"انتهى اللعب يا بيبي!".. تسريب تفاصيل مكالمة "ترامب الغاضب" لنتنياهو: توبيخ دبلوماسي وتهديد "بضربة كبيرة" لإنقاذ اتفاق غزة
الجمعة، 24 أكتوبر 2025 09:54 م
كشفت تقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية عن عمق الأزمة الدبلوماسية التي تضرب العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، حيث يمارس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حملة ضغوط غير مسبوقة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدفعه إلى الالتزام الكامل باتفاق إنهاء الحرب في غزة، الذي توسطت فيه الإدارة الأمريكية.
ترامب يوبّخ نتنياهو: "لا يمكنك أن تحارب العالم"
أبرز الكواليس التي كشفت عنها مجلة "تايم" وموقع "أكسيوس" تتمحور حول مكالمة هاتفية "حاسمة" جرت بين ترامب ونتنياهو. وبحسب التفاصيل، اتصل ترامب بنتنياهو ليبلغه بانتهاء الحرب، وعندما أبدى نتنياهو معارضة لرد "حماس" الإيجابي على خطة السلام، انفجر ترامب غضباً.
ونقلت المجلة عن ترامب قوله لنتنياهو: "بيبي، لا يمكنك أن تحارب العالم. يمكنك أن تخوض معارك فردية، لكن العالم ضدك." وأكد مسؤولون أمريكيون أن رد نتنياهو الفاتر آثار غضب ترامب الذي انطلق في "حديث منفرد سادته الشتائم"، معاتباً نتنياهو على سلبيته تجاه ما وصفه بـ "إنجاز".
تحذير البيت الأبيض: "إذا أفشلته سيفشلك ترامب"
لم تتوقف الضغوط عند التوبيخ، بل تصاعدت إلى تهديد مباشر لمستقبل نتنياهو السياسي. فقد نقل مسؤول أمريكي رفيع المستوى للقناة "12" العبرية تحذيراً صريحاً: "نتنياهو يسير على حبل رفيع جدا مع الرئيس ترامب، وإذا استمر بهذا الشكل، فسيفشل الاتفاق، وعندها سيفشل ترامب نتنياهو نفسه".
ويأتي هذا التحذير القاسي بعد أن أظهرت الحكومة الإسرائيلية تصرفات وصفتها واشنطن بـ "المحرجة"، مثل تصويت الكنيست على مشروع قانون ضم أجزاء من الضفة الغربية، الأمر الذي أثار ذهول نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس واضطره لاختصار زيارته.
حملة "إعادة النظام" بقيادة روبيو وكوشنر
ولمواجهة محاولات تل أبيب للانسحاب من الاتفاق، أطلقت الولايات المتحدة حملة دبلوماسية "مكثفة على نحو غير معتاد". وشملت الحملة زيارات متتالية لوزير الخارجية ماركو روبيو ونائب الرئيس جيه دي فانس وصهر الرئيس جاريد كوشنر (أحد مهندسي الاتفاق).
وتهدف زيارة روبيو، بحسب الخارجية الأمريكية، إلى "إعادة النظام والانضباط" داخل الحكومة الإسرائيلية. كما قام المسؤولون الأمريكيون بتدشين "مركز للتنسيق المدني والعسكري" بقيادة الولايات المتحدة في إسرائيل، يضم 200 جندي أمريكي، للإشراف المباشر على تنفيذ الاتفاق وتنسيق الخطوات اللاحقة، مما يؤكد أن واشنطن لن تترك "خطة ترامب" لإدارة تل أبيب دون رقابة.
يؤكد المراقبون أن سلسلة التوبيخ والتحذيرات والتحركات الميدانية تعكس إصرار ترامب على فرض رؤيته للسلام، وتحذيره الواضح لنتنياهو من أن أي إخلال بالاتفاق سيواجه برد سياسي قاسٍ و"ضربة كبيرة" من واشنطن.