"هلك المتنطعون".. تماثيل المتحف المصري لا يستمعون لـ"القرآن"!

الثلاثاء، 11 نوفمبر 2025 08:19 م
"هلك المتنطعون".. تماثيل المتحف المصري لا يستمعون لـ"القرآن"!

في مشهد غريب قرأ أحد الشباب القرآن الكريم في المتحف المصري الكبير بصوت مرتفع ما أثار الجدل حول واقعته غير المسبوقة والتى ربما جاءت بحثا عن " تريند" فى ظل هوس الكثيرين بالسوشيال ميديا والشهرة الزائفة ما يدفهم إلى العبث بالمقدسات والعقول.

فيديوهات هذا الشاب وهو يقف أمام عدد من التماثيل الفرعونية في المتحف المصري الكبير، ثم يتلي آيات من القرآن متحدثًا عن شرك وكفر الفراعنة أثارت لغطا شديدا واستقبلها بعض المتشددين وكأنه " فتح عكا"! فيما أنه في واقع الأمر مشهد مؤسف يجسد جهلا مركبا وخلطا بين التدين الحقيقي والاستعراض الزائف للتدين ما يثير الشفقة

الأجهزة الأمنية حددت هوية الشاب وسارعت بإلقاء القبض عليه، وجرى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة الغربية.

الشاب يبدو أنه لم يكن إلا مقلدا للشيخ مصطفى العدوي والذي قال فى مقطع فيديو سابق إن الحضارة الفرعونية تحمل جوانب علمية بارزة مثل سرّ التحنيط، لكنه دعا إلى "الاعتبار والعظة لا الفخر والتمجيد"، مشددا ضرورة التبرؤ من "حضارة الكفر" على حد قوله.

النيابة العامة أخلت سبيل "العدوي" بكفالة مالية 10 آلاف جنيه، عقب استماعها لأقواله بشأن مقطع الفيديو المتداول.

الشاب المغرر به من بعض متشددى السلفيين حاول تقليد الشيخ "العدوى" تقليدا أعمى دون دراية أو فكر أو معرفة بالفقه. وربما ظن "المسكين" أن رمسيس الثاني هو فرعون موسى مستشهدا برأى بعض العلماء الذين اختلفوا فيما بينهم فقد قال بعضهم إن فرعون موسى قد يكون ابن رمسيس الثاني "منفتاح".

آراء كثيرة أكدت أن فرعون الذي جاء ذكره فى القرآن الكريم هو لقب لملك معين حكم مصر ولا ينسحب هذا اللقب على كل القدماء المصريين.

دعاة المغالاة في الدين وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم بـ"المتنطعين" ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود، قال: "قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هلك المتنطعون. قالها ثلاثا".

قال النووي في شرح صحيح مسلم: أي: "المتعمقون الغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم".

وفي سنن النسائي من حديث ابن عباس: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين . وأخرجه ابن حبان في صحيحه، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين".

شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، سبق وقال إن الحفاظ على التراث والآثار هو واجب ديني وإنساني، وأن الإسلام قد دعا إلى صون مظاهر الإعمار في الأرض، مؤكدا أن الآثار موروث ثقافي يُعرّف بتاريخ الأمم والحضارات.

أكد أنه لا يجوز الاعتداء على الآثار ولا ارتكاب ما يُغير من طبيعتها الأصلية، بل ويجب حمايتها بوصفها شاهدا على حضارات الأمم وسيرتها ومسيرتها.

شدد على ضرورة استلهام مشاعر الفخر من الإنسان المصري القديم الذي أدهش العالم بحضارة استثنائية لا تزال أسرارها في مختلف الفنون عصية على الفهم والإدراك، رغم ما توصل إليه إنسان اليوم من تقدم تقني وتكنولوجي مذهل. معربا عن اعتزازه بما تزخر به مصر من كنوز الحضارة والتاريخ وتراثها الإنساني الفريد.

دار الإفتاء المصرية سبق وأكدت فى فتوى أنه :"يجوز شرعًا إقامة المتاحف ووضع التماثيل فيها؛ لأن التماثيل في عصرنا لا يُقصد بها مضاهاة خلق الله، ولا يُقصد بها العبادة والتقديس، ولا تُصْنَع لغرضٍ محرَّم، فإنْ قُصِد بها غرض صحيح: من تَعلُّمٍ، أو تأريخٍ، أو زينةٍ، أو غيرها من الأغراض المباحة في الشريعة فالقول بجوازها أولى، سواء كانت كاملة أو غير كاملة، على الحجم الطبيعي للإنسان أو لا، قُصد بها اللعب والتربية للأطفال وغيرهم أو لا، ويجوز أن تُستخدم، وأن تُباع، وأن تُشترى؛ ولا يجوز تكسيرها كما يفعله بعض الجهَّال والمنحرفين".

فلماذا يتغافل بعض غلاة الدين المصادر التاريخية والتي أكدت أنه لايوجد اتفاق تاريخي أو أثري نهائي بشأن هوية فرعون موسى إذ توجد آراء تؤكد أنه من المستحيل تحديد هويته بناء على الأدلة المتاحة، ولذلك ذهبوا إلى أن ما ورد في الكتب السماوية قد لا يتوافق مع الآثار.





 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق