أمريكا تسجل أول حالة وفاة حساسية اللحوم الناجمة عن لدغة قراد لرجل

السبت، 15 نوفمبر 2025 12:19 م
أمريكا تسجل أول حالة وفاة حساسية اللحوم الناجمة عن لدغة قراد لرجل

سجلت الولايات المتحدة الأمريكية أول حالة وفاة لرجل يبلغ من العمر 47 عاما، بعد إصابته بحساسية تجاه اللحوم الحمراء الناجمة عن تعرضه للدغة قراد.

 

أول حالة وفاة مسجلة لحساسية ناتجة عن لدغة قراد
 
أول حالة وفاة مسجلة لحساسية ناتجة عن لدغة قراد

 

ووفقا لموقع "CNN"، توفى الرجل، الذى تم التحفظ على ذكر اسمه حافظا على خصوصية عائلته، العام الماضى بشكل مفاجئ في حمام منزله في نيوجيرسي، رغم أنه كان يتمتع بصحة جيدة، ولم يُقدم تشريح الجثة أي إجابات سوى أنها وفاة مفاجئة وغير مفسرة، ما دفع أرملته إلى اللجوء لصديقتها طبيبة الأطفال، الدكتورة إيرين ماكفيلي.

ووفقا للموقع، تواصلت الطبيبة مع الدكتور توماس بلاتس ميلز، أخصائي الحساسية والمناعة في جامعة فيرجينيا، والذي اكتشف قبل عقدين من الزمن تقريبًا، أن لدغات القراد يمكن أن تسبب للأشخاص حساسية تجاه اللحوم الحمراء.

 

ما هي حساسية اللحوم الحمراء الناتجة عن لدغات القراد؟

تعد هذه الحساسية غير عادية لأن رد الفعل الناتج عنها لا يحدث فورًا، حيث يبدأ الناس الشعور بالغثيان بعد ساعات من تناولهم لحم البقر أو لحم الضأن دون قصد، غالبًا ما يستيقظون في منتصف الليل بأعراض تبدو أشبه بنوبة تسمم غذائي حاد أو أنفلونزا معوية، أكثر منها أعراض للحساسية.


وبما أن العديد من الناس ربما أصيبوا بحساسية تجاه اللحوم بعد لدغات القراد، ولتى يطلق عليها متلازمة ألفا جال"، ولكنهم لا يعرفون ذلك، فقد تساءل بلاتس ميلز وآخرون عما إذا كانت هناك وفيات غير مفسرة كانت في الواقع ردود فعل شديدة على نوع من السكر موجود في خلايا الثدييات، بما في ذلك تلك الموجودة في اللحوم الحمراء، ويسمى ألفا جال.

وتبين أن حالة الرجل المتوفى ، والتي تم شرحها في مجلة الحساسية والمناعة السريرية ، هي بالضبط ما كان بلاتس ميلز يخشاه، ويعتقد أنها أول حالة وفاة موثقة مرتبطة بحساسية اللحوم الحمراء، وأكد ميلز أنه من المفترض استخدام جزء من دم المتوفى الذى تم الحصول عليه أثناء عملية التشريح، لصناعة مصل لتلك الحالة.

 

الحالة الأولى من نوعها

توصل ميلز إلى أن الرجل المتوفى تعرض للدغات قرادًا نجميًا صغيرًا، بحجم ولون حبة رمل تقريبًا، والذى تعرض للدغات العشرات من هذه القراد الصغيرة أثناء رحلة تخييم مع عائلته، وبعد رحلة التخييم بفترة، ذكرت دراسة الحالة أن عائلة الرجل تناولت عشاءً متأخرًا من شريحة لحم، ثم استيقظ الساعة الثانية صباحًا وهو يعاني من ألم شديد في المعدة وإسهال وقيء، ولكن بعد ساعتين، خفّت أعراضه.

بعد أسبوعين، في سبتمبر 2024، ذهب الرجل وزوجته إلى حفل شواء، حيث تناول برجرًا حوالي الساعة الثالثة عصرًا، وبعد عودته إلى منزله، ولكن بحلول الساعة السابعة والنصف مساءً، بدأ يتقيأ مجددًا، بعد دقائق، وجد الابن والده فاقدًا للوعي على أرضية الحمام، لكن لم يكن بالإمكان إنعاشه.

يقول بلاتس ميلز إنه بعد أن اجتاز المراحل اللازمة من الحصول على الأذونات اللازمة للحصول على عينات دم الرجل بعد وفاته، اختبر مستويات أجسامهم المضادة للجلوبولين المناعي E، وهي بروتينات على شكل حرف Y، مهيأة للالتصاق بمسببات الحساسية مثل عشبة الرجيد وحبوب اللقاح، وبالفعل كان لدى الرجل أجسام مضادة لكل من سكريات ألفا-جال واللحوم الحمراء.

بعد ذلك، أرسل بلاتس-ميلز بعضًا من الدم إلى مختبر مايو كلينك، حيث فحصه للكشف عن إنزيم يُسمى تريبتاز، تُنتجه خلايا مناعية تُسمى الخلايا البدينة، يُحلل التريبتاز البروتينات، وهو مؤشر على ردود الفعل التحسسية، حيث كانت مستويات التريبتاز لدى الرجل أكثر من 2000 نانوجرام لكل مليلتر، وهي من بين أعلى القيم التي تم تسجيلها على الإطلاق في حالات التفاعلات التحسسية القاتلة المعروفة باسم الحساسية المفرطة، مما يعنى أنه هي أول حالة وفاة معروفة بسبب الحساسية الغذائية المرتبطة بمتلازمة ألفا جال.

 

أعراض متلازمة "ألفا–جال" والوقاية منها


تُقدّر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة أن ما يصل إلى 450 ألف أمريكي قد يُصابون بحساسية "ألفا-جال" ، لكن ميلز يقدّر أن ما يصل إلى 5% من السكان قد يُصابون بحساسية اللحوم الحمراء بسبب لدغات القراد دون أن يعلموا بذلك.

معظم الحالات ليست حادة، ويمكن السيطرة عليها بتجنب التعرض للسكر، الموجود في الطعام وبعض المنتجات الصيدلانية، وتتراوح الأعراض في شدتها بين حكة أو طفح جلدي، وغثيان وقيء، وعسر هضم، وحرقة في المعدة، وانخفاض في ضغط الدم، وتورم في الشفتين أو الوجه، ودوار أو إغماء، وآلام شديدة في المعدة.

ويُشخص الأطباء الحالة بأخذ تاريخ مرضي دقيق وإجراء فحوصات مُراقبة للكشف عن أي رد فعل تجاه السكر، ويعد تجنب لدغات القراد هو الطريقة الأقوى لتجنب الإصابة بتلك الحساسية.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق