ويرصد الفيلم، عملية نقل قناع توت عنخ آمون ومقتنيات الملك، من متحف التحرير إلى المتحف الكبير، وذلك بتفاصيل دقيقة على مستوى التأمين والسرية، والدقة في الحفاظ على سلامة المقتنيات، ويبدأ المقطع بمقولة، "على مدار الأربعة عشر عاما الماضية تم نقل أكثر من سبعة وخمسين ألف قطعة أثرية من متحف التحرير إلى المتحف الكبير".
مع بداية الألفية الثالثة، وظهور مشروع المتحف المصري الكبير على هضبة الأهرام، بدأ التفكير في نقل مجموعة توت عنخ آمون إلى مقرها الجديد، ليُعرض لأول مرة المجموعة الكاملة في مكان واحد.
كانت الرحلة الثانية للفرعون الذهبي أكثر تعقيدًا من الأولى، إذ تطلبت تجهيزات علمية ولوجستية دقيقة لضمان سلامة القطع الأثرية أثناء النقل والترميم.
بدأت أولى مراحل النقل في عام 2019، حين تم نقل التوابيت الملكية الثلاثة من مقبرة الملك بالأقصر إلى مركز الترميم العالمي داخل المتحف المصري الكبير — وهو الأكبر من نوعه في العالم — حيث خضعت لعمليات ترميم دقيقة استمرت شهورًا تحت إشراف فريق مصري متخصص.
وفي عام 2021، تواصلت مراحل النقل بنقل المقاصير الذهبية الضخمة واحدة تلو الأخرى في رحلات محكمة التأمين من المتحف المصري بالتحرير إلى الجيزة، وسط إجراءات أمنية وعلمية مشددة. ثم تبع ذلك نقل بقية المقتنيات — من العجلات الحربية والأسلحة والمجوهرات والكراسي الملكية — حتى استقرت المجموعة بالكامل في مخازن العرض المخصصة داخل المتحف الكبير.
وفي 19 أكتوبر 2025، شهد المتحف المصري بالتحرير الظهور الأخير لقناع توت عنخ آمون الذهبي قبل مغادرته إلى المتحف الكبير، أقيمت حينها فعالية مؤثرة حملت عنوان "الوداع الملكى: نهاية حقبة وبداية رحلة أسطورية"، أعلن فيها المتحف رسميا انتقال الفرعون الذهبي إلى مقره الجديد، بعد أن ظل رمزا للمتحف العريق لأكثر من مئة عام.
تزامن ذلك مع حملة رقمية أطلقتها وزارة السياحة والآثار عبر منصات التواصل الاجتماعي بعنوان "سنوات من العرض الملكي بالمتحف المصري بالتحرير"، واستعرضت الحملة عبر صور نادرة مراحل عرض المجموعة على مدى قرن من الزمن، منذ نقلها من الأقصر إلى القاهرة وحتى لحظة رحيلها إلى المتحف الكبير.