عيسى زيدان: المتحف المصري الكبير نافذة مصر على العالم وهدية حضارتها للإنسانية
السبت، 01 نوفمبر 2025 03:27 م
أكد الدكتور عيسى زيدان، مدير عام الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير، أن يوم افتتاح المتحف يُعد بمثابة "عيد حقيقي لمصر"، مشيرًا إلى أن هذا المشروع ليس مجرد افتتاح مبنى أو متحف، بل هو نافذة كبرى تفتحها مصر على العالم لعرض حضارتها العظيمة بالشكل اللائق والمبهر.
وأوضح زيدان، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، أن رحلة نقل وترميم وعرض 57 ألف قطعة أثرية من مختلف محافظات الجمهورية، من الإسكندرية إلى أسوان، لم تكن عملية سهلة بل كانت رحلة كفاح وجهد مشترك بين الأثريين والمرممين والمهندسين والعمال، الذين عملوا بإخلاص لتقديم تراث مصر في أبهى صورة.
وأشار إلى أن كل قطعة من هذه الآثار تحمل قصة وتاريخًا خاصًا بها، وإن عملية نقلها وترميمها تمّت بأحدث الأساليب العلمية، وبأيدٍ مصرية خالصة نجحت في التغلب على كل التحديات. موضحًا أن أحد أبرز هذه التحديات كانت عملية نقل وترميم المقاصير الأربعة الخاصة بالملك توت عنخ آمون، والتي تعد من أكثر القطع تعقيدًا ودقة في التعامل معها.
وتحدث زيدان عن خصوصية قاعات العرض الخاصة بمقتنيات الملك الذهبي توت عنخ آمون، حيث يتم افتتاح قاعتين اليوم تُعدّان من أجمل قاعات العرض المتحفي عالميًا، تمتدان على مساحة 7500 متر مربع، وتحتويان لأول مرة على المجموعة الكاملة للملك الشاب، بما فيها العجلات الحربية الستة، والأقنعة والحُلي والمجوهرات والكنوز النادرة مثل الخنجر المصنوع من الحديد الذي لم يكن معروفًا في زمنه.
وأضاف أن المساحة التي تعرض فيها مقتنيات الملك توت عنخ آمون الآن أكبر بعشرة أضعاف من المساحة التي كانت مخصصة لها في المتحف المصري بالتحرير، حيث كانت تعرض حوالي 2006 قطعة فقط على مساحة 700 متر مربع، بينما سيشاهد الزائر في المتحف الكبير المجموعة الكاملة التي تضم أكثر من 5000 قطعة في عرض متحفي فريد.
وتطرّق زيدان إلى مركز الترميم بالمتحف المصري الكبير، واصفًا إياه بأنه من أكبر المراكز المتخصصة في العالم، ويضم 18 معملًا لفحوص وتحاليل الآثار، إلى جانب معامل مخصصة للأخشاب والأحجار والبقايا الآدمية والآثار العضوية وغير العضوية. وهو المركز الذي تولى ترميم وتأهيل كل القطع الأثرية قبل عرضها للجمهور.
واختتم زيدان تصريحاته بالتأكيد على أن كل تلك الجهود تعكس وعي الشعب المصري وإخلاص العاملين في هذا المشروع العملاق، مؤكدًا أن المتحف المصري الكبير سيكون مصدر فخر لكل مصري، وهدية حضارية وإنسانية للعالم أجمع.