، واليقظة مرهقة، ومع كل نظرة لوم أو تجاهل من المحيط تزداد المعاناة تعقيدًا، ويتحول التحرش إلى حدثٍ لا يُنسى، بل إلى ندبةٍ نفسية تسكن الزوايا المعتمة من الذاكرة، مواجهة هذا الأذى لا تكون بالصمت، بل بتوفير بيئةٍ واعية تحمي وتحتوي، وبكسر دوائر التواطؤ المجتمعي، وإعادة الاعتبار للضحية كإنسان يستحق الدعم لا الشك، فكل كلمة تواسي، وكل يدٍ تمتد للحماية، هي خطوة نحو تعافٍ حقيقي، ونحو عالمٍ أكثر إنصافًا وأمانًا.
ويمكن التمثيل لآثار التحرش وأضراره النفسية والاجتماعية فيما يلي:
الآثار النفسية للتحرش:
القلق والتوتر المستمر:
الضحية تعيش في حالة ترقب وخوف من تكرار التجربة.
الاكتئاب:
شعور بالحزن العميق، فقدان الشغف، وانخفاض الطاقة.
الصدمة النفسية:
استرجاع مستمر للتجربة، كوابيس، وتجنب الأماكن أو الأشخاص المرتبطين بها.
فقدان الثقة بالنفس:
شعور بالذنب أو القذارة، وكأن الخطأ كان منها.
الانعزال والانطواء:
الضحية تفضل البعد عن الناس خوفًا من اللوم أو التكرار.
صعوبة في التركيز:
التفكير في التجربة يشتت الانتباه ويؤثر على الأداء الدراسي أو المهني.
الانفصال عن الواقع:
شعور بالخدر أو كأن الشخص خارج جسده أثناء أو بعد التعرض للتحرش.
الآثار الاجتماعية للتحرش:
العزلة الاجتماعية:
الضحية تبتعد عن المجتمع، وتفقد علاقاتها تدريجيًّا.
توتر العلاقات الأسرية:
صعوبة في الحديث عن التجربة، أو ردود فعل سلبية من الأهل.
تراجع الأداء الأكاديمي والمهني:
الضغط النفسي يؤثر على التركيز والإنتاجية.
فقدان الأمان المجتمعي:
الضحية تشعر أن المجتمع لا يحميها، مما يزيد من الشعور بالتهديد.
وصمة اجتماعية:
أحيانًا يُلام الضحية بدلًا من المعتدي؛ مما يزيد الألم النفسي.
أماكن انتشار التحرش
في زحام المدن لا يقتصر التحرش على نوعٍ واحد، بل يتخذ أشكالًا متعددة تتسلل إلى تفاصيل الحياة اليومية، من اللفظي إلى الجسدي، ومن البصري إلى الإلكتروني، وكلها تتشارك في اقتحام خصوصية الإنسان وانتهاك أمانه النفسي، وأماكن انتشاره ليست محصورة، بل تتسع لتشمل فضاءات عامة وخاصة، وتتحول إلى مسارح صامتة لانتهاكات متكررة.
في الشوارع والميادين؛ حيث يُفترض أن يسير الإنسان بحرية، يتسلل التحرش كظلٍ ثقيل، يلاحق الخطى ويزرع الخوف، كما حدث في ميدان التحرير الذي شهد حالات تحرش جماعي مؤلمة.
أما وسائل النقل العامة، فهي بيئة خصبة للتحرش الجسدي واللفظي، خاصة في ساعات الذروة؛ حيث يختفي الصوت وسط الزحام، ويصعب الاستغاثة.
أماكن العمل التي يُفترض أن تكون ساحات للإنتاج والاحترام، قد تتحول إلى فضاء لانتهاكات سلطوية حين يستغل زميل أو مدير نفوذه ليمارس تحرشًا صامتًا.
وفي المدارس والجامعات؛ حيث يُنتظر أن يُزرع العلم، قد يُغرس الخوف بدلًا منه حين يتحول المعلم أو الطالب إلى مصدر تهديد، فتتلوث بيئة التعلم بانتهاكٍ لا يُنسى.
