من المونديال إلى أفريقيا.. المشوار مستمر
السبت، 18 أكتوبر 2025 09:30 م
الفراعنة كتبوا التاريخ في القاهرة.. والعيون تتجه إلى المغرب لاستعادة العرش الأفريقي
وسط أجواء احتفالية أعادت للأذهان ليالي التأهل التاريخي أمام الكونغو في 2017، أنهى منتخب مصر مشواره في تصفيات كأس العالم 2026 بأجمل ختام ممكن، بعد الفوز على غينيا بيساو بهدف دون رد في الجولة الأخيرة على استاد القاهرة الدولي، ليؤكد أحقيته في التأهل إلى كأس العالم 2026 بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، ليمنح الجماهير ليلة لا تنسى في سماء العاصمة، حيث تمازجت الألعاب النارية مع الأعلام، وارتفعت الهتافات من كل زاوية تهتف باسم مصر في ليلة صنعت الفخر من جديد
لم يكن تأهل منتخب مصر إلى مونديال 2026 مفاجئًا بقدر ما كان تتويجًا لمجهود ضخم بدأ منذ تولي حسام حسن القيادة الفنية للفريق، فقد تصدر الفراعنة المجموعة الأولى عن جدارة برصيد 26 نقطة من 10 مباريات، بعدما حققوا 8 انتصارات وتعادلين دون أي خسارة، ليصبح المنتخب الوحيد في المجموعة الذي أنهى مشواره بسجل نظيف، متفوقًا على منتخبات بوركينا فاسو وسيراليون وغينيا بيساو وإثيوبيا وجيبوتي.
وجاءت أرقام المنتخب لتؤكد سيطرته الكاملة، بعدما سجل لاعبوه 23 هدفًا واستقبلت شباكهم 3 فقط، بفضل التوازن الدفاعي الذي فرضه الثنائي محمد صبحي وياسر إبراهيم، إلى جانب الانطلاقات الهجومية القوية بقيادة محمد صلاح وتريزيجيه وزيزو، الذين حملوا على عاتقهم حلم الملايين، فكانوا على الموعد
احتفال يليق بالإنجاز
تحول استاد القاهرة مساء الأحد إلى كرنفال وطني كبير، عندما احتشدت الجماهير من كل المحافظات للاحتفال بتأهل منتخب مصر الرابع في تاريخه إلى نهائيات كأس العالم، بعد نسخ 1934 و1990 و2018، حيث نظمت الشركة المتحدة للرياضة احتفالية ضخمة شارك فيها نجوم الفن والغناء، وعلى رأسهم حمادة هلال الذي افتتح الحفل بأغنية "والله وعملوها الرجالة" وسط تفاعل كبير من اللاعبين والجماهير الذين رقصوا على أنغام "صعدنا كأس العالم"
ثم أشعل الفنان أحمد سعد الأجواء بأغنية "إيه اليوم الحلو ده" لتكتمل الليلة فرحًا وبهجة، وتزينت مدرجات الاستاد بالأعلام المصرية وصور اللاعبين وتيفو ضخم يجسد الأهرامات وكأس العالم في مشهد مهيب عكس فرحة المصريين بهذا الإنجاز
هدف حمدي.. توقيع على بطاقة العبور
جاء الهدف الوحيد في المباراة ليحمل بصمة دفاعية هجومية رائعة، حين نفذ أحمد سيد زيزو ركنية قصيرة إلى كوكا الذي أرسل عرضية متقنة إلى داخل منطقة الجزاء قابلها محمد حمدي برأسية قوية سكنت شباك غينيا بيساو في الدقيقة العاشرة، ليكون الهدف الذي ختم به المنتخب مشوار التصفيات بنجاح ويمنح الظهير الأيسر هدفه الدولي الأول
وكان حمدي بهذا الهدف اللاعب السابع الذي يسجل لمصر في التصفيات بعد محمد صلاح وتريزيجيه وزيزو ومصطفى محمد ومرموش وإبراهيم عادل، لتؤكد الأرقام تنوع الحلول الهجومية وتوزيع الأدوار داخل الفريق
لم تكن الفرحة مقتصرة على اللاعبين فقط، بل امتدت إلى المدرجات التي امتلأت على آخرها بالجماهير التي هتفت للمنتخب طوال المباراة، وحرصت الشركة المتحدة على تقديم عرض للألعاب النارية أضاء سماء استاد القاهرة عقب صافرة النهاية، لتتحول الليلة إلى مشهد وطني جامع، جمع بين الفن والرياضة والوطنية في لوحة عنوانها "مصر في المونديال".
كما أقيم ممر شرفي من براعم المنتخبات المصرية لتحية لاعبي الفراعنة قبل بداية المباراة، في إشارة رمزية جميلة تربط بين الأجيال وتؤكد أن الحلم لا ينتهي، وأن منتخب مصر كان وسيظل مصدر فخر لكل طفل يحلم بارتداء القميص الوطني يومًا ما.
وعقب المباراة، عبر حسام حسن المدير الفني للمنتخب عن فخره بتحقيق هذا الإنجاز قائلًا: "شرف لي أن أكون المصري الوحيد الذي تأهل إلى كأس العالم كلاعب ومدرب، لكن الأهم أننا صنعنا فريقًا قادرًا على تمثيل مصر بقوة في البطولات المقبلة، والمهمة لم تنته بعد، فنحن الآن نبدأ مرحلة جديدة هي كأس الأمم الأفريقية بالمغرب"
وأكد إبراهيم حسن مدير المنتخب في مداخلة هاتفية أن المنتخب سيواصل العمل بنفس الجدية، مضيفًا: "التأهل للمونديال بداية وليس نهاية، سنستعد بقوة للبطولة الأفريقية، ونطمح في إعادة اللقب الغائب منذ 2010، وسنقاتل على كل بطولة نشارك فيها"
الأنظار تتجه إلى المغرب
بمجرد انتهاء الاحتفالات في استاد القاهرة، بدأ الجهاز الفني بقيادة حسام حسن في غلق صفحة التصفيات والتركيز على البطولة التالية، وهي كأس الأمم الأفريقية 2025 التي تستضيفها المغرب خلال الفترة من 21 ديسمبر المقبل حتى 18 يناير 2026، حيث وقع منتخب مصر في المجموعة الثانية بجانب زيمبابوي وجنوب أفريقيا وأنجولا، وسيخوض مبارياته على ملعب أدرار بمدينة أغادير
وتسلم الاتحاد المصري لكرة القدم، تقرير حسام حسن عن معسكر المنتخب في أكتوبر والذي تخلله مباراتي جيبوتي في المغرب وغينيا بيساو، ومن المقرر أن يجتمع الاتحاد خلال الأيام المقبلة مع الجهاز الفني للمنتخب الأول لمناقشة خطة الاعداد لبطولة كأس الأمم الإفريقية، والطلب الذي تقدم به عدد من لاعبي منتخب مصر من خلال قائد المنتخب محمد صلاح لزيادة مكافأة التأهل لكأس العالم حيث تقدر المكافآت الحالية ب800 ألف جنيه لكل لاعب وتنخفض حسب نسب المشاركات.
ويحصل منتخب مصر لكرة القدم، على مكافأة مالية قدرها 10.5 دولار تقريبا بعد التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026 المقرر إقامتها في أمريكا وكندا والمكسيك.
ورفع فيفا إجمالي الجوائز المالية لكأس العالم 2026 إلى 440 مليون دولار أمريكي ، وهو مبلغ يزيد عن جوائز كأس العالم 2022 في قطر بحوالي 100 مليون دولار ، وذلك بسبب زيادة عدد الفرق المشاركة من 32 إلى 48 منتخباً.
وجاءت مواعيد مباريات المنتخب في البطولة الأفريقية على النحو التالي:
22 ديسمبر أمام زيمبابوي في الجولة الأولى، ثم مواجهة جنوب أفريقيا في 26 ديسمبر، ويختتم دور المجموعات بلقاء أنجولا يوم 29 من الشهر نفسه، وهي مجموعة متوازنة لكنها تحمل تحديات كبيرة، خاصة في ظل قوة المنتخب الجنوب أفريقي وتطور مستوى أنجولا في السنوات الأخيرة.
ومن المقرر أن يبدأ المنتخب معسكره التحضيري في شهر نوفمبر، على أن يخوض دورة ودية بمشاركة منتخبات الرأس الأخضر وإيران وأوزبكستان، لتجربة أكبر عدد من اللاعبين والوقوف على التشكيل الأمثل قبل خوض الكان، حيث يرفض حسام حسن الدخول في أي مواجهات استعراضية ويفضل الاحتكاك بمدارس أفريقية مشابهة استعدادًا للبطولة القارية
ويتوقع أن يعتمد المدير الفني على نفس القوام الأساسي الذي خاض التصفيات مع بعض الإضافات في مراكز محددة، أبرزها الوسط الدفاعي والجناح الأيمن، في ظل سعيه لخلق توازن بين الخبرة والشباب بعد أن نجح بالفعل في خفض متوسط الأعمار إلى 25 عامًا، مع منح الفرصة لوجوه جديدة أثبتت جدارتها مثل إبراهيم عادل وكوكا ومحمد صبحي
تقام البطولة بمشاركة 24 منتخبًا للمرة الرابعة على التوالي منذ نسخة 2019، ويتأهل أول وثاني كل مجموعة وأفضل أربعة ثوالث إلى دور الـ16، حيث يواجه منتخب مصر في حال تصدره المجموعة أحد المنتخبات التي تحتل المركز الثالث في المجموعات الأولى أو الثالثة أو الرابعة، بينما يؤدي تأهله في المركز الثاني إلى مواجهة وصيف المجموعة السادسة
ويطمح المنتخب لتحقيق لقبه الثامن في تاريخه وتعويض إخفاقات النسخ الأخيرة، إذ لم يتوج الفراعنة بالبطولة منذ عام 2010 في أنجولا، رغم وصولهم إلى النهائي في 2017 بالكاميرون و2021 في الكاميرون أيضًا دون حسم اللقب، مما يجعل نسخة المغرب 2025 فرصة مثالية لاستعادة بريق "ملك القارة"