أحمد ترك بين الإحسان ..والإذعان لمن يبتزونك و يستغلون إحسانك وقلبك الطيب ؟ .... شعرة احترس ...

الأربعاء، 29 أكتوبر 2025 02:01 م
أحمد ترك  بين الإحسان ..والإذعان لمن يبتزونك و يستغلون إحسانك وقلبك الطيب  ؟ .... شعرة  احترس ...
منال القاضي

حذّر الشيخ أحمد ترك، أحد علماء وزارة الأوقاف وعضو مجلس الشورى، من الخلط بين الإحسان الحقيقي والإذعان للاستغلال، مؤكدًا أن «هناك شعرة فاصلة بين فعل الخير بدافع النية الصالحة، وبين الوقوع في فخ من يستغلون طيبة القلب ومشاعر الرحمة».
 
وقال الشيخ ترك، في ردّه على سؤال حول الفرق بين الإحسان والإذعان لمن يبتزون الإنسان باسم العاطفة، إن «ليس كل فعلٍ تراه خيرًا يعد إحسانًا»، مشيرًا إلى أن كثيرًا من المتسولين يمتلكون «ذكاء فطريًا كبيرًا» يمكنهم من معرفة من يُخدع بمظاهرهم ومن يتصدق عن قناعة، مضيفًا أن «النبي صلى الله عليه وسلم أوضح أن الفقير الحقيقي هو من تعفف عن السؤال، لا من يمد يده في الطرقات».
 
وأوضح أن الآية الكريمة: {للفقراء الذين أُحصِروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربًا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف}، تبيّن أن الإحسان لا يكون لمن امتهن التسول، وإنما لمن يستحقه فعلاً. وأضاف: «عندما نتصدق على من لا يستحق، نكون ساهمنا من حيث لا نشعر في ترسيخ البطالة وتكريس ثقافة الاتكالية».
 
وضرب الشيخ ترك مثالًا على ذلك من واقع بيئة العمل، مؤكدًا أن بعض الموظفين يحملون أعباء زملائهم بحجة الإخلاص أو الطيبة، في حين يتقاضى الجميع الأجر نفسه، مما يؤدي إلى الظلم الإداري وشيوع الفهلوة. ودعا إلى أداء العمل بإتقان دون التغطية على من يتقاعسون، حتى لا يتحول الإحسان إلى وسيلة تُكافأ بها اللامسؤولية.
 
وأكد الشيخ ترك في ختام حديثه أن الإسلام يحث على الإحسان في أهله وفي غير أهله، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: *«صنائع المعروف تقي مصارع السوء»*، مبينًا أن الإحسان رصيد يُدّخر عند الله، لكنه لا يعني السماح للمبتزين والعابثين بسرقة طاقتك الإيجابية أو استغلال نيتك الحسنة، داعيًا إلى التمييز بين فعل الخير الواعي والإذعان غير المحسوب لمن يتخذون الطيبة وسيلة للابتزاز.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق