دولة التلاوة.. هنا في مصر يُقرأ القرآن الكريم
الأحد، 23 نوفمبر 2025 12:14 ص
الأوقاف والشركة المتحدة يطلقان أكبر برنامج يربط التراث بالأصوات الجديدة ويجمع الاحترافية الإعلامية والقيمة الدينية
البرنامج أعاد إحياء الروح لمدرسة التلاوة المصرية.. ويتحول إلى ترند السوشيال الأول.. وتفاعل عربي ودولي واسع ينتظر المواهب
علماء الدين لـ"صوت الأمة": يساعد على تجديد الخطاب الديني والارتقاء بالذوق العام وتخريج أجيالًا تحمل الأخلاق والصوت والنور
في مشهد إعلامي يتسم بالزخم والسرعة، حيث تتزاحم الشاشات بالمحتوى العابر، يطلّ برنامج "دولة التلاوة" ليشكل استثناءً نوعيًا، مؤكدًا أن الإعلام الهادف ما زال قادرًا على صناعة التجربة الروحية وإعادة الثقة للمشاهد.
منذ الحلقة الأولى، تحوّل البرنامج، الذى يعد ثمرة تعاون بين وزارة الأوقاف والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، إلى حالة متكاملة في الشارع المصري؛ جمهور ينتظر الحلقات بفارغ الصبر، يتفاعل مع المتسابقين، ويشارك التجربة عبر منصات التواصل الاجتماعي، ليصبح "دولة التلاوة" أكثر من مجرد برنامج تلفزيوني، بل ظاهرة مجتمعية تحمل بين طياتها مزيجًا من التأمل الروحي، الفخر الثقافي، وإحياء الهوية المصرية في فن التلاوة.
البرنامج جاء في توقيت مثالي، حيث يزداد البحث عن البرامج الهادفة والقادرة على تقديم محتوى يتجاوز التسلية البسيطة ليصل إلى قلب المشاهد، وينقل رسالة أعمق عن الأخلاق، الفن، والقيم الدينية.
ومع كل تلاوة، يشعر المشاهد وكأنه يشارك في رحلة تربوية وروحية؛ رحلة تؤكد أن الأصوات الجديدة ليست مجرد مواهب تُعرض على الشاشة، بل امتداد مباشر لتراث التلاوة المصرية، مدرسة أجيالٍ من القراء الذين صاغوا تاريخ الصوت القرآني، وأضافوا للهوية الوطنية بعدًا روحانيًا يستحق الحفاظ عليه وتجديده.
وما يميز هذه التجربة هو قدرتها على تحويل الشاشة إلى فضاء حيّ يتفاعل معه الجمهور، إذ لم يعد المشاهد يكتفي بالاستماع، بل أصبح جزءًا من الحدث نفسه، يتفاعل مع كل أداء، كل صوت، وكل لحظة من خشوع المتسابقين. هذه الحالة ليست عابرة، بل تعكس رغبة جماعية في إعادة الاعتبار للفن القرآني، والاعتزاز بالمدرسة المصرية في التلاوة، التي لطالما كانت قبلة للأصوات الهادفة والموهوبة في العالم الإسلامي.
تجربة تعيد الاعتبار للتلاوة المصرية
منذ انطلاق أولى حلقات برنامج "دولة التلاوة"، تحوّل البرنامج بسرعة إلى حدث ثقافي وإعلامي بارز داخل مصر وخارجها، ليس لمجرد كونه برنامجًا يعرض التلاوة القرآنية، بل لأنه استطاع أن يخلق حالة جماهيرية استثنائية تعكس تعلق المصريين بعالم التلاوة وروحانيته.
وفور عرض الحلقات، تصدّر البرنامج قوائم الترند على منصات التواصل الاجتماعي من "إكس" وفيسبوك إلى يوتيوب وتيك توك، حيث تفاعل الجمهور بشكل غير مسبوق، وتداول المشاهدون مقاطع التلاوات، وناقشوا أداء المتسابقين، وأشادوا بتميزهم الصوتي والروحي، لتتحوّل التجربة إلى حدث مجتمعي يجمع بين الثقافة والإيمان والجمال الفني، وأكّد الداعية مصطفى حسني أن البرنامج "تجربة لا أستطيع وصفها"، موجّهًا رسالة إلى الشباب: "دوّر على النبي في حياتك.. من صحيانك لغاية نومك"، مضيفًا أن الاستماع للأصوات الموهوبة من مختلف الأعمار كان تجربة لا تُنسى، وأن البرنامج "سيليق بدولة التلاوة" ويجسد حالة روحانية فريدة.
كذلك قالت الدكتورة جيهان ياسين، من واعظات الأوقاف، في تصريحات خاصة لصوت الأمة، إن البرنامج يقدم "رؤية جديدة تضع القرآن الكريم في موضعه اللائق؛ ليس بوصفه نصًا يُتلى فحسب، بل مدرسة تُخرّج أجيالًا تحمل الأخلاق والصوت والنور"، مؤكدة أن البرنامج يفتح المجال أمام المواهب الشابة لصناعة مستقبل جديد للتلاوة.
ولم يقتصر التفاعل على مجرد مشاهدة الحلقات، بل امتد إلى مشاركة فاعلة بين الأجيال المختلفة؛ فالكبار يذكرون بلهفة أصوات القرّاء العظام الذين شكلوا تاريخ التلاوة المصرية، بينما يجد الشباب في البرنامج مساحة لتقدير الأصوات الجديدة، ومتابعة مسار المتسابقين الشغوفين بتعلم مدرسة التلاوة وإضافة لمساتهم الخاصة.
وبهذه الطريقة، نجح البرنامج في تحويل التلاوة من ممارسة فردية إلى تجربة جماعية يعيشها المجتمع كله، ويعيد الاعتبار للفن القرآني على الشاشة المصرية في زمن يسيطر فيه المحتوى العابِر والكثيف.
وما يميز التفاعل الجماهيري للبرنامج أيضًا هو حالة الترقب الأسبوعي، فالبرنامج يُعرض يومي الجمعة والسبت في تمام الساعة التاسعة مساءً على قنوات الحياة وCBC والناس، إلى جانب منصة Watch It، وهو ما جعل كل حلقة حدثًا يُنتظر بشغف، بحيث يتجمع الجمهور حول متابعة الأداء والتصويت والمشاركة في النقاشات على المنصات الرقمية، في تجربة تُعيد ربط الإعلام بالروحانيات والأخلاق، وتظهر أن البرنامج قادر على جذب الجمهور عبر المضمون الهادف والجاذبية الفنية.
وتتجاوز التجربة الروحية التي يقدمها "دولة التلاوة" تتجاوز الصوت الجميل إلى إحياء القيم والأخلاق المرتبطة بالقرآن الكريم، فالمشاهد لا يكتفي بالاستماع إلى تلاوة متقنة، بل يعيش معها شعورًا بالإعجاب والدهشة، ويتأثر بالخشوع والإحساس الصادق الذي يجسده المتسابقون، سواء كانوا أطفالًا يمتلكون موهبة فطرية، أو شبابًا يسعون لإتقان فن التلاوة وإيصال رسالة القرآن بأسلوب حديث ومؤثر.
وبهذه الطريقة، يصبح البرنامج أكثر من مجرد منافسة، بل رحلة إيمانية تتفاعل معها الأمة كاملة، وتعيد للبرنامج الهادف مكانته وسط بحر البرامج المتنوعة، كما أكّد الدكتور أسامة رسلان، المتحدث باسم وزارة الأوقاف، أن البرنامج "يحظى باهتمام كامل من الرئيس عبدالفتاح السيسي ويهدف إلى تجديد الخطاب الديني والارتقاء بالذوق العام من خلال إعادة مدرسة التلاوة المصرية إلى ريادتها"، مشيرًا إلى أن التعاون بين وزارة الأوقاف والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ساهم في ظهور أولى الحلقات بشكل مميز من خلال العروض البصرية المبهرة، وأكد أن حالة التفاعل الشعبي الواسع وصدور البرنامج "الترند" يعكسان وعيًا جمعيًا حميدًا لدى المصريين.
جانب آخر مهم للبرنامج هو ربط التراث المصري بالأصوات الجديدة، حيث يظهر المتسابقون حاملين إرث كبار القرّاء مثل الحصري والمنشاوي وعبد الباسط والطبلاوي ومصطفى إسماعيل، ويتعلمون من مدارسهم، ويضيفون لمساتهم الخاصة التي تجعل لكل صوت جديد مكانًا في ذاكرة المستمعين، وهذا الدمج بين القديم والجديد أضفى على البرنامج طابعًا تاريخيًا وثقافيًا غنيًا، يقدّم للمتابعين فرصة لمشاهدة أصوات جديدة وهي تتعلم من كبار المقرئين، مع الحفاظ على الهوية المصرية الأصيلة في التلاوة.
دعم مؤسسي ورعاية رسمية لنهضة التلاوة
برنامج "دولة التلاوة" يمثل نموذجًا واضحًا للتعاون بين الدولة والإعلام، حيث يحظى بدعم كامل من وزارة الأوقاف، والتي أعطت المشروع أهمية استراتيجية على أعلى مستوى، وشدد أسامة رسلان، المتحدث الرسمي باسم الوزارة، على أن النهضة القرآنية لا تبدأ بالأصوات وحدها، بل تتطلب رعاية مؤسسية تحفظ التراث وتفتح أبوابه للأجيال القادمة، فالبرنامج الذي أعدته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بالتعاون مع الوزارة، صُمم بعناية ليجمع بين الاحترافية الإعلامية والقيمة الدينية، مع تقديم تجربة مرئية وسمعية متكاملة تواكب العصر، وتخاطب الشباب بلغتهم وأحلامهم.
وساهم هذا الإطار المؤسسي في إبراز البرنامج بشكل لافت، مع التركيز على جودة الإنتاج والجوائز الكبرى التي تمنح للمواهب الفائزة، لتكون حافزًا حقيقيًا لتطوير المهارات القرآنية.
وشهد البرنامج إقبالًا غير مسبوق من مختلف المحافظات، حيث تقدم أكثر من 14 ألف متسابق لاختبارات دقيقة تعتمد على معايير ثابتة أبرزها جمال التلاوة وحسن الأداء وخشوع الصوت، وتمت تصفية المشاركين عبر مراحل متعددة انتهت باختيار أفضل 32 موهبة للتنافس في الحلقات النهائية، وهو ما يعكس حجم الشغف الكبير بالمشاركة في تجربة تهدف إلى إحياء مدرسة التلاوة المصرية وإعادة رونقها على الساحة الإعلامية.
كما تضم لجنة التحكيم نخبة من أبرز القامات الدينية والعلمية في مصر والعالم الإسلامي، منهم الشيخ حسن عبد النبي، وكيل لجنة مراجعة المصحف الشريف بالأزهر، والدكتور طه عبد الوهاب خبير الأصوات والمقامات، إلى جانب الداعية الإسلامي مصطفى حسني والقارئ الشيخ طه النعماني، مع مشاركة ضيوف شرف بارزين مثل وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، مفتي الديار المصرية الدكتور نظير محمد عياد، وعضو هيئة كبار العلماء الدكتور علي جمعة، والقارئ البريطاني محمد أيوب عاصف والقارئ المغربي عمر القزابري، وهو ما يعكس التوازن بين الخبرة العلمية والدينية وبين التوجه الشبابي في اكتشاف المواهب.
دولة التلاوة الكبرى: روح وأداء
نجح "دولة التلاوة" في أن يتحوّل من مجرد فكرة إلى أضخم حدث قرآني يشهده الشارع المصري والعربي، ليصبح حديث الترند على منصات التواصل الاجتماعي داخل مصر وعدد من الدول العربية، مثل الإمارات وقطر والكويت والأردن.
ولم يأت هذا الانتشار الواسع بمحض الصدفة، بل جاء نتيجة تخطيط دقيق وجهد مؤسسي كبير جمع بين وزارة الأوقاف المصرية والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، مع الالتزام الكامل بالمعايير المهنية والفنية لتقديم تجربة قرآنية متكاملة، وأكد الدكتور أسامة فخري الجندي، أحد علماء الأوقاف، أن المسابقة تأتي في إطار استمرار ريادة مصر في فن تلاوة القرآن الكريم، والبحث عن الأصوات المتميزة التي تجمع بين جمال الصوت ودقة الأحكام وحسن الأداء، مستلهمين بذلك نهج عباقرة دولة التلاوة في مصر عبر العصور، بدءً من الشيخ محمد رفعت وصولًا إلى الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، لافتاً إلى أن البرنامج لم يقتصر على الحفظ فحسب، بل شمل مراحل دقيقة من التحكيم مع مراعاة الأداء الصوتي، المقامات، ومهارات الإلقاء التلفزيوني والإذاعي، لضمان تقديم تجربة متكاملة تليق بمكانة مصر القرآنية.
ولفت الجندي لـ"صوت الأمة"، إلى أن المسابقة تعكس علاقة مصر العميقة بالقرآن الكريم منذ دخول الشرع الشريف إلى أرضها، حيث أصبح القرآن جزءً من وجدان المصريين في القرى والشوارع والمساجد والإذاعات، مؤكداً أن هذا الحدث يعكس استمرار قصة عشق مصرية ممتدة للقرآن الكريم عبر الأجيال.
واستقطبت المسابقة اهتمامًا واسعًا من مختلف المحافظات، حيث خضع المتسابقون لمراحل متعددة بدءً من الاختبارات المحلية وصولًا إلى المنافسة النهائية، مع الالتزام بمستويات عمرية مختلفة، ما بين الأطفال الموهوبين والشباب أصحاب الأداء الاستثنائي.
وأشار الجندي إلى أن المسابقة شملت أكثر من خمس مراحل تنافسية دقيقة، بدءً من المرحلة الابتدائية في كل محافظة، مرورًا بمرحلة التصفية الأولية والنهائية، وصولًا إلى التأهيل للمسابقة الكبرى، مع التأكيد على عدم السماح بأي هفوة أو خطأ، ما أظهر مستوى استثنائي من الحفظ والإتقان، مشيراً إلى أن ما يميز البرنامج أنه لا يكتفي باكتشاف الأصوات الموهوبة فحسب، بل يسعى إلى صقلها ومنحها الفرصة لتكون جزءًا من مدرسة التلاوة المصرية العريقة، التي خلّفت عبر التاريخ رموزًا خالدة مثل الحصري والمنشاوي وعبد الباسط والطبلاوي. هذا الجمع بين الإرث القرآني العريق والجيل الجديد من الموهوبين يخلق حالة فريدة من التواصل بين الماضي والحاضر، ويعيد للبرامج الدينية هويتها الهادفة ويجعلها أكثر قربًا من المشاهد.
ولا يقتصر تأثير البرنامج على الشاشة فقط، بل يمتد إلى الشارع والمجتمع، حيث أعاد البرنامج الروحانية إلى أجواء المشاهدين، ورفع من مستوى التفاعل الشعبي مع فن التلاوة، كما ظهرت حالة واضحة من الفخر والاعتزاز بالمدرسة المصرية الأصيلة، وهو ما يعكس عمق ارتباط المصريين بالقرآن الكريم منذ دخول الشرع الشريف إلى أرضهم، حيث أصبح القرآن جزءًا من وجدانهم في القرى والشوارع والمساجد والإذاعات.
كما ساهم البرنامج في إحياء ثقافة المنافسة الإيجابية بين الشباب، وفتح آفاقًا واسعة أمام المواهب الواعدة ليصبحوا منارات تضيء المشهد القرآني مستقبلاً، وقد أظهر البرنامج قدرة الإعلام الحديث على الجمع بين الأصالة والمعاصرة، بين الرؤية الدينية الدقيقة والإخراج التلفزيوني المحترف، ليقدّم نموذجًا متقدمًا للبرامج الهادفة التي تبني الوعي وتلهم المشاهدين.
باختصار، "دولة التلاوة" لم يكن مجرد برنامج للمشاهدة، بل تجربة متكاملة، تفاعلت معها الأجيال المختلفة، وجمعت بين التراث القرآني الأصيل والطاقات الشبابية الحديثة، لتعيد تعريف كيفية تقديم البرامج الدينية في مصر والعالم العربي، مؤكدًا أن مصر ستظل دائمًا قبلة للتلاوة وموطنًا للمدارس القرآنية التي تصنع الفرق، وتحافظ على إرثها العظيم من الأصوات التي لا تنطفئ في وجدان الأمة.
دولة التلاوة طريق للأجيال الجديدة
وفي مشهد قرآني استثنائي، يبرز برنامج "دولة التلاوة" كحدث بارز يضع مصر على خريطة الإبداع القرآني على المستوى الإقليمي والدولي، فقد أكد الشيخ أحمد ترك، عضو مجلس الشيوخ، أن هذا البرنامج الضخم يمثل امتدادًا طبيعيًا لمسيرة إذاعة القرآن الكريم، مشيرًا إلى أن نجاح البرنامج لم يكن ليتم لولا التعاون بين وزارة الأوقاف والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، ما يجعل من دولة التلاوة نموذجًا فريدًا للبرامج الهادفة التي توازن بين الأصالة والتجديد.
وبحسب تصريحات ترك، لـ"صوت الأمة"، يجسد البرنامج رؤية شاملة تتجاوز مجرد تلاوة النصوص، ليضع القرآن الكريم في موقعه اللائق كمدرسة متكاملة تُخرج أجيالًا تحمل الأخلاق، الصوت، والنور.
كما أشار هشام عبد العزيز، مسؤول الاتصال السياسي بالأوقاف، لصوت الأمة، إلى أن البرنامج أعاد للبرامج الهادفة بريقها، من خلال التركيز على اكتشاف المواهب الشابة ومنحهم الفرصة للظهور أمام جمهور واسع، بما يعكس قدرة الإعلام الديني على التفاعل مع الشباب بلغتهم وأحلامهم، بعيدًا عن أساليب التقديم التقليدية التي كانت تقتصر على القراء الكبار فقط.
كما وصف الشيخ محمد تميم المراغي، أحد أعضاء لجنة التحكيم، لـ"صوت الأمة"، البرنامج بأنه أضخم مسابقة قرآنية تلفزيونية في تاريخ مصر، تفتح أبوابها أمام جيل جديد من قراء مصر على خُطى عمالقة التلاوة وروّاد المدرسة المصرية الأصيلة، لافتاً إلى أنه يمثل فرصة ذهبية لإظهار الأصوات النقية التي تنقل القرآن بحُسن الأداء وصدق التلقي، مع التركيز على الجانب الروحاني الذي يحيي القلوب ويقوي ارتباط المشاهد بالقرآن الكريم.
المؤكد أن ما يميز "دولة التلاوة" ليس فقط التنافس على الجائزة، بل الجوهر الروحي الذي يحمله كل متسابق، حيث تتحول التلاوة إلى جسور من نور تصل بين الأرض والسماء، وتتيح للمشاهد أن يشارك في رحلة قرآنية متكاملة، تجمع بين الأصالة والابتكار، بين حفظ النص وإبداع الأداء، وهذا ما يجعل البرنامج أكثر من مجرد مسابقة أو حدث تلفزيوني؛ إنه حالة إيمانية تُعاش، وتجربة ثقافية تربوية متكاملة، تزرع في النفوس حب القرآن، وتعزز من قيم التلاوة الأصيلة.