رداً على حملات ممنهجة : "آثار مصر ليست وثنية ؟بل هى معالم حضارية حافظ عليها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عضو بـ"الشيوخ": الحفاظ على آثار مصر واجب ديني وحضاري
السبت، 01 نوفمبر 2025 09:54 ص
منال القاضي
قال الشيخ أحمد تركي، عضو مجلس الشيوخ، إن الآثار المصرية ليست رموزًا وثنية كما يروّج البعض عبر حملات مغرضة على مواقع التواصل الاجتماعي، بل هي معالم حضارية عظيمة حافظ عليها الصحابة رضوان الله عليهم، إدراكًا منهم لقيمتها التاريخية والإنسانية.
الحفاظ على تراب مصر
وأوضح "تركي"، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن هذه الحملات تأتي ضمن مخططات «أهل الشر» التي تظهر عقب كل نجاح مصري بهدف النيل من مكانة مصر ودورها الحضاري.
وأشار إلى أن القرآن الكريم فرّق بين التماثيل التي كانت تعبد من دون الله وبين الآثار والبنيان الحضاري للأمم السابقة، موضحًا أن الإسلام لم يأمر بهدم الآثار، بل دعا إلى السير في الأرض والنظر في مصائر الأمم لأخذ العبرة والعظة، مستشهدًا بقوله تعالى: "أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ" (غافر: 21).
ولفت الشيخ إلى أن "الصحابة الكرام حين دخلوا بلادًا ذات حضارات راسخة مثل مصر والعراق وفارس لم يهدموا آثارها، لأنهم علموا من القرآن أن الحفاظ على هذه المعالم جزء من تعاليم الدين، بينما اقتصر الهدم على الأصنام التي كانت تُعبد دون الله".
ونوه بأن المصريين القدماء كانوا من أكثر الشعوب تدينًا، واستشهد بما قاله المؤرخ الإغريقي هيرودوت: "إن المصريين أشد البشر تدينًا"، مبينًا أن الدين كان محور حياتهم في كل المجالات، من الزراعة والحرب إلى الطب والفنون.
كما أشار إلى أن عقيدة التوحيد كانت حاضرة بقوة في مصر القديمة، مستشهدًا بكلمات عالم المصريات الفرنسي جاستون ماسبيرو، الذي قال إن إله المصريين كان "واحدًا فردًا لا يُدرك بالحس وليس كمثله شيء"، إضافة إلى دعوة نبي الله يوسف عليه السلام وصاحبيه في السجن إلى عبادة الله الواحد القهار، كما ورد في سورة يوسف.
وأضاف أن دراسات عالم المصريات الراحل الدكتور نديم السيار أكدت وجود تشابهات دينية بين المصريين القدماء وتعاليم الإسلام، مثل مفهوم الحنيفية والوضوء والصلاة والصوم، بل إن بعض الكلمات القرآنية ذات أصل مصري قديم مثل "دين"، "صوم"، "حج"، و"ماعون".
ولفت إلى أن من يهاجم آثار مصر هم من يعيشون في "وثنية العصر الحديث"، مضيفًا: "الوثنية اليوم ليست في الأهرامات ولا المعابد، بل في عقول من عبدوا الدولار من دون الله وجندوا أنفسهم للطعن في مصر بقصد الاسترزاق".