في مقال بعنوان "عذراً يا دونالد ترامب، لكن هذا ليس ما أسميه اتفاق سلام" قال أولمرت إن إسرائيل تخلت عن المواقف التي يمثلها نتنياهو، فلم يتم القضاء على حماس، لكنها تلقت ضربةً قاسيةً ودمر قطاع غزة بالكامل، فمعظم المباني في هذه القطعة الصغيرة من الأرض لم تعد قائمة، ومن المحتمل أن يكون العديد من سكان غزة لا يزالون مدفونين تحت أنقاضها، واعترف أولمرت أن نسبة كبيرة من الـ 67 ألف قتيل، لم يشاركوا في الإرهاب إطلاقا، لكنهم كانوا ضحايا لهجوم إسرائيل الوحشي.
وأشار أولمرت في مقاله إلى أن العنوان الذي اقترحه ترامب لمؤتمر شرم الشيخ - "السلام 2025" - لا علاقة له بما حدث، وقال إن السؤال الحاسم الآن هو ما إذا كان الوقف المؤقت للحرب، والانسحاب الجزئي لإسرائيل من غزة، واستمرار النشاط المحدود لحماس، سيشكل نقطة انطلاق لخطوة سياسية جريئة تُغير الشرق الأوسط بأكمله وتُحقق سلامًا إسرائيليًا فلسطينيًا قائمًا على حل الدولتين بدولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، ومدينة القدس القديمة لا تخضع للسيادة الإسرائيلية أو الفلسطينية، بل تدار من قبل خمس دول: السعودية، والأردن، وفلسطين، وإسرائيل، والولايات المتحدة ودولة فلسطينية منزوعة السلاح بلا جيش خاص بها، مجاورة لدولة إسرائيل.
وكتب: "أم، لا سمح الله، هل سيستمر الوضع الراهن الذي أدى إلى أحداث السابع من أكتوبر؟"
وقال إن خطاب ترامب أمس ليس خطة سياسية واضحة لما سيحدث، مشيرا إلى أن هناك الكثير في إسرائيل يحلمون بضم الضفة الغربية وقطاع غزة بالكامل إلى دولة إسرائيل، وطرد سكانهما إلى الدول العربية المجاورة أو إلى دول بعيدة تقبل باستضافتهم. ولا يزال كثيرون من الفلسطينيين يحلمون بإعادة تأهيل القدرات العسكرية لحماس والجهاد الإسلامي وغيرهما من المنظمات الإرهابية، آملين في النجاح في تجديد الصراع العسكري في وقت قريب، ولا يزال أسرى أحلام وهمية مدفوعة بالدمار والخراب لن تجلب السلام.
ودعا أولمرت ترامب إلى حل الدولتين، قائلا: وحده ترامب قادر على إحداث هذا التحول إذا ركز على الجوهر، وبادر بخطوة يعلم العالم أجمع أنها لا غنى عنها: دولتان لشعبين.