معركة الوعى .. “الجهاد الرقمي” أداة الإخوان لتدمير الفكر وزعزعة الإستقرار

السبت، 18 أكتوبر 2025 11:55 ص
معركة الوعى .. “الجهاد الرقمي” أداة الإخوان لتدمير الفكر وزعزعة الإستقرار
هانم التمساح

يتزايد الغزو الرقمى لكل مناحى الحياة يوما  بعد يوم فى شتى مناحى الحياة ، وتتحوّل الساحات الإلكترونية إلى ساحات صراع بين أفكار البناء والهدم، فى حرب لاينجو فيها من الفتن إلا شعب واعى مثقف ،لاتحجب عنه المعلومات سواء فى أموره الدينية أو الحياتية ، ولم تترك جماعة الاخوان الإرهابية بابا لتغزو عقول الشباب إلا وطرقته ، لتعبث فى معتقداته وانتمائه وتحاوا زعزعة إيمانه بالوطن وقضاياه ،مما يضع على عاتق القيادات الدينية مسؤولية مضاعفة في حماية الشباب من التأثر بمقولات الجماعات التي تتخذ من الدين ستارًا لممارسة الإرهاب الفكري.
 
واستغلت جماعة الاخوان  لحظة التوتر الإقليمي والسياسي، على خلفية الحرب في غزة  ، الإعلام الرقمي كمنصة فاعلة للشحن والتعبئة والتأثير على الرأي العام.
و لم تتوانَ الجماعة   المصنفة على قوائم الإرهاب في عدد من البلدان العربية، عن توظيف هذا الإرهاب في ممارسة العنف والتحريض، فضلًا عن نشر الشائعات خاصة ضد خصومها سواء كانوا من المحليين أو الإقليميين. واستغلت الفضاء الإلكتروني لنشر حملات دعائية تشكك في جهود  مصر الداعمة للقضية الفلسطينية
 
وحاولت الدعاية التلفيقية لجماعة الإخوان أن تشوّه الدور المصري   لوقف الحرب في غزة، والدعم الإغاثي والإنساني. فروّجت الجماعة الإرهابية عدة شائعات؛ منها مشاركة القاهرة في حصار غزة، ومنع وصول المساعدات، فضلًا عن تشويه الدور المصري بالمفاوضات.  
 
ويرى أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الشيخ هشام ربيع،  أن  الذى تلعبه المؤسسات الدينية الرسمية فى مواجهة  ما يُعرف بـ"الجهاد الرقمي"دور محورى ، موضحا كيف تستغل  الجماعات المتطرفة،  والجماعات متأثرة بفكر الإخوان ذلك النوع المزعوم من الجهاد ، لنشر الفتن وزعزعة استقرار المجتمعات.
 
وأوضح الشيخ هشام أن الجهاد الرقمي مصطلح خادع تستخدمه الجماعات المتطرفة كواجهة للترويج العقائدي والدعائي، قبل أن يتحول تدريجيًا إلى أدوات إلكترونية للعنف والتحريض، من خلال تفسير النصوص الدينية خارج سياقاتها وإخراجها من إطارها الشرعي الصحيح ، موضحا   أن هذه الجماعات تعتمد على أسلوب تدريجي في الانقياد للأفكار المتطرفة، يبدأ بنشر مقولات منحرفة أو مواد دعائية مضللة، ثم يسعى المتطرفون بعد ذلك إلى استدراج الشباب إلى ميدان العنف عبر المنصات الرقمية. 
 
ويقع على عاتق دار الإفتاء المصرية  مسئولية جثيمة فى هذا الأمر وكذلك المساجد والمؤسسات الإعلامية والمدارس وكافة المؤسسات التى تخاطب عقول الأطفال والشباب  فى التصدى للغنحرافات الفكرية .
 
وتدير دارالإفتاء مراكز بحثية مثل "مركز سلام" المتخصصة في دراسة الفكر المتطرف وتحليل الخطابات التكفيرية، لردع هذه الدعوات واجتثاثها فكريًا. 
 
ووضعت الشريعة الإسلامية  ضوابط واضحة للجهاد، فهو ليس دعوة مطلقة للعنف أو الفوضى، بل يرتبط بسلطة الشرعية ورد العدوان والدفاع عن النفس، مع التحذير من قتل النساء والأطفال أو تعريض البنى التحتية والموارد إلى الخراب. 
 
ومع تزايد الشائعات والأخبار المضللة والفتاوى الشاذة ، تبرز أهمية تكاتف المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية لتعزيز الوعي الرقمي بين الشباب، وفتْح قنوات حوار فاعلة لمواجهة الفراغ الفكري الذي تستغله الجماعات المتطرفة لنشر سمومها ، مع الوضع فى الإعتبار تطوير الأدوات الرقمية للمؤسسات الدينية وتدريب رجال الدين عليها والتواصل المباشر مع الشباب والرد الشرعي على المغالطات التي تروج باسم الدين.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق