عملية أمنية سورية ضد داعش قبيل زيارة مرتقبة للشرع إلى أمريكا.. فهل تنجح؟
الأحد، 09 نوفمبر 2025 12:09 م
هانم التمساح
أعلنت وزارة الداخلية السورية عن تنفيذ سلسلة من العمليات الأمنية الواسعة ضد خلايا تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، في مختلف المحافظات السورية، أسفرت عن اعتقال العشرات من العناصر وتفكيك عدد من الخلايا النائمة وضبط كميات من الأسلحة والمتفجرات.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، اللواء نور الدين البابا، في تصريح لقناة "الإخبارية السورية" مساء السبت، إن الأجهزة الأمنية "نفذت 61 عملية مداهمة في محافظات حلب، إدلب، حمص، حماة، دير الزور، الرقة، البادية، ودمشق وريفها"، مضيفًا أن "العمليات أسفرت عن اعتقال 71 شخصًا، بينهم قيادات خطيرة ومتوسطة المستوى في التنظيم، وضبط كميات كبيرة من الأسلحة والعبوات الناسفة".
وأوضح البابا أن هذه العمليات جاءت استنادًا إلى معلومات استخباراتية دقيقة تشير إلى "نية التنظيم تنفيذ هجمات منسقة خلال الأسابيع المقبلة"، مؤكدًا أن الأجهزة الأمنية "تحركت بشكل استباقي لتحييد الخطر وضرب الخلايا قبل أن تتحرك".
وأشار إلى أنه تم "تفكيك كتيبة انتحاريين" في مدينة حلب، واعتقال القيادي البارز في التنظيم عبد الإله الجميلي الملقب بأبي عماد الجميلي، واصفًا ذلك بأنه "ضربة قاصمة لبنية التنظيم في الشمال السوري".
كما لفت المتحدث إلى أن خلايا داعش حاولت مؤخرًا "تنفيذ عمليات اغتيال وخطف واستهداف شخصيات مدنية وحكومية"، ضمن محاولات لإثارة الفوضى بعد تراجع نفوذ التنظيم عقب تفجير كنيسة الدويلعة في دمشق في يونيو الماضي.
وتأتي هذه العمليات قبل أيام من الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس السوري أحمد الشرع إلى العاصمة الأميركية واشنطن، للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب وبحث آليات انضمام سوريا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.
ويُذكر أن أحمد الشرع، الذي تولّى الحكم في سوريا عام 2023 بعد سقوط نظام بشار الأسد، كان قد تبنّى منذ البداية سياسة مغايرة تجاه ملف التنظيمات المتطرفة، وعمل الشرع منذ توليه الرئاسة على إعادة هيكلة أجهزة الاستخبارات ودمجها ضمن استراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب، بالتعاون مع أطراف إقليمية ودولية قبل الثورة السورية وفي بدايتها، كان أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني لاحقًا) معتقلاً في سوريا، وذلك بسبب نشاطه السياسي المناهض لحكم حزب البعث.
بعد خروجه من السجن، سافر إلى العراق عام 2003 وانضم إلى تنظيم القاعدة في العراق تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي، حيث عمل في القتال ضد القوات الأمريكية المتمركزة بالعراق، وتم اعتقاله في عام 2004 وسجن لعدة سنوات، بعد إطلاق سراحه في عام 2011، عاد إلى سوريا كقائد لجبهة النصرة، وهي الفرع السوري لتنظيم القاعدة، والتي تأسست مع بداية الثورة.
قبل توليه الحكم:
وبحسب تقارير استخباراتية مسرّبة، فقد رفض الشرع في 2015 مقترحات للتنسيق غير المباشر مع بعض الفصائل المتشددة في البادية السورية لمواجهة المعارضة المسلحة، معتبرًا أن ذلك "سيزرع وحشًا لن يسهل التخلص منه لاحقًا".
بعد توليه الحكم:
بعد توليه الرئاسة، أطلق الشرع برنامجًا شاملًا لمكافحة الإرهاب والتطرف، شمل:إعادة تأهيل المخيمات التي يعتقد أن خلايا داعش تنشط فيها ،تطهير المناطق الحدودية بالتعاون مع قوات عراقية وكردية، وتشكيل جهاز استخبارات مركزي موحد لمتابعة نشاط التنظيمات الإرهابية داخل البلاد وخارجها.
ويُنظر إلى زيارة الشرع المقبلة إلى واشنطن على أنها خطوة مفصلية في مسار السياسة السورية الجديدة، التي تسعى إلى فتح قنوات تعاون مع الغرب بعد سنوات من القطيعة، وخصوصًا في ملف مكافحة داعش.
ومنذ تأسيس التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة عام 2014، تمكنت قواته وشركاؤه المحليون من هزيمة تنظيم داعش عسكريًا بحلول 2019، إلا أن بقايا التنظيم واصلوا نشاطهم عبر خلايا متفرقة في البادية السورية ومناطق الحدود مع العراق.
وتشير تقارير استخباراتية دولية إلى أن التنظيم يحاول منذ منتصف 2024 استغلال حالة عدم الاستقرار السياسي في سوريا لإعادة بناء شبكاته، خصوصًا بعد سقوط نظام الأسد، ما دفع الحكومة الجديدة إلى التحرك الاستباقي لمنع عودة التنظيم إلى الواجهة.