حتى الأسواق والمراكز التجارية التي تعج بالحياة قد تُصبح مساحات للانتهاك اللفظي والجسدي، وسط ضجيج لا يترك مجالًا للنجاة. أما الفضاء الإلكتروني، فقد بات ساحة جديدة للتحرش، حيث تُرسل الرسائل المسيئة، وتُستخدم الصور والإيماءات لإيذاء الضحية عن بُعد.
المؤلم أن بعض المدن العربية تسجل نسبًا مرتفعة من التحرش، مثل القاهرة التي صُنفت من أخطر المدن على النساء، ودمياط التي سجلت نسبة ٩٣% من النساء تعرضن للتحرش.
هذا الانتشار الواسع يؤكد أن التحرش ليس سلوكًا فرديًّا فحسب، بل ظاهرة مجتمعية تحتاج إلى وعي، وقوانين رادعة، ومساحات آمنة تُعيد للإنسان حقه في السير، والعمل، والتعلّم دون خوف أو انتهاك.
الرأي الشرعي في التحرش بجميع أنواعه
التحرش الجنسي:
من منظور الشريعة الإسلامية، يُعدّ التحرش الجنسي حرامًا شرعًا، وكبيرة من كبائر الذنوب، وجريمة يعاقب عليها القانون، وقد توعد الله من ينتهك أعراض الناس بالعقاب الشديد، وجعل حفظ العرض من الضروريات الخمس التي جاءت الشريعة لحمايتها. [دار الإفتاء المصرية، ٢٥].
ويُعَدُّ التَّحَرُّشُ الجِنْسِيُّ بجميعِ أَنْوَاعِهِ سواءٌ أكانَ لَفْظِيًّا أَوْ جَسَدِيًّا أَوْ بَصَرِيًّا أَوْ إِلِكْتْرُونِيًّا فِعْلًا مُحَرَّمًا شَرْعًا، وَجَرِيمَةً تُنَافِي مَقَاصِدَ الشَّرِيعَةِ فِي حِفْظِ العِرْضِ وَصِيَانَةِ الكَرَامَةِ الإِنْسَانِيَّةِ، فالإسلامُ دينُ الطُّهْرِ وَالعِفَّةِ، وَقَدْ جَاءَتِ النُّصُوصُ القُرْآنِيَّةُ وَالسُّنَّةُ النَّبَوِيَّةُ تُؤَكِّدُ حُرْمَةَ كُلِّ مَا يُؤْذِي النَّاسَ فِي أَعْرَاضِهِمْ، وَتُشَدِّدُ فِي الوَعِيدِ عَلَى فَاعِلِهِ.
قالَ اللهُ تَعَالَى: {وَٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ بِغَيۡرِ مَا ٱكۡتَسَبُواْ فَقَدِ ٱحۡتَمَلُواْ بُهۡتَٰنٗا وَإِثۡمٗا مُّبِينٗا}[الأحزاب: ٥٨] وهذه الآيةُ تُحَرِّمُ كُلَّ أَذًى يُوَجَّهُ إِلَى المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ، وَيَدْخُلُ فِي ذَلِكَ التَّحَرُّشُ الجِنْسِيُّ بِكُلِّ صُوَرِهِ.
وقالَ سُبْحَانَهُ: {قُلۡ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَن} [الأعراف: ٣٣].
وَالتَّحَرُّشُ يُعَدُّ مِنَ الفَوَاحِشِ المُحَرَّمَةِ، سَوَاءٌ كَانَ ظَاهِرًا أَوْ خَفِيًّا.
وفي الحديثِ الشريفِ، قالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - «لَأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لَا تَحِلُّ لَهُ» [رواه الطبراني] .
وَفِي هَذَا الحَدِيثِ تَغْلِيظٌ شَدِيدٌ لِمَنْ يَتَعَدَّى عَلَى حُرْمَةِ المَرْأَةِ، وَيُفِيدُ أَنَّ مَسَّ المَرْأَةِ بِغَيْرِ حَقٍّ يُعَدُّ جَرِيمَةً تَفُوقُ فِي قُبْحِهَا الأَذَى الجَسَدِيَّ، كما قالَ - صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الفَاحِشَ المُتَفَحِّشَ» [رواه البخاري في الأدب المفرد].
وَالفُحْشُ هُوَ كُلُّ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ قَبِيحٍ، وَيَشْمَلُ التَّحَرُّشَ اللَّفْظِيَّ وَالجَسَدِيَّ وَغَيْرَهُ.
فالتحرش الجسدي:
قال النبي ﷺ: «لَأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لَا تَحِلُّ لَهُ» [رواه الطبراني] تغليظ شديد يُبيّن أن مجرد اللمس الآثم يُعدّ جريمة تفوق الأذى الجسدي.
قال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء: ٣٢] التحرش الجسدي يُعدّ من مقدمات الزنا، وهو محرّم بنص القرآن.
وقد أفتت دار الإفتاء المصرية بأنَّ التَّحَرُّشَ جَرِيمَةٌ شَرْعِيَّةٌ مُكْتَمِلَةُ الأَرْكَانِ، لَا تَصْدُرُ إِلَّا عَنْ نُفُوسٍ مَرِيضَةٍ، وَيَجِبُ عَلَى أُولِي الأَمْرِ التَّصَدِّي لَهَا بِالحَزْمِ وَالحِكْمَةِ، حِفَاظًا عَلَى الكَرَامَةِ وَالعِفَّةِ وَالأَمْنِ المُجْتَمَعِيِّ.
التحرش اللفظي:
قال النبي - صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الفَاحِشَ المُتَفَحِّشَ» [رواه البخاري في الأدب المفرد] وهذا يشمل كل قولٍ قبيح أو إيحاء جنسي أو تلميح مؤذٍ، ويُدين التحرش اللفظي صراحة.
قال تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: ٨٣] أي أن الكلام المهين أو المتحرش يُخالف أمر الله بحسن القول.
التحرش البصري:
قال تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} [النور: ٣٠] غضّ البصر واجب، والنظرات المتفحّصة أو المتحرشة تُعدّ مخالفة شرعية.
وقال تعالى: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ} [الحجر: ٨٨]، تحذير من إطلاق النظر بشهوة أو رغبة محرّمة.
التحرش الإلكتروني:
قال تعالى:{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [الإسراء: ٣٦]، يشمل إرسال الرسائل المسيئة أو الصور غير اللائقة، وهو من التعدّي على الآخرين.
قال تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلۡفَٰحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ} [النور: ١٩] نشر الصور أو الرسائل الجنسية عبر الإنترنت يدخل ضمن إشاعة الفاحشة.
التحرش بجميع أنواعه - سواء كان لفظيًّا، جسديًّا، بصريًّا، إلكترونيًّا، أو مؤسسيًّا - ليس مجرد لحظة عابرة من الانتهاك، بل هو شرخٌ عميقٌ في النفس، قد يترك آثاره لسنوات إن لم يُواجه بالعلاج والدعم، فحين يُهمل الإنسان مواجهة هذه التجربة، تتسلل إليه مشاعر الاكتئاب والقلق، وتغدو نوبات البكاء والكوابيس رفيقة يومه، وقد ينسحب من محيطه إلى عزلةٍ قاسية أو يلجأ إلى سلوكيات هروبية كتعاطي المخدرات، تتشوه علاقاته، وتضعف ثقته بنفسه، ويغدو جسده مرهقًا من الألم، وربما يحمل آثارًا جسدية لا تُمحى، أما من يختار طريق العلاج، فيبدأ رحلة استعادة ذاته عبر جلسات نفسية تُعيد ترتيب الفوضى الداخلية، وأدوية تُخفف وطأة الألم، ومجموعات دعم تُشعره أنه ليس وحده.
الخلاصة
يُعدّ التصدي للتحرش بجميع أشكاله مسؤولية مجتمعية شاملة، لا تقتصر على العقوبة القانونية، بل تشمل التوعية، وتغيير الثقافة السائدة، وتوفير بيئة آمنة، وتدريب الكوادر الأمنية، وتفعيل آليات الإبلاغ.
ومن أبرز نتائج مكافحة التحرش:
تعزيز الشعور بالأمان في الأماكن العامة، تحسين الصحة النفسية للضحايا، تقوية الروابط الاجتماعية، ترسيخ قيم الاحترام والمساواة، وتقليل نسب الجريمة والانحراف السلوكي.
إن مواجهة التحرش ليست فقط علاجًا للضحية، بل هي مقاومةٌ لثقافة الصمت، وبناءٌ لمجتمعٍ أكثر إنصافًا وكرامة.