التحقيقات مستمرة.. 20 جندياً تركياً حصيلة ضحايا تحطم طائرة شحن عسكرية قرب جورجيا

 

وقالت الوزارة في بيان رسمي نشرته عبر منصة "إكس"، إن الحادث وقع أثناء عبور الطائرة المجال الجوي القريب من  الحدود الجورجية   الأذربيجانية ، حيث اختفت عن الرادار بعد دقائق من إقلاعها من قاعدة جوية في أذربيجان كانت تستخدمها القوات التركية ضمن إطار التعاون العسكري بين البلدين.

 

وأكد وزير الدفاع التركي يشار غولر  في بيانه أن “الجنود الأبطال الذين كانوا على متن الطائرة استُشهدوا أثناء عودتهم إلى الوطن بعد إتمام مهمتهم بنجاح”، مضيفاً:"نتقدم بأحرّ التعازي لأسر شهدائنا ولأمتنا الكريمة. إنهم جنود أدّوا واجبهم بشرف حتى اللحظة الأخيرة".

 

 

ظروف الحادث والتحقيقات الأولية 

وذكرت مصادر عسكرية تركية أن الطائرة المنكوبة كانت تقل  طاقماً مكوناً من 5 أفراد  و 15 جندياً من وحدات الدعم اللوجستي، وأنها فقدت الاتصال ببرج المراقبة أثناء تحليقها فوق منطقة جبلية وعرة تعرف بتقلب أحوالها الجوية.

 

وأشارت المعلومات الأولية إلى أن  الظروف الجوية السيئة وسوء الرؤية قد يكونان من  العوامل المحتملة للحادث ، إلا أن وزارة الدفاع أكدت أن التحقيق لا يزال جارياً  بمشاركة خبراء من تركيا وجورجيا وأذربيجان، بهدف تحديد السبب الدقيق للتحطم.

 

وتمكنت فرق الإنقاذ الجورجية من الوصول إلى موقع الحطام بعد عدة ساعات بسبب صعوبة التضاريس، حيث عُثر على حطام الطائرة محترقاً بالكامل، ولم يُعثر على ناجين.

 

ردود الفعل الرسمية 

وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن حزنه العميق، موجهاً برقية تعزية لعائلات الجنود، ومؤكداً أن “الأبطال الذين فقدوا حياتهم أدوا واجبهم دفاعاً عن الوطن، وستظل ذكراهم خالدة".

 

وقدّم رئيس أذربيجان" إلهام علييف "تعازيه لأنقرة، مشيراً إلى أن البلدين “يرتبطان بعلاقات أخوة لا تنفصم، وأن دماء الجنود الأتراك هي دماء أشقاء”.

 

أما  رئيس الوزراء الجورجي فعبّر عن تضامن بلاده الكامل مع تركيا، مؤكداً استعداد حكومته للتعاون الكامل في "التحقيقات الفنية".

 

خلفية التعاون العسكري التركي الأذربيجاني 

ويأتي الحادث في  ظل  التعاون العسكري المتنامي بين تركيا وأذربيجان، خصوصاً بعد حرب قره باغ عام 2020، حيث أرسلت أنقرة مستشارين وخبراء لدعم إعادة هيكلة الجيش الأذربيجاني ،وتُعد رحلات النقل الجوي العسكري بين البلدين  جزءاً من برنامج التدريب والمناورات المشتركة .

 

الطائرة المنكوبة 

 

الطائرة من طراز  Lockheed C-130 Hercules ، و تعدمن الطائرات العسكرية الثقيلة متعددة المهام، تُستخدم لنقل القوات والمعدات في المهام الميدانية. وتمتلك القوات الجوية التركية أكثر من  25 طائرة من هذا النوع ، ودخل معظمها الخدمة منذ سبعينيات القرن الماضي، وتم تحديث عدد منها خلال العقدين الماضيين.

 

نعي واسع وحزن شعبي 

 

وعبّر آلاف الأتراك عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن  تضامنهم وحزنهم العميق ، حيث انتشرت صور الجنود وأعلام تركيا مرفوعة مع عبارات التعزية والدعاء. وأعلنت رئاسة الشؤون الدينية عن  إقامة صلاة الغائب  في عدد من المساجد الكبرى، بينما تقرّر  تنكيس الأعلام في بعض القواعد العسكرية